تابعنا في موقعنا greenarea.info بتاريخ 26 تموز (يوليو) إطلاق “منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة” (اليونسكو) لأول مرة “اليوم العالمي لصون النظام الإيكولوجي لـ غابات المانغروف” وتعرف في منطقتنا العربية باسم أشجار القرم، وهو احتفال تابعه سكان الإكوادور خلال السبعة عشر عاما الماضية، وكان لهم الفضل في حض العالم على الاحتفال بهذا اليوم، وبهذا المدى الحيوي المميز بكائناته المتنوعة والتي تحافظ على استدامة للشواطئ والكائنات والبشر المحيطين به.
وهناك أكثر من 80 نوعا من أشجار المانغروف، وتعيش في مناطق استوائية وشبه استوائية، كونها لا تتحمل درجات الحرارة المنخفضة والقريبة من التجمد، ولا تحتاج إلى تربة غنية بالأوكسجين، وتنتعش في المياه حيث تكون حركة المد خفيفة، وبشكل يسمح للترسبات بالتجمع.
محميات تابعة لليونسكو
وقد اعتبرت “شبكة اليونسكو لمحميات التنوع الطبيعي” UNESCO’s World Network of Biosphere Reserves 86 68 منطقة محتوية على المانغروف من أصل 669 كمحميات طبيعية، وغابات المانغروف تحمي الشواطىء من موجات المد والجزر والعواصف، وتعتبر جذور هذه الأشجار موئلا هاما لحضانة وحماية صغار الأسماك والحيوانات البحرية من الافتراس، كما توفر الحطب، العسل ومنتجات عديدة، وترفع مستوى ونوعية التربة بالمحافظة عليها من الانجراف، كما أنها تعمل على عزل الكربون أكثر من أي نوع آخر من الأشجار، فعلى الرغم من أن أشجار وغابات المنغروف تشكل 1 بالمئة فقط من مساحة المحيطات إلا أنها تخزن 50 بالمئة من نسب الكربون.
أخبار مقلقة من هاييتي وفييتنام وتايلند
في هذا السياق جاءت أنباء مقلقة من هاييتي، خلال “مؤتمر المحافظة على الموارد البحرية الرابع” 4th International Marine Conservation Congress (IMCC4) الذي انعقد ما بين 30 تموز (يوليو) و4 آب (أغسطس)، خصوصا وأن المؤتمر تناول ما يحيط بالمانغروف من كوارث، أبرزها وذلك بقاء ما يعادل 1 إلى 2 بالمئة فقط من غابات المانغروف بسبب استهلاكها لتصنيع الفحم،
من التويتر
Mangroves are under serious threat in Haiti due to the critical need for charcoal – Wiener #IMCC4
— IUCN Mangrove SG (@IUCN_Mangrove) July 30, 2016
كما أن فييتنام وتايلاند فقدت نصف غابات المانغروف خلال السنوات الثلاثين الأخيرة لصالح إنشاء برك لتربية القريدس، وهذا له عواقب وخيمة، بحسب الخبراء، لذا تعتبر المحافظة على هذه الغابات وتنميتها والعمل مع مزارع القريدس والموردين والمستهلكين بهدف استحداث حلول أكثر استدامة لهذا النوع من الإنتاج.
وبالفعل، بدأت مبادرات لزراعة المانغروف، منها في باكستان من قبل IUCN, International Union for Conservation of Nature، وشركة غاز Sui Southern Gas Company (SSGC) ، في منطقة مرفأ قاسم Port Qasim Area، وسيتم زرع ما بين 6 آلاف إلى 10 آلاف غرسة، وقد صاحب النشاط ندوة حول أهمية هذه المناطق الساحلية بالمحافظة على الشواطئ والكائنات الحية.
بيانات مقلقة من استراليا
أما في أستراليا فقد صدرت بيانات حول هذه الأشجار تؤكد أن هناك حالات تراجع الى مستويات غير مسبوقة لهذه الغابات، وقال البروفسور الأخصائي في علم النبات والمختص بأشجار المانغروف بشكل خاص من جامعة جيمس كوك الأسترالية، والمتحدث الرسمي باسم شبكة المانغروف ومستنقعات الملح نورم ديوك Norm Duke أنه “قد سمع العلماء أحاديث غير مؤكدة عن ذبول هذه الأشجار، وموت مساحات منها، وهذا ما تم تأكيده بالمسح الجوي والأقمار الصناعية”، وأكد ديوك أن حوالي 7000 هكتارا أو أكثر من 9 بالمئة في المنطقة الممتدة على مساحة 700 كيلومترا غرب منطقة نورمانتون Normanton على خليج كاربنتاريا the Gulf of Carpentaria قد أصابها الجفاف التام.
وأشار إلى أنها “المرة الأولى من نوعها والموثقة والمرتبطة بحالات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وقد تكون مرتبطة بتغير المناخ”، وقال “لقد شهدنا حالات قليلة من هذا النوع من الإجهاد الناتج عن قلة الرطوبة من قبل، ولكن ما هو غير عادي حتى الآن هو المدى لهذا الجفاف، والذي أصاب جنوب الخليج كله خلال شهر واحد، ما نراه هو عملية طبيعية، ولكن الطبيعة عادة تساهم بذلك تدريجيا، إنما ليس بهذه الشدة، لم نرَ هذا من قبل أبدا”.
وأضاف ديوك: “أن الأدلة الجديدة، تؤكد فكرة أن موت أشجار المانغروف قد يكون من طول فصل الجفاف، أكثر من ارتفاع درجات الحرارة وحدها”، ولفت إلى أن “فصل الأمطار الطبيعي، هو من 4 إلى 5 أشهر، بمعدل 100 ميلليمتر في الشهر، ولكننا نشهد أن هناك 10 إلى 11 شهرا متتاليين بمعدل 50 ميلليمتر في الشهر”، وأضاف “بكل المقاييس، سيكون المناخ مائلا للفوضى أكثر، لذا نتوقع حدوث هذه الأحداث بشكل متسارع وأكثر شيوعا”.
وقال ديوك: “هناك حاجة ماسة للرصد الممنهج بشكل صحيح مع دراسة ممولة، خصوصا عند الأخذ بعين الإعتبار أهمية أشجار المانغروف للمدى البيئي الأوسع”، وأضاف: “ستتعافى بعض أشجار المانغروف، ولن يتعافى البعض الآخر، ولكن هناك تقارير تتحدث بالفعل عن نفوق وإلى درجة كبيرة في أنواع وأعداد من الحياة البحرية، فضلا عن تراكم أكوام من الأعشاب البحرية على الشواطئ، واذا كان هذا صحيحا، فإن السلاحف وأبقار البحر ستتضور جوعا في غضون أشهر قليلة”.
وختم قائلا إن “حجم هذا التأثر بالجفاف وتغيرات المناخ، يغطي مسافة كبيرة ممتدة من سيدني إلى ملبورن، ما يتطلب تقييما أكثر دقة من أجل فهم أفضل للأسباب والتأثير على نطاق واسع وتداعيات هذا الجفاف”.