مشكلتنا مشكلة مع هذه الحكومة، والاصح مصيبتنا مصيبة معها.
كلما حاولنا تجاهل وجودها والانصراف مباشرة الى لُب القضايا دون المرور بالوسائط المفترضة، اصطدمنا بإصرارها على الوقوف في الدرب أو بالأحرى سده.
وزيران أتجنب الكتابة عنهما لاعتبارات عديدة هما وزير البيئة ووزير الزراعة، ولكن نشاطهما الفائق يمنع تحقيق هذه الرغبة، رغم التمنيات الصادقة ان يكون الحق الى جانبهما وليس الى جانبنا.
الوزير أكرم شهيب زف لنا اليوم فرحتين كبيرتين، الاولى: ان “مجلس الإنماء والإعمار” يمارس دوره كاملاً في ملف النفايات، وهي شهادة هامة ربما يوافقه عليها جميع اللبنانيين.
والثانية:ان لا عودة للنفايات الى شوارع بيروت والمناطق، وان العقد قد وقع بالنسبة لـ “الكوستابرافا”.
ومع خالص تمنياتنا بأن يكون الحق الى جانبه، أتخم الشعب اللبناني من الوعود القطعية في هذا الملف، وكانت النتائج روائح تزكم الأنوف ولا تزال.
يحكى في الكواليس عن صفقة كبرى تحضر في هذا الملف، وان محاصصات دقيقة تصاغ وتركب ثم تفك وتعود الى الحياة.
أسوأ ما في الحلول التي جربت خلال السنوات السابقة، هو استمرار المحاصصة وزيادة الأسعار وتوسع نطاق الروائح الكريهة وعودة النفايات الى الشوارع… وإصرار المسؤولين على وعودهم!