تواجه قرى وبلدات قضاء صور، وتلك القريبة من معمل معالجة النفايات في عين بعال أزمة مستجدة، بعد إقفال المعمل لستة أشهر لعدم قدرته على استيعاب كميات إضافية، وتقف البلديات عاجزة عن إيجاد بدائل، بحيث تكدست النفايات عند مداخل القرى، فيما تسعى البلديات لتأمين مطامر مؤقتة، خصوصا وأن بعض المواطنين بادروا إلى الاستثمار في هذا المجال، لكن دون توفر شروط السلامة العامة.
المشكلة القائمة والمفتوحة على احتمال أن تتفاقم أكثر في الأيام المقبلة متداخلة بين القرى والبلدات في ما بينها، إلا أن بلدة طيردبا تعتبر الأكثر تأثرا، إذ بدأت تحاصرها النفايات من أكثر من جهة، فضلا عن مشروع مطمر يقع على تخومها، وفي منطقة ملاصقة لنطاقها العقاري، وهذا ما دفع الأهالي، ولا سيما شباب البلدة إلى تنظيم اعتصام رفضا للمطمر المزمع إنشاؤه، وسط مخاوف من أن يصبح المطمر أمرا واقعا.
وقد واكب greenarea.info المشكلة، خصوصا وأن هناك واقعا صعبا، يفترض أن تكون الدولة حاضرة، وألا تترك البلديات لمصيرها.
سعد: تشويه مدخل البلدة
وأشار رئيس بلدية طيردبا الزميل حسين سعد لـ greenarea.info إلى أن مشروع المطمر انطلق دون الحد الأدنى من المواصفات المطلوبة، وهو قائم ليس في نطاق البلدة، ولكنه ملاصق لحدود طيردبا العقارية، ويقع على ساقية المياه التي تفصل بيننا وبين البرج الشمالي والبازورية، يعني في أهم في منطقة، وسط بساتين الليمون، وبجانب هذا المطمر الذي ما يزال قيد الانشاء هناك نبع مياه عريق”.
وقال سعد: “قبل هذا المطمر كان هناك مطمر آخر استحدث وكانت ترمى فيه عوادم معمل عين بعال تحت مقر القوات الكورية العاملة ضمن قوات الـ UNIFIL، وأيضا في النطاق العقاري في البرج الشمالي، والمتضرر الأول الواجهة الغربية لطيردبا بشكل رئيسي، وعدا ذلك، هناك تشويه مدخل البلدة بالمكب، وفي الجهة المقابلة هناك مطمر أيضا لبلدية العباسية يعمل بإدارة أشخاص، بمعنى أن هناك استثمارا في النفايات، وليس البلديات من يقوم بهذه المهمة”.
ولفت إلى أن “تحرك شباب البلدة كان لمواجهة المطمر الموجود تحت مركز القوة الكورية لأن روائحه تقفل المنطقة، حتى أن أحدا لا يمكنه المرور فيها”.
وأضاف سعد: “على هذا الأساس تحركنا، وفوجئنا بوجود مطمر ثانٍ على حدود طيردبا، وكان هناك تحرك شبابي وكنا كمجلس بلدي مؤازرين، وقلنا أن هذا المطمر يتسبب بضرر كبير يطاول البلدة بأكملها وليس قسما منها فحسب، وفي المستقبل سيصبح أكثر خطرا”.
لا يمكن الاستهتار بصحة الناس
وأردف: “تم إقفال معمل عين بعال، وكان يستقبل يوميا حوالي 120 طنا بشكل شرعي، ومن ثم وصلت الكمية الى 200 طن، وكان المستثمر كلما وصلته أطنان جديدة كان يسجل فواتير، وقد غص المعمل بالنفايات، ولذلك تم إقفاله ستة أشهر، ولا نعرف عمليا إذا كان هذا القرار إداريا أم سياسيا”.
ولفت إلى أنه “البارحة توقف العمل في المطمر”، وعن عمق المطمر، قال: “هناك مواقع تخطت الخمس عشرة مترا”، وقال: “هناك (حق الجيرة) بمعنى أنه من المفترض مراعاة أوضاع القرى في ما بينها، ولكن فوجئنا بهذا المشروع، وبحسب معلوماتنا فإن صاحب الأرض حاول الحصول على ترخيص من القائمقامية للحفر في هذه المنطقة، ولكن ملفه موجود ولكن لم يحصل على ترخيص وإذن بالعمل، حتى الجرف بحاجة إلى تصريح من وزارة الزراعة، وكذلك من وزارة البيئة”.
وأشار إلى أن “موقفنا كان بمثابة إخبار، وعلى الأجهزة الأمنية أن تأخذ دورها ولسنا في وارد الصدام مع أي بلدية، لأن المعاناة التي تعاني منها البلديات نعاني منها أيضا، لكن في المقابل لا يمكن الاستهتار بصحة الناس”.
شباب طيردبا
وأشار محمد عز الدين باسم شباب طيردبا لـ greenarea.info إلى “وجود ثلاثة مكبات، واحد ترمى فيه نفايات العباسية والبرغلية والشبريحا وغيرها”، ولفت إلى أن “المكبين الآخرين ترمى فيهما نفايات قرى وبلدات أخرى”، وتوقع عز الدين أن “تتفاقم المشكلة في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة”.
وجاء تحرك شباب البلدة بعد إنشاء صفحة على موقع “فيسبوك” أطلقوا عليها “طيردبا أولا”، وأعلنوا رفضهم المطامر ومكبات النفايات المستحدثة على مداخل البلدة من ناحية البرج الشمالي، ولا سيما المطمر الذي اقيم قبل ايام عند حدود سواقي المياه وعلى مقربة من احد عيون المياه التاريخية.
وطالبوا بوضع خطة للنفايات وعدم استباحة البلدة من مستثمرين يعملون لحسابهم الخاص، وشدد احد اصحاب البساتين خليل زين المغترب منذ 47 سنة على رفض المطمر كليا.