بعد أن اتخذت وزارة البيئة مؤخرا صفة الادعاء في قضية السلحفاة “لاكي”، وبعد سيل من التحقيقات وتناول كبريات المواقع العالمية لمأساة “لاكي”، وما تواجه الأحياء البحرية في لبنان من تعديات، بادرت الوزارة إلى القيام بدورها المفترض، ولو بعد تأخير شهر ونيف منذ اتصل بها موقعنا، وأعلنت يومها على لسان أحد مستشاري الوزير محمد المشنوق أن “معاليه ما في يعمل شي”.
وكما في الملفات أو معظمها، وبعد التحقيقات الأولية، سجلت دعوى ضد مجهول في قضية الاعتداء على السلحفاة التي تعرضت للتعنيف عند احد شواطئ الرميلة في جنوب لبنان، تم استدعاء كل من تبين أن له علاقة وشبهة بالحادثة، او كان شاهدا على ما جرى يومها من قبل مخفر السعديات، والذي بلغنا بدوره عن بدء التحقيقات والدعوى القضائية المقابة، وأخذ إفادتنا عبر الهاتف كجمعية احتضنت لاكي وسارعت للقيام بما هو مطلوب لحمايتها وانقاذها، وأجرت اتصالات بمركز الدفاع المدني – الإنقاذ البحري في الجية، وتم نقلها من قبل عناصره الى موقع قريب، فضلا عن الاتصال بنقابة الغواصين المحترفين في لبنان وبعض الجهات المعنية.
وبعد عدة ايام من الاستجوابات والتحقيقات، علم greenarea.info أن الشخص الذي وجه اليه الاتهام لظهوره بالصور وهو يحملها، والقيام بعض الموجودين بالتقاط صور السلفي، بما يخالف القوانين المرعية الإجراء قد اخلى سبيله بسند اقامة، على ان يمثل امام القضاء عند استدعائه.
الا أن ما اعتبرناه بادرة خير من قبل وزارة البيئة والنيابة العامة البيئية سرعان ما تبخر، إذ شاعت اخبار عن محاولة “لفلفة” القضية وتدخل احد القضاة من المنطقة لإقفال القضية وتسجيها “دعوى ضد مجهول”، لكننا بادرنا كموقع إلى الاتصال بالمدعي العام البيئي المكلف في القضية القاضي كلود غانم الذي أكد greenarea.info بأننا “لا زلنا نجري التحقيقات الاولية والى الآن لم يتبين بعد الفاعل ويبد وان هناك من يحمي او يخفي المعلومات عنا (كلو عم يخبي ع كلو)”، واضاف غانم بأنه “ان لم تتوفر معطيات جديدة في فصيلة السعديات سنحول القضية الى التحري”، كما اشار ايضا الى انه “تم استدعاء الجهة التي تعالجها واخذت افادتها”.
تستعيد قدرتها على التمييز
ومن ناحية ثانية، لا تزال السلحفاة “لاكي” في الجية، ويتحسن وضعها ببطء، في البركة التي أمنتها لها “جمعية Animal Lebanon” بانتظار موعد تسفيرها إلى منشأة متخصصة بعلاج السلاحف في اليونان، وكانت ولا زالت في عهدة فريق الانقاذ البحري في الجية، يهتم بها يؤمن لها قوتها اليومي من سمك وقناديل بحر، ويهتم بتبديل مياه البركة، وكرس عناصر الدفاع المدني وقتهم وخبراتهم ومجهوداتهم لانقاذ وحماية هذه الكائنات البحرية.
لكن تبين الاسبوع الماضب، وبعد عدة استشارات بأن السلحفاة لن تتحسن ان لم تندمج في محيطها الطبيعي، أي البحر، لذلك قام فريق الانقاذ البحري بتجربة، لجهة وضعها في حوض الميناء مع مراقبتها، وقد بدت نتائج هذا الإجراء سريعة لجهة قوة حركتها، وبحسب فريق الانقاذ البحري فقد تحسنت حركتها ودفاعها عن نفسها برفع يديها عند الاقتراب منها، وهذا ما يدل على انها بدأت تستعيد قدرتها على التمييز، كما انها بدات امس تفتح فمها لالتهام الطعام، وهذا ما لم تفعله ابدا طوال مدة علاجها.
تجدر الاشارة أيضا إلى ان “جمعية Animal Lebanon” جددت لـ “لاكي” جرعتين اضافيتين من المضاد الحيوي وقد حقنت بهما، بعد توقف إعطائها مثل هذه الجرعات في الفترة الأخيرة.