رغم تحول العالم إلى “قرية كونية” صغيرة، مع تطور وسائط الاتصال، وانتشار الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هناك أنواعا كثيرة من الكائنات لم نسمع بها، أو لا نعرف عنها إلا القليل، ما يؤكد غنى الكوكب بالتنوع البيولوجي، ويفرض تاليا الكثير من التحديات للحفاظ عليه.
ويعتبر حيوان الـ “بلاتيبوس” Platypus من بين هذه الأنواع الغريبة، ويعرف بـ”خلد الماء”، واسمه العلمي Ornithorhynchus anatinus، ولا نعرف عنه الكثير لندرته، فهو غير موجود إلا في مكانين فقط في العالم بأسره، هما شرقي استراليا و”جزيرة تاسمانيا” Tasmania Islandجنوب شرق استراليا، ويعيش في شبكة جحور معقدة يوجد مدخلها غالباً تحت الماء، ويحفر خلد الماء جحره على ضفاف الأنهار، وقد يبلغ طول هذه الأنفاق ما يقارب 10 أمتار.
غدد تفرز الحليب
يُصنف العلماء خلد الماء كحيوان برمائي وفريد من نوعه، وهو من الثدييات ذوات الدم الحار، لكنه لا يلد بل يبيض، ومع ذلك ما إن يفقس البيض حتى تقوم الأنثى بإرضاع صغارها! وتتم هذه العملية عن طريق غدد تفرز الحليب وتعمل عمل الحلمات، وهي موجودة على بطن الأنثى. ويتميز الـ “بلاتيبوس” بمنقار يشبه منقار البط، لكنه منقار لحمي يستطيع الإحساس به، ويحوي فتحتي الأنف في الأعلى.
يتميز الـ “بلاتيبوس” كذلك بوجود غشاء بين أصابع قدميه (مثل البط)، لذا يقوم باستخدام قدميه الأماميتين كمجداف للحركة تحت الماء، أما القدمين الخلفيتين فتحويان مخالب حادة يستخدمها لزيادة سرعته أثناء السباحة أو للحفر، كما تحوي هذه المخالب أيضاً سماً قاتلاً يستخدمه البلاتيبوس لقتل أعدائه!
شارف على الانقراض
ويتغذى البلاتيبوس على الكائنات المائية الصغيرة، مثل الروبيان والحلزون والقشريات والأسماك الصغيرة والضفادع والديدان.
وجاء في إحدى القصص الطريفة أنه عندما وصل خلد الماء أو الـ “بلاتيبوس” Platypus إلى بريطانيا للمرة الأولى، ظن أحد علماء الطبيعة الذي شاهده أن منقاره مجرد خدعة قام أحدهم بتركبيها عليه، فحاول إزالته لدرجة أنه حاول قطعه بمقص قبل أن يتأكد أنه حقيقي بالفعل!
وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن الـ “بلاتيبوس” من الأنواع التي شارفت على الانقراض، وذلك بحسب “الإتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة” The International Union for Conservation of Nature (IUCN)، لذا تسعى الحكومة الاسترالية للمحافظة على هذا الكائن الفريد، وتأمين سبل استمراره.