تبدو للناظر إليها منظرا طبيعيا أخاذا، بلونها الأزرق التوركوازي، بين مساحات الجليد المترامية الأطراف، إلا أن مجموعة من العلماء حذرب من أن هذه البحيرات الذائبة التي تم رصدها في القارة القطبية الجنوبية Antarctica، قد تكون بمثابة رسالة مخيفة من الناحية البيئية.

وفي سياق كشف جديد، تمكن الباحثون إيميلي لانغلي Emily Langley (قائدة الدراسة) وستيوارت جيمسون Stuart Jamieson وكريس ستوكس Chris Stokes من جامعة دورهام Durham University، وأنبر ليسون Anbar Leeson من جامعة لانكاستر Lancaster University، من اكتشاف هذه البحيرات، ونشر بحثهم في رسائل الأبحاث الجيوفيزيقية Geophysical Research Letters.

وهم يتخوفون من أن النتائج أظهرت أن أكبر كتلة جليد على وجه الأرض تواجه مصيرا مماثلا لما تواجهه جزيرة “غرينلاند” Greenland، وقد أكدت أبحاث عدة ذوبانها بشكل متسارع.

تطور البحيرات

 

واستخدم الباحثون في هذه الدراسة التي نشرت في “مجلة الأبحاث الجيوفيزيقية” وسائل بحث جديدة، وهي عبارة عن صور الأقمار الصناعية satellite images لتحليل الجبل الجليدي، ووجدوا أن البرك (البحيرات) يصل عمقها إلى أسفل الجبل، ما سيساهم بإضعافه ويجعله معرضا للتكسر والانهيار.

وشبه الباحثون الوضع في “غرينلاند” مع شبه الجزيرة القطبية الجنوبية، بأن هذه البحيرات، وهي ظاهرة مألوفة غرينلاند، قد تؤثر بزيادة معدلات ذوبان الجليد وتفكك “الجرف الجليدي لانغوفدي” The Coastal Langhovde Glacier في شرق القارة القطبية الجنوبية، وقالوا في الدراسة: “إن أوجه الشبه بين هذه الآليات، وتلك التي لوحظت على غرينلاند وشبه الجزيرة القطبية الجنوبية، تشير إلى أن البحيرات قد تؤثر كذلك في معدلات وأنماط ذوبان الجليد، وتدفق الجليد، فضلا عن تفكك الجرف الجليدي في شرق القارة القطبية الجنوبية”.

وشكلت الثلوج والغيوم والصخور في الماضي عائقا أمام التصوير من خلال الأقمار الصناعية لمجموعات رسم الخرائط، وخصوصا في هذه القارة، كونها كلها مغطاة بالجليد، ووجود الغيوم الكثيفة والظلال التي يمكن أن ترسم كصخور، إلا أن علماء من “هيئة مسح اراضي القطب الجنوبي البريطانية” (British Antarctic Survey (BAS تمكنوا في دراسة لهذه البحيرات، في مجلة Cryosphere، وبالإعتماد على بيانات الأقمار الصناعية والأرصاد الجوية، من بناء واحدة من سجلات متعددة للسنوات الأولى حول تطور البحيرات في شرق القارة القطبية الجنوبية، فضلا عن تحديد نسبة المساحة غير المدفونة تحت الثلوج في القارة، وقدرت بـ 0.18 بالمئة فقط، وأكد العلماء أن هذا الرقم قد لا يدوم طويلاً بسبب الاحتباس الحراري.

أحدث بيانات الأقمار الصناعية

 

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، أليكس بيرتون جونسون Alex Burton Johnson من “هيئة مسح اراضي القطب الجنوبي البريطانية” أن “خرائط الصخور المكشوفة في القارة القطبية الجنوبية هي مجموعة بيانات لقاعدة رئيسية للبحوث في القارة الجنوبية لمجموعة من الباحثين ومناطق البحث، بما في ذلك علم الجليد glaciology، والجيولوجيا geology والجيومورفولوجيا geomorphology، وقد تم تحميل الخريطة الرقمية الموجودة أكثر من 2500 مرة في السنوات الثلاث الماضية”.

ومع تحسن تكنولوجيا ودقة وحساسية الاستشعار عن بعد للأقمار الصناعية، طالب المجتمع العلمي بجمع بيانات أكثر دقة، لأن التمييز بين الصخور البارزة من الثلوج والجليد يعد مشكلة في القارة القطبية الجنوبية، ولذلك قام فريق البحث بنشر الدراسة من أجل السماح للفرق البحثية في جميع أنحاء العالم، بالمساعدة في بناء صور دقيقة للتغيرات الجليدية في القارة القطبية الجنوبية.

واستخدم الباحثون في هذا المجال أحدث بيانات الأقمار الصناعية لـ”ناسا” Nasa وهيئة المسح الجيولوجي الأميركية USGS، بما في ذلك ناسا “لاندسات 8Landsat 8″، لإنتاج خريطة رقمية للنتوءات الصخرية في كافة أنحاء القارة القطبية الجنوبية.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This