يعيش أهالي قرى كفرزبد ومجدل عنجر والصويرة في العطش وهم عائمون فوق بحر من المياه العذبة، يحمّل الأهالي والبلديات رئيس مصلحة مياه شمسين، مارون مسلّم، المسؤولية، ويتهمونه بالكيدية، ما أدى الى رزوحهم تحت وطأة التقنين القاسي والانقطاع شبه التام منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ما يكبد الأهالي كلفة توفير مياه الاستعمال ومياه الشرب بشكل يومي، في ظل انعدام فرص العمل.
“محطة شمسين والآبار في خراج كفرزبد، وأهالي البلدة عطشانين”، بهذه الكلمات الممزوجة بالغضب قالها نديم يونس ليردف معيداً الأسباب إلى إدارة مصلحة مياه شمسين التي تبيع المياه للمسابح والمسامك في عنجر، على عينك يا مسلّم” وتساءل كيف يعقل أن تروى جميع البساتين في عنجر وأهالي كفرزبد لا يرون المياه.
أيضاً حسن الدغيدي وضع المسؤولية على موظفي مصلحة المياه التي ترى كيف المسابح والمسامك تتغذى من مياه شمسين، على حساب الأهالي الذين يشترون المياه منذ شهرين بشكل يومي، “كل يوم بدنا خزان بـ 15 ألف ليرة مياه للاستعمال، وبـ 6 آلاف ليرة مياه للشرب، الله ما قالها. المحطة والآبار بأرضنا ونحن ممنوعين نشرب منها”.
كذلك هي الحال في بلدتي مجدل عنجر والصويرة اللتين أيضاً تتغذيان من مياه شمسين، حيث يعاني الأهالي من انقطاع المياه منذ نحو أربعة أشهر، وما زاد الطينة بلة بدء موسم المسابح، منذ ما يقارب الشهر ونصف الشهر، حتى أصبح التقنين القاسي انعداماً كلياً للمياه، ما فرض على سكان هذه القرى شراء المياه وزيادة أعباء إضافية عليهم.
يقول مختار بلدة مجدل عنجر ناصر صالح، إن المشكلة في سياسة إدارة الملف بعقلية كيدية، من قبل رئيس مصلحة مياه البقاع مارون مسلم الذي لا يردّ على هاتفه ولا يقابل أحداً إلا بعد معاناة طويلة، “مشكلتنا مع هذه الإدارة أنها تريد أن تحاكم البيئة الحاضنة للنازحين السوريين، لأنه قالها بالفم الملآن ما بدي إسقي السوريين”.
فيما رئيس اتحاد بلديات شرقي زحلة ورئيس بلدية كفرزبد عمر الخطيب، استهل حديثه بـ”أن الكذب ملح مصلحة المياه”، ليضع المسؤولية كاملة على إدارة مصلحة مياه البقاع، قال “راجعنا مارون مسلم أكثر من مية مرة، وكل مرة بقول ليس لدينا إمكانية، وما بدي إسقي السوريين”، ليردف “طلبنا منه أن ينشط عمل المصلحة لوضع حد للمتعدين على المياه والسرقة، لا حياة لمن تنادي، فتتذرع المصلحة بأن الأهالي لا يدفعون. فهل المطلوب أن يدفعوا ثمن مياه لا يرونها ولا يشربونها “، تابع الخطيب من المعيب أن أربع آبار تضخ 1200 متر مكعب بالساعة تستطيع أن تغذي قريتين، “جميعها تذهب الى المسابح والمسامك، وتترك الناس من دون ماء”.
فيما رئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين، لفت الى أن مجلس الإنماء والإعمار حفر ثلاث آبار بمحيط محطة مياه شمسين، تحتاج الى تجهيز، “راجعنا المصلحة وقالوا إنه لا إمكانية لديهم، قلنا لهم إننا مستعدون كبلديات لأن نجهز هذه الآبار على نفقة البلديات لضخ المياه الى قرانا ورفضت المصلحة ذلك”. هل المطلوب أن يبقى الأهالي مرهونة رقابهم لأصحاب الصهاريج، وأن يعيشوا فوق بحر من المياه وهم عطاشى”.
وكان أهالي وبلديات قرى كفرزبد ومجدل عنجر والصويرة قد نفذوا اعتصاماً احتجاجياً أمام محطة مياه شمسين بين عنجر وكفرزبد، في خراج كفرزبد، هددوا خلاله ما لم تتم معالجة المياه وضخها الى قراهم خلال 48 ساعة أقصاها سيعمدون الى تحطيم المضخات وإقفالها بالقوة. وقد سبقت هذا الاعتصامات حملة على شبكات التواصل الاجتماعي تندد بسياسة مصلحة مياه البقاع العنصرية والطائفية، واتهامها بالفساد الإداري والأخلاقي.