مر “اليوم العالمي للفيلة” World Day for elephants الذي يصادف في 12 آب (أغسطس) من كل عام، دون صخب ولا احتفاليات ونشاطات ترقى إلى ما يتهدد الفيلة من أخطار ليس أقلها أنها باتت على شفا الانقراض، في ما عدا القليل من الأنشطة جاءت لتذكر بأن ثمة يوما لهذه الكائنات التي تباد على يد عصابات مسلحة خارجة عن القانون، وتمارس الفتك بهذه الكائنات بوحشية طمعا بأنيابها.
لقد تناقصت الأفيال حول العالم بنسبة 60 بالمئة، ويتم قتل 100 فيل يوميا من أفيال أفريقيا من قبل الصيادين الباحثين عن العاج، واللحم، وأجزاء من أجساد الأفيال يقومون ببيعها، ما ساهم في تناقص أعدادها بحدة حتى بلغ العدد 400 ألف فيل أفريقي فقط على مستوى القارة السمراء، كما أصبح العدد في قارة آسيا أكثر ندرة، إذ لا يتجاوز العدد الباقي من الأفيال الـ 40 ألف فيل فقط، وخص موقع “ماشابل” الأميركي لفتة لهذه الكائنات عارضا لقطات وصورا رائعة للفيلة، فضلا عن صور أخرى تبين حجم الإجرام الذي يطاولها.
محنة هذه الثدييات
وكانت وراء إعلان “اليوم العالمي للفيلة”، باتريسيا سيمس Patricia Sims مخرجة الأفلام الكندية، ومؤسسة منظمة حماية الفيلة، وذلك بهدف تسليط الضوء على محنة هذه الثدييات.
وتجدر الإشارة إلى أن الفيلة الآسيوية تصنف كنوع حيواني مهدّد بالإنقراض، والإحصائيات تتحدّث عن بقاء أربعين ألف منها في كل أنحاء العالم، أما الفيلة الأفريقية التي تضم الأصناف الكبيرة التي تتواجد في البراري العشبية والأخرى الصغيرة، التي تعيش في غابات أفريقيا الوسطى والغربية، فهي في وضعية متدهورة ومقلقة.
المنظمة العالمية لحماية الحياة البرية تقول أن هناك أكثر من خمسة ملايين فيل كانت تعيش في أفريقيا في بداية القرن الماضي، لكن اليوم هذا العدد تقلص إلى ثلاثمئة ألف فقط، وتقلص عدد الفيلة في زمبابوي إلى النصف في ظرف خمس سنوات.
التهديدات
تعتبر المتاجرة غير القانونية بالعاج الأكثر تهديدا لحياة الفيلة في أفريقيا، ويؤكد العاملون في مجال الحفاظ على البيئة أنّ هذا الأمر تسبب في قتل عدد كبير من الفيلة في هذه المنطقة من العالم.
الحظر على العاج دخل حيز التنفيذ في أواخر الثمنينيات من القرن الماضي، لكن المنظمة العالمية لحماية الحياة البرية تؤكد أن هذه المشكلة المزمنة ما تزال قائمة في مناطق أفريقية حيث لا تجد هيئات حماية البيئة البرية تمويلا كافيا. أما في آسيا، حيث يتواجد عدد قليل من الفيلة، فإن الخطر يتمثل في فقدان وسطها المعيشي بسبب تزايد عدد السكان، ومن بين الأسباب الأخرى أيضا نجد تنمية رقعة المساحات الزراعية والقضاء الكبير على الغابات، وتكاثر مزارع زيت النخيل.
أما عدد الفيلة الآسيوية فانخفض بنحو 75 بالمئة منذ 1950، حسب الموقع الرسمي لمنظمي اليوم العالمي للفيلة، وفي الهند التي لديها أكبر عدد من الفيلة الآسيوية بنحو ثلاثين ألف فيل، شهدت في السنوات الأخيرة زيادة في الصيد الجائر. ومع ارتفاع سعر العاج عاد الصيد غير المشروع إلى منطقة كيرالا بعد توقف دام عشرين عاما.
حقيقة محزنة
ثمة حركات عدة في كافة أنحاء العالم لحل مشكلة الصيد الجائر للفيلة، الشهر الماضي أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عن خطط تهدف إلى القضاء على أسواق العاج غير الشرعية في الولايات المتحدة، كما تم الإعلان عن خطوات مماثلة في الصين، وهي الدولة التي تم ذكرها باعتبارها ذات تأثير رئيسي في التجارة غير المشروعة للعاج منذ عام 1951. وفي الوقت نفسه تحدّثت منظمة اليوم العالمي للفيلة عن تشريعات جديدة في تايلند، وأشارت إلى انخفاض كمية العاج المخصّصة للبيع في البلاد بنسبة 85 بالمئة.
وكتبت باتريسيا سيمس في تقرير نشره موقع اليوم العالمي للفيل: “الحقيقة المحزنة هي أنّه كلما أصبحت الفيلة نادرة تزايدت قيمة العاج، مثل أي سلعة، وهذه القيمة المرتبطة بالندرة ستدفع في النهاية بالفيلة إلى الإنقراض ما لم نفعل شيئا حيال ذلك. علينا أن نعرف ما هو دورنا في الطبيعة، كبشر”.