“لم يعد المناخ كما كنا نعرفه سابقا” هذه الجملة نسمعها كثيرا في الآونة الأخيرة، فتغيرات المناخ، والفصول، وموجات الحرارة وغيرها من عوامل المناخ باتت صادمة في تطرفها، مقارنة مع سنوات وعقود خلت، وهذا ما نبه إليه علماء كثيرون، وحذروا من أن ممارساتنا في حياتنا اليومية وتجاهلنا لعوامل انذار هامة، قد تؤدي إلى نتائج لا تمس الطقس فحسب، بل الزراعة والماء والهواء.
في هذا السياق اطلقت “ناسا” تطبيق “أرى التغيير” I See Change على الهواتف المحمولة، بهدف أن يرسل العامة مشاهداتهم، ولو ظنوا أنها تافهة، إلا أنها قد تظهر علامات إنذار مبكرة تساعد المؤسسة الفضائية، التي لا يقتصر عملها على الفضاء فحسب، بل على متابعة تغيرات المناخ.
ودعت “ناسا” مستخدمي الهواتف النقالة لتنزيل التطبيق الجديد، وتصوير ما يعتبرونه مخالفا وغريبا عما اعتادوا عليه من مظاهر مناخية، وتغييرات في طبيعة الأرض: المياه، التربة وغيرها، ليتمكن علماء الـ”ناسا” من تجميع المعلومات، واستخدامها كمعطيات آنية حول ما يحدث حول الكوكب، وفي زواياه المخفية، ولو في الحديقة الخلفية لمستخدم التطبيق.
ومن الأمثلة في هذا المجال، صورة أرسلتها احدى مستخدمات التطبيق من منطقة “ويندهام” Windham في ولاية “كونكتكت Connecticut الأميركية لحبوب من جوز البلوط دون ثمار، وبكميات كبيرة.
وأشارت إلى أن هذا غير عادي لمثل هذا الوقت من السنة، وتساءلت عن تأثير هذا على السناجب التي تحتاج إلى هذه الثمار للبقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء، فهذه الملاحظة يمكن أن تنبه العلماء إلى مشكلة محتملة تؤثر على أشجار البلوط في ولاية كونكتكت، كما تساعدهم على فهم أسباب تراجع أعداد السنجاب التي قد تحدث نتيجة لفصل الشتاء المقبل.
فكل منا يمكنه أيضا استخدام التطبيق لتوثيق مشاهدات، مثل أنواع الأشجار التي تنمو في الفناء الخلفي الخاص بنا، أو منظر غابة مجاورة، أو المدى الذي تراه من موسم إلى موسم ومن سنة إلى أخرى، أو آثار الحرائق في مكان قريب منك.
وقد لا تبدو كل ملاحظة موثقة بصورة من تلقاء نفسها مهمة، إلا أن هذه الملاحظات معا قد تشكل أجزاء هامة وقوية من البيانات لحقائق محددة، ما يمكن أن يساعد العلماء في ملاحظة اتجاهات أنماط الطقس التي قد تؤثر على النباتات والحيوانات البرية والبشر، فالملاحظة المثيرة لاهتمام شخص واحد قد تساعد العلماء في تفسير الظواهر الطبيعية التي تحدث نتيجة لأي تغيرات مناخية أو مرتبطة بالمناخ.