استطاع الربّاع (حامل اثقال) دافيد كاتواتاو David Katoatau (32 عاما) من جمهورية كيريباتي في المحيط الهادىء، لفت الأنظار خلال مشاركته في “أولمبياد ريو 2016” Rio 2016، وهو الذي خسر منزل عائلته في كيريباتي نتيجة تغير المناخ، عندما بادر إلى أداء رقصته المميزة على خشبة المسرح في دورة الالعاب الاولمبية في ريو، بعد خسارته وحلوله في المرتبة الأخيرة في فئته، يوم الثلاثاء 16 آب (أغسطس)، بهدف رفع الوعي حول التغير المناخي، وما يشكله من تهديد لأمته ودولته الجزرية في المحيط الهادئ.
وحصد الرباع عددا من الهتافات أكثر من أي رباع آخر، بما في ذلك الرباع البرازيلي، وأيضا الرباع الفائز بالميدالية الذهبية روسلان نورودينوف Ruslan Nurudinov من أوزباكستان، والذي حطم الرقم الأولمبي بهذا الرقم، وقد تبارى في المجموعة الثانية B لرفع 105 كلغ للرجال، على الرغم من حلوله في المرتبة السادسة والأخيرة في مجموعته والخامسة عشرة بالمجموع بعد رفعه 349 كيلوغراما بفارق 82 كيلوغراما عن الفائز الأول.
الرقص ماركة مسجلة
وأصبحت رقصات كاتواتاو “ماركة مسجلة” بعد نيله الميدالية الذهبية في دورة ألعاب الكومنولث في غلاسكو Commonwealth Games in Glasgow في اسكتلندا قبل عامين، وكانت أول ميدالية ذهبية في أي حدث رياضي عالمي لجزيرته كيريباتي.
كما ألهب كاتواتاو مشاعر الكثيرين على مواقع التواصل الإجتماعي لقيامه بالرقص بصفته حامل علم كيريباتي في حفل افتتاح دورة ألعاب ريو.
مأساة كاريباتي
وفقا لحكومة كاريباتي الواقعة في وسط المحيط الهادىء، فإن الجزر المكونة لهذه الجمهورية تعاني من التآكل المتطرف للسواحل ليس من الشواطئ فحسب بل من الأرض أيضا.
كما يتوقع بعض العلماء، للدولة المكونة من 30 جزيرة منها 21 مأهولة بالسكان، و9 جزر مرجانية تسمى Atolls عواقب وخيمة نتيجة تغير المناخ، وقال كاتواتاو “معظم الناس لا يعرفون أين تقع كاريباتي”، وأضاف: “أريد أن يعرف الناس المزيد عنا لذا أرفع الأثقال، كما أني أرقص للفت انتباه العالم”.
وقال: “كتبت رسالة مفتوحة إلى العالم العام الماضي لأروي للناس في هذا العالم عن خسارتنا عددا كبيرا من المنازل بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، ولا أعرف كم سنة ستمضي قبل أن تغرق جزرنا”.
سيرة حياة ورسالة مؤثرة
وقد وزع مدرب كاتواتاو، بول كوفا Paul Coffa هذه الرسالة في اجتماع اتحاد ألعاب الكومنولث، وأضاف كاتواتاو “لا نملك الموارد اللازمة لإنقاذ أنفسنا”، كما تفتقر كيريباتي للموارد لجهة التجهيزات الرياضية الأساسية، وقال: “لم يكن هناك صالة للالعاب الرياضية يوم بدأت التدريب عندما كنت صبيا، كما أنه ليس هناك صالة للألعاب الرياضية الآن”. وأضاف: “تدربت على الشاطئ تحت أشعة الشمس الحارقة، وكانت الماسورة Bar تصبح ساخنة جدا للمس لذلك اضطررت للتدريب في الساعة السادسة صباحا”.
فبعد فوزه بالميدالية الذهبية في دورة ألعاب الكومنولث عام 2014، ذكر كاتواتاو في رسالة حول كيف أن وطنه يمكن أن يختفي تحت سطح البحر في أقل من 30 عاما، وكونه واحد من أقوى الرجال في العالم، قال: “لم أشعر قط بهذه الدرجة من العجز في حياتي، كرياضي، قمت بكل ما أستطيع فعله لبلادي إلا أني لن أستطيع إنقاذها”.
وأضاف: “كنت محظوظا بالحصول على فرصة المشاركة في ألعاب الكومنولث 2008-2014، وقد زرت العديد من المدارس وآلاف التلامذة، الذين يأملون المشاركة بأمور عظيمة، كيف أكذب عليهم وأقول لهم أن حلمهم ممكن تحقيقه وبلادنا تتلاشى؟”، ولفت إلى أن “على سكان العالم أن يروا ما يحدث في كيريباتي، والحقيقة المبسطة، أن لا موارد لدينا لإنقاذ أنفسنا، وسنكون أول الغارقين، وستكون بداية انقراض جنس بأكمله، افتحوا أعينكم وراقبوا جزر المحيط الهادئ الأخرى، ستكون التالية”.
وصرف كاتاوتاو مال جائزة الدولة التي حصل عليها بعد نيله ميداليته الذهبية في العام 2014 على منزل والديه في جزيرة تاراوا Tarawa المرجانية، وأكثر الجزر المأهولة بالسكان، والذي دمر بعد فترة وجيزة من بنائه بسبب إعصار.