فيما لا نزال نتابع في موقعنا greenarea.info وضع السلحفاة “لاكي” Lucky منذ نحو شهرين، ومواكبة عملية تأهيلها في البحر، بعد خضوعها لعلاج طويل، نفاجأ قرابة السادسة من مساء السبت 13 آب (أغسطس) الجاري، بأن سلحفاة معمرة من نوع “كاريتا كاريتا” Caretta Caretta المعروفة بـ “السلحفاة الضخمة الرأس”، وهي من نفس الفصيلة التي تنتمي إليها السلحفاة “لاكي” قد علقت بشباك أحد الصيادين قبالة شاطىء بلدة الدامور (جنوب بيروت)، وهذا النوع ينتمي إلى عائلة السلاحف المعروفة باسم Cheloniidae.
كان يمكن لهذا الحادث الذي غالبا ما تتعرض له السلاحف البحرية أن يمر دون أي اهتمام، وألا تلقى السلحلفاة العالقة المساعدة وأن تترك لمصيرها، غير أننا بدأنا نتلمس اهتماما من قبل الصيادين أنفسهم، ومن قبل هيئات المجتمع المدني والجمعيات البيئة والأهلية، فضلا عن مواطنين مهتمين، وهذا يؤكد أن ثمة وعيا يتنامي يوما بعد يوم، وهذا ما يرتب مسؤوليات كبيرة على الجهات المعنية، لجهة تحديد واعتماد إجراءات للحد من هذه الحوادث، خصوصا وأن بعضها يودي بحياة هذه الكائنات البحرية، الصديقة للبيئة، إذ يعتبر وجودها ضروريا على مستوى النظم الايكولوجية البحرية، فالسلاحف البحرية تبقى العدو الأول لقناديل البحر.
جنود مجهولون
ما إن أبلغ عناصر الدفاع المدني – وحدة الإنقاذ البحري في مرفأ الجية بوجود السلحفاة، حتى توجهوا إلى المكان بزورق خاص، وعملوا على إسعافها، ليتأكد أن ثمة جنودا مجهولين ما توانوا عن دعم هذه الكائنات ومساعدتها وإنقاذها، فقد أكد عناصر الإنقاذ البحري في المدني أنهم مستعدون في أي لحظة لحماية السلاحف، دون أن ننسى ما بذلوه من جهود وما زالوا في متابعة علاج وتأهيل السلحفاة “لاكي” بعد أن كان لهم الدور الكبير في إنقاذها على شاطىء أحد المسابح في بلدة الرميلة الجنوبية.
كما أن السلاحف البحرية باتت من بين أولويات عناصر الانقاذ البحري في الدفاع المدني، وقد كان لـ greenarea.info تجارب عدة معهم، واثبتو جدارة وسرعة في مواكبة حالات مماثلة وعمليات انقاذ ورعاية وحماية لهذه الكائنات البحرية.
رقابة مشددة
وعلم موقعنا greenarea.info من مصدر في الدفاع المدني انه عند السادسة مساء توجه عناصر الانقاذ البحري على اثر بلاغ إلى شاطىء الدامور، حيث أفيد عن وجود سلحفاة ضخمة عالقة بشباك أحد الصيادين قبالة شاطىء الدامور.
فور وصولهم، عمل المسعفون على سحب السلحفاة، وقدموا لها الرعاية الطبية اللازمة بعد تخليصها وتحريرها من بين صنانير احدى الشباك التي علقت بفمها، والعائدة لأحد الصيادين.
ثم قامت العناصر بنقلها الى بركة محاذية لمركز الانقاذ البحري في الجية، وهي البركة ذاتها التي استخدمت خلال معالجة السلحفاة “لاكي”، وتم إعطاؤها مضادا حيويا، حيث ستخضع لرقابة مشددة، الى ان يتم التأكد من أنها عادت إلى وضعها الطبيعي، ليتم بعدها إطلاقها الى محيطها الطبيعي في البحر.
