يكشف العلماء النقاب – عبر دراسات وأبحاث عديدة – عن تفاصيل متصلة بحياة بعض الكائنات الحية، في محاولة لمعرفة سلوكياتها، وفهم آلية تطورها واستمرارها، وتأمين قاعدة بيانات تساعد في إغناء معارفنا حيالها من جهة، وفي ما يمكن الافادة منه في مجال حمايتها وإبقائها في منأى عن الانقراض والاندثار من جهة ثانية.

وفي هذا المجال، صدرت أواخر الشهر الماضي تموز (يوليو) دراسة أسترالية، رصدت عملية التزاوج لدى الحبار، وخلصت إلى أن عملية التزواج بين الحبابيرcuttlefish  (الحبار) قد لا تكون تقليدية، إذ تتتجه الذكور بصورة مباشرة وشرسة نحو الإناث، بينما تشتد المنافسة بين الذكور نفسها على خطب ود الأنثى، مستخدمين مختلف الوسائل “الذكورية” بما في ذلك الألوان القزحية!

الدراسة

وجاء في الدراسة أن ذكور الحبار تتقدم عند “التغازل” مع الإناث لغرض التزاوج بصورة مباشرة وشرسة سعيا لنيل الإناث. وتكون المنافسة شرسة بين ذكور الحبار على نيل الأنثى، تتخللها عمليات إثارة وتخويف، مع استخدام ألوان مختلفة، كما وصفت ذلك الباحثة أليكسندرا شنيل Alexandra Schnell من “جامعة ماكواير” Macquarie University الاسترالية، ونشرت ملخص الدراسة في الدورية العلمية “بيهافيورال إكولوجي أند سوسيوبيولوجي” Behavioral Ecology and Sociobiology.

وتظهر الحبابير العملاقة الجانب الشرس من شخصيتها، وتبدأ العملية بـنظرات حادة ثم “نفخ المعطف الخارجي” لجعل “معاطفها” مليئة بالألوان القزحية الصاخبة.
وتقول الباحثة شيل بهذا الصدد: “تكون هذه العملية منظمة عند الفقاريات، وهذه الإشارات تطورت لكي تعمل على تخويف المنافسين من مختلف القوى”. وكما يبدو من طبيعة الحبابير العملاقة أن هذه العملية لا تقتصر على الفقاريات، إذ أن الحبابير تنتمي إلى فصيلة الغمديات.

قادرة على تغيير ألوانها

 

والمثير للاهتمام في الأمر أن إناث الحبار لا يتطلب وجودها قرب الذكور لإعلان بدء معركة الحصول على ودها، بل أن مجرد وضع الإنثى للبيض يتم إرسال إشارة للذكور عن بعد، وهنا تبدأ المعركة.
يذكر أن الحبابير تنتمي إلى فصيلة الغمديات، وغالبا ما تحمل ألوانا بنية، لكنها قادرة على تغيير ألوانها وتصبح قزحية حسب الوضع الذي تتواجد فيه.
وتتخفى الحبابير في رمل قاع البحر هربا من أعدائها الطبيعيين. ويصل طول بعض أنواع الحبار إلى نحو 60 سنتيمترا، ويصل وزنها إلى 5 كيلوغرامات. أما الحبابير العملاقة اسمها العلمي “سيبا أباما” فيصل وزنها إلى 10 كيلوغرامات. والمعروف أن الحبر الذي تحمله الحبابير والذي يحمل الألوان المختلفة يسمى علميا “سيبيا”، ويستخدم في تلوين المنتجات الغذائية، مثل المعكرونة.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This