حدد تقرير علمي لمجموعة من العلماء في “جامعة ولاية أوريغون” Oregon State University الأميركية، أنواعا من الحيوانات مهددة على مستوى العالم، مثل النمور والأسود وأسماك القرش والأفيال البيضاء وغيرها، وأكد أن هذه الأنواع ستنقرض بحلول عام 2100 إذا لم تكن ثمة جهود دولية حثيثة ومكثفة للمحافظة عليها.

وحذر العلماء المتخصصون في الحياة البرية في هذا التقرير، وهو عبارة عن ورقة بحثية، من أن الثدييات الكبيرة مثل بعض أنواع الظباء والنمور والأسود والغوريلا ووحيد القرن باتت فعلا على شفا الانقراض، ويغطي التقرير الذي نشر في مجلة BioScience الفقدان الخطير للثدييات الكبيرة في كافة أنحاء العالم.

فهرسة الأنواع المهددة

وبحسب الباحثين الذين أعدوا التقرير، فإن “هناك خطرا حقيقيا يتمثل في أن الأنواع الأكثر شهرة في العالم قد لا تكون موجودة في نهاية الحادي والعشرين”، وقاموا في سياق بحثهم

بفهرسة الأنواع المهددة بالانقراض على مستوى قارات العالم الست، وتبين لهم أن هناك حوالي 59 بالمئة من الحيوانات آكلة اللحوم و 60 بالمئة من الحيوانات العاشبة في العالم مهددا بالانقراض.

وتبين خلال الدراسة أن الوضع أكثر سوءا في أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، وفي جنوب شرق آسيا، أي في المناطق التي تضم أكبر تنوع باق للثدييات الكبيرة، وخلص العلماء إلى أن “الحيوانات البرية الكبيرة عرضة للتهديدات بسبب حاجتها إلى مساحات واسعة للعيش”.

Extinct-Animals2

الصيد الجائر

وحذَّر التقرير الذي أنتجته منظمة Panthera للحفاظ على القطط البرية في الولايات المتحدة الأميركية، من أن عقلية العمل المعتاد ستؤدي إلى انقراض الأنواع على نطاق واسع، وأوضح الباحثون أن هناك التزاما عالميا لحماية البيئة ودعم الدول النامية.

وذكر وليام ريبيل William Ripple المؤلف الرئيسي للتقرير، وأستاذ علم البيئة في جامعة ولاية أوريغون “كلما أمعنت النظر في الاتجاهات التي تواجه أكبر الثدييات البرية في العالم كلما زاد قلقي على فقدان هذه الحيوانات”، وقال: “لقد اكتشف العلم مدى أهمية وجود هذه الحيوانات في النظم الإيكولوجية والخدمات التي تقدمها للناس، وقد حان الوقت للتفكير في الحفاظ عليها بسبب انخفاض أعدادها وموائلها بشكل سريع”.

من جهته، قال المشارك في إعداد التقرير بيتر ليندسي Peter Lindsey “لا بد من معرفة مدى خطورة هذا الوضع، لأن فقدان التنوع البيولوجي والحيوانات الضخمة بشكل خاص يعد مشكلة متصاعدة، ربما تكون أكثر إلحاحا من تغير المناخ، فالمجتمعات البشرية

معرضة لفقدان العناصر الأساسية للتراث الطبيعي إذا انقرضت هذه الحيوانات، كما أن اختفاء هذه الأنواع سيقوض بشكل كبير الإمكانات المستقبلية للمجتمعات للاستفادة من السياحة البيئية، ونحتاج لاتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة الصيد الجائر والسماح للتعايش بين الناس والحياة البرية ليستمر تواجد الحيوانات الضخمة على المدى الطويل”.

Extinct-Animals1

دعم مبادرات الحفاظ على الحياة البرية

واقترح العلماء توسيع التدخلات الهادفة إلى حماية الحيوانات، وأكدوا أن ثمة حاجة إلى تحويل السياسات وزيادة الالتزام المالي لتغيير طرق تفاعل الناس مع الحياة البرية، وأكدوا أن المسؤولية تقع على عاتق الدول المتقدمة التي فقدت معظم حيواناتها الكبيرة لدعم مبادرات الحفاظ على الحياة البرية، حيث لا تزال الحيوانات البرية الشهيرة قائمة.

وأراد الفريق البحثي التوصل إلى اجماع دولي حول الحاجة المُلحة لهذه الأزمة، وسبل مواجهتها.

وبين الخبراء أنه يمكن إعادة الكائنات الكبيرة في المناطق التي تم القضاء عليها، باستخدام أساليب معينة يمكن التحقق من صحتها عالميا، ومن أمثلة المخلوقات التي أعيد تقديمها في “منتزه يلوستون الوطني” هي الذئاب و”غزلان بير ديفيد” Père David’s deer وتعرف باسم “أيل الأب دايفيد”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This