هل تعلم أن أمراض الحساسية الى ارتفاع وأن المعالجة باتت أمرا صعبا؟ نعم، وبكل أسف، هذا ما أعلمنا به أطباء أخصائيون في أمراض الحساسية والجهاز التفسي، إذ أكدوا أن السبب ناجم عن التلوث الذي يحاصرنا، وأن الأمر لم يعد مقتصرا على فصل الربيع فحسب، حيث تكثر أمراض الحساسية الموسمية، فضلا عن عوامل عدة، تطاول بشكل خاص ذوي المناعة الضعيفة، ولكن هل من حلول عاجلة وصحية للحدّ من تداعيات الحساسية؟

دراسات علمية تكشف

 

بحسب “الجمعية اللبنانية لأمراض الحساسية والمناعة”، فإن “معدلات الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي وحساسية الأنف آخذة في الارتفاع في المنطقة وعبر العالم، ويعود ذلك إلى عدد من العوامل بما في ذلك التغيرات المناخية والتلوث، واختلاف نمط الحياة، مما يجعل التشخيص السليم وعلاج هذه الحالات حاجة ملحّة”.

وتؤكد الجمعية أن “الحرص على التنفيذ الصحيح لمبادئ المعالجة التوجيهية المتفق عليها دوليا لن يعود بالفائدة على المرضى وحسب، لا بل سيساعدنا أيضا على تقييم فعاليّة هذه المبادئ الشاملة في تغيير مسار هذه الأمراض، ما يتيح لنا في نهاية المطاف مراجعة مضمونها عند الضرورة”.

في المقابل، أعلنت “منظمة الصحة العالمية” ان ما بين “30 إلى 40 بالمئة من سكان العالم يعانون من الحساسية، وتبعا للأرقام، فإن 300 مليون إنسان على الأقل يعانون من الربو الشعبي، وقد يرتفع الرقم الى 400 مليون بحلول عام 2025 لو استمرت الظروف على ما هي عليه الآن. كما أن 400 مليون إنسان يعانون من أعراض حساسية الأنف سنويا، بينما تصيب حساسية الغذاء حوالي 225-250 مليون نسمة. ومعدلات الوفاة الناجمة عن الربو وحده تصل الى 250,000 سنويا على مستوى العالم. تعاني الغالبية العظمى من مرضى الحساسية من التعب الشديد والارهاق بمجرد قدوم فصل الربيع، حيث تزداد مسببات الحساسية في الجو وبالاخص غبار الطلع”.

وتظهر الحساسية الموسمية بحلول فصل الربيع، ولذلك يطلق عليها الحساسية الربيعية، وذلك عندما تتفتح الأزهار وتنتشر روائحها وغبار الطلع والتي بمجرد دخوها الى العينين تظهر أعراض الحكة والإحمرار والدمع، وكذلك احتقان الأنف والعطاس والسيلان والصداع وضعف حاسة الشم، فيما تزداد أعراض الربو القصبي لدى آخرين.

العلاج صار صعبا

 

ان الحساسية الربيعية من أكثر أنواع الحساسية انتشاراً، وهي تصيب شخصين من بين كل عشرة أشخاص، وتفيد الدراسات بأنها في تصاعد مستمر، وفي كل عام تزداد أعداد المصابين بها دون ان يكون لديهم أي استعداد وراثي. وتبدأ الإصابة عادة في سن المدرسة ومرحلة البلوغ، وقد تأتي شديدة إلى درجة أنها يمكن أن تؤثر سلباً في الحياة والنشاطات اليومية، فتسبب التعب والإنهاك، وتترك تداعيات على الصحة النفسية والاجتماعية، وتؤثر في إنتاجية الفرد.

في هذا الاطار، تحدث الاخصائي في الامراض التنفسية الدكتور جورج خياط لـ greenarea.info  قائلا: “اننا نواجه مسألة خطيرة اليوم، فنسبة الامراض التنفسية الى ازدياد ولا تشفى بسهولة، في الساب  كان العلاج سهلا، أما اليوم فمدة علاج الالتهابات  التنفسية باتت اطول من دون ان نعرف السبب الحقيقي، ونقول على الارجح سببه الجوّ  الملوث بشكل عام الذي يحيط بنا، فكل الذي اكتشفناه ان معالم التهابات الجهاز التنفسي بدأت تتغير وصارت اكثر صعوبة لجهة الشفاء السريع، ولذلك، ننصح كل مريض وما ان يشعر بعوارض تنفسية من ضيق في التنفس وما شابه، ان يتوجه الى الطبيب المختص للمعالجة من دون ترك الحالة المرضية للايام عندها يصبح العلاج اطول وأصعب”.

التنبه من الاكتظاظ السكاني

 

أما الاخصائي في الطب الداخلي الدكتور ايلي فرح، فقد ربط بين الاكتظاظ السكاني وتزايد الامراض التنفسية والحساسية على حد سواء، خصوصا في هذه الفترة، محذرا من “انتشار الاوبئة بشكل اوسع”، وقال لـ greenarea.info: “لا شك ان عامل التلوث وراء نسبة ارتفاع امراض الحساسية، خصوصا في اواخر فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، ويعود السبب إلى ان الاكتظاظ السكاني الذي نعيشه اليوم يزيد من ارتفاع الجراثيم نتيجة اختلاط الناس، عدا عامل النفايات وحرقها الذي يزيد من الالتهابات التنفسية حتى غدت امراض الحساسية اكثر اليوم في مقارنة مع ما كانت عليه من قبل”.

وتابع فرح: “ان الحساسية الموسمية في ارتفاع والسبب يعود الى ان  التلوث يزيد بشكل عام “العث” في المنازل، وهذا ما يضاعف من نسبة الاصابة بالحساسية، خصوصا عند ذوي المناعة الضعيفة والاطفال تحديدا، وهنا اهمية تعزيز الرعاية الصحية الاولية لتجنب قدر المستطاع من الامراض التنفسية الطارئة”.

علاجات متعددة

 

بدوره، قال الاخصائي في أمراض الرئة والعناية الفائقة الدكتور عبدو علم لـ greenarea.info انه “لا شك ان الحساسية تزداد خلال فصل الربيع خصوصا، واننا نشهد اليوم ارتفاعا في الالتهابات التنفسية سواء عند الكبار او الصغار نظرا للتغيير المناخي،  حيث ان غرف العناية الفائقة مليئة اليوم في اغلب الاحيان بمصابين في هذه الامراض، وان العلاجات متعددة بدءا من الكورتيزون البخاخ الى استخدام مضادات الهيستامين التي تعمل على إبطال مفعول بروتين يعرف باسم الهيستامين، الذي تفرزه خلايا الأنسجة أثناء رد الفعل التحسسي، وايضا الأدوية المزيلة للإحتقان لها دور أساس في تقليل التورم في القنوات الأنفية، لكنها يمكن أن تسبب مشاكل بالنسبة لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، وبشكل عام لا يجب استخدامها على المدى الطويل”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This