فيما عشرات، لا بل مئات الأبحاث والدراسات العلمية، أكدت تأثر الشعاب المرجانية بالتغيرات المناخية، وقدمت الأدلة على ما يتهدد هذه الشعاب من أخطار تهدد باندثارها، اعتبرت دراسة أسترالية حديثة أن ظاهرة الاحتباس الحراري يمكن أن تكون حدثا مفيدا للشعاب المرجانية في العالم، خلافا للاعتقاد السابق أن تأثيرها كارثي على البيئات البحرية الهشة، وفقا لتوقع نماذج حاسوبية جديدة استنتجت أن التغيرات المحيطية التي تسببها هذه الظاهرة سوف تعمل أيضا لصالح الشعاب.

هل يعقل أن تلغي دراسة كل ما سبقها؟ هذا سؤال يبقى برسم الخبراء، هم من يملك حق الإجابة بالاستناد إلى معطيات توصلوا إليها في سياق دراسة هذه الظاهرة، لكن لا بد الإشارة إلى أن دراسات كثيرة، بعضها صادر عن مراكز أبحاث معروفة شككت بظاهرة تغير المناخ، ما يعني أن هذه الدراسة ستكون مثيرة للجدل!

 

تحمض المحيطات

ويرى العلماء في “جامعة ويسترن” University of Western الأسترالية الذين أشرفوا على الدراسة، أن ارتفاع مستويات مياه البحار التي يسببها ذوبان القمم الجليدية القطبية، يمكن أن يساعد في تلطيف الظروف القاسية والضارة غالبا الموجودة في العديد من موائل الشعاب.

لكن في المقابل، لم تشر الدراسة إلى التبعات التي ستنجم عن ارتفاع مستويات البحار والمحيطات على المدن والدول الجزرية في العالم، ولم تحدد آلية استفادة الشعاب المرجانية من العوامل المتوقع ان تستجد على المحيطات مع ذوبان الجليد القطبي، وما إذا كان مثل هذا الأمر سيحد من نتائج كارثية تواجه البيئة البحرية، ولا سيما منها تحمض المحيطات Ocean acidification.

وبدراسة النظم المرجانية قبالة سواحل غرب أستراليا، كشف العلماء، في سياق الدراسة عينها، كيف يمكن للارتفاع السريع في مستوى البحر أن يقلل بشكل كبير من درجات حرارة المياه القصوى اليومية في موائل الشعاب الضحلة خلال القرن القادم.

وأضافوا أن التغيرات الناجمة عن ذلك من المحتمل أن تخفف من الآثار الأخرى لظاهرة الاحتباس الحراري في المحيطات!

 

آثار إيجابية!

وتجدر الإشارة إلى أن الباحثين أعلنوا في نيسان (أبريل) الماضي (2016) أن 93 بالمئة من الحاجز المرجاني العظيم على الساحل الشرقي لأستراليا – الذي يبلغ طوله 1500 ميل – أصابه الابيضاض نتيجة موجة حارة تحت الماء ناجمة عن الاحتباس الحراري. كما تأثرت بشدة الشعاب المرجانية في منطقة البحر الكاريبي، وفي مناطق أخرى مثل جزر المالديف.

وابيضاض المرجان أو التبيض Coral bleaching، هو ضعف يصيب الشعب المرجانية ويحيل ألوانها الزاهية إلى اللون الأبيض.

وتعتبر الدراسة الجديدة المحاولة الأولى للتنبوء بالتفصيل بالآثار “الإيجابية” لارتفاع مستويات سطح البحر في بيئات الشعاب المرجانية، لأن درجات الحرارة داخل الشعاب الضحلة غالبا ما تختلف بشكل كبير عن بيئة المحيط المجاورة، ومن ثم فإن توقع الأنماط المستقبلية للابيضاض والإجهادات الأخرى تكون صعبة.

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This