قبل 12 عاماً دشّن المسبح الشعبي على الكورنيش البحري في مدينة الميناء بحضور رسمي وخطابات ووعود بمستقبل سياحي زاهر، إلا أنّ أمل أبناء طرابلس وسائر المناطق الشمالية خاب سريعاً بإقفال المسبح في أقل من عام على افتتاحه، وبقيت المطالبات قيد الأدراج على الرغم من أن الأهالي باتوا يجدون في إعادة افتتاحه متنفسا للأهالي الذين لا تسمح لهم إمكانياتهم المادية بدفع تكلفة رسوم الدخول والتي تصل إلى نحو 20 دولارا على الشخص الواحد.
يحكي بلال حمزة تجربته في البحث عن شاطئ رملي يأخذ عائلته اليه، يقول: «حاولت بداية البحث عن مسبح مجاني فلم أجد. قصدت أحد المنتجعات السياحية الخاصة عند مدخل طرابلس فطلب مني العامل خمسة وعشرين الف ليرة على الشخص الواحد، في حين كنت برفقة زوجتي واربعة من أولادي، وفي حسبة سريعة في ذهني وجدت أن عملية الدخول وحدها سوف تكلفني مئة دولار، عدا عما يمكن أن يطلبه الاولاد من مأكل ومشرب داخل المنتجع«. ويضيف: «عدنا خائبين نتحمل حر الصيف والقهر لان امكانياتنا لا تسمح بدخول المنتجعات».
وإذ تعكس حال بلال واقع مئات، بل آلاف العائلات التي لا تجد في الصيف مكانا لها على طول الشاطئ البحري، يؤكد ربيع عصافيري بأنه لا يستطيع الذهاب الى البحر حتى في الاماكن التي تحدد سعرا أقل من غيرها ومنها على سبيل المثال المنتجعات في شكا والهري والتي وضعت تسعيرة دخول عشرة دولارات على الشخص الواحد، هو يحاول دائما مع رفاقه الذهاب الى الجزر المنتشرة في الميناء لان لا رسم للدخول اليها سوى دفع اجرة المركب. يقول عصافيري: «المنتجعات الخاصة تعج بالرواد، ولكن لا بديل عن المسبح الشعبي المفترض أن يكون في خدمة الطبقة المحرومة كل عام في مثل هذه الايام، والتي لا تساعدها ظروفها ولا أمكانياتها على ارتياد المسابح الخاصة«.