حملت الصور الفائزة بمسابقة التصوير الفوتوغرافي Green Your Screen السنوية برعاية وزارتي البيئة والسياحة وبالتعاون مع بلدية مدينة عاليه ومحمية أرز الشوف، نبض الجمال، لتؤكد أن الهواية طريقُ الاحتراف، وإن كان من غير الممكن أن نتبين حقيقة أن العين التي رصدت ووثّقت في “ذاكرة” الكاميرا هي عين هاوية، خصوصاً وأن في كل صورة اجتمعت عناصر عدة: الشمس، التراب، السماء والبحر، فضلا عن توظيف الظل والضوء تبعا لخاصية كل مشهد، وتفاصيل “بورتريهات” لوجوه موسومة بالدفء، تختصر مسيرة عمرٍ وحياة، ولذلك لم تكن مهمة لجنة التحكيم سهلة، فضرورة الاختيار أقصت صورا رائعة أيضا.
الاحتفال
فقد احتفلت شركة “جرير” المنظمة لمسابقة التصوير الفوتوغرافي، للسنة الخامسة على التوالي، بتوزيع الجوائز على الفائزين في المراتب الاولى حيث شارك 800 شخص وارسلت الى اللجنة 3000 صورة.
واقيم الاحتفال في منطقة البلاكين في مدينة عاليه، وشارك فيه وزير الزراعة اكرم شهيب، مدير محمية ارز الشوف نزار هاني ممثلا وزير البيئة محمد المشنوق، النائب فادي الهبر، ممثل النائب طلال ارسلان لواء جابر، رئيس بلدية عاليه وجدي مراد واعضاء المجلس البلدي وفاعليات فنية واجتماعية وحشد من المواطنين.
مراد
بدايةً، ألقى امجد مراد كلمة الشركة المنظمة للمسابقة، فقال: “نرحب بكم في هذا الاحتفال الخامس الذي تنظمه شركة “جرير” والذي يجمع بين الفن والبيئة والثقافة، والهدف منه ان نظهر جمال الطبيعة في لبنان ونضيء من خلال الكاميرا على روعة هذا البلد، في الوقت الذي بلدنا يغرق في النفايات وجباله تأكلها الكسارات ومعامل الموت تهدد البشر وتلوث اكبر محمية في الشرق الاوسط اي محمية ارز الشوف، اسمحوا لي ان اشكر كل شخص وكل مؤسسة ساهمت بنجاح هذا العمل”.
ابو علي
والقى الشاعر اياد ابو علي كلمة باسم اهالي مدينة عاليه وبلديتها، فقال: “ستبقى عاليه بكل انسان فيها وبكل هامة فيها وشخص وهمة صاحب المعالي الوزير اكرم شهيب النائب والوزير المتألق خبرة وحنكة وحسن تدبير. ستبقى عاليه رائدة ثقافة وحياة ناهضة قولا وعملا وستبقى التاريخ والجغرافيا المميزين وستبقى الابداع والاجتماع والسياسة والمال والاعمال والبيئة ستبقى بنقائها وانتقائها الاصالة والمعاصرة”.
الاسطا
وألقى المصور المحترف ميشال الاسطا كلمة شكر فيها “شركة جرير لتنظيمها هذه المسابقة للسنة الخامسة والتي تهدف عبرها الى ابراز جمال لبنان من خلال كاميرات مواطنين من مختلف المناطق”، ولفت إلى أن “المسابقة قسمت الى ثلاثة اجزاء: الطبيعة، والطبيعة الليلية والفنية التراثية بحيث طلب من الشركة المنظمة والبلدية توثيق هذه الصور وعرضها في كتاب لابراز جمال الطبيعة في لبنان”.
كلمة وزير البيئة
والقى هاني كلمة وزير البيئة فقال: “أنقل اليكم تحيات الوزير محمد المشنوق ودعمه لهذا النشاط المميز”، وأضاف: “عندما نتكلم انماء وبلديات لا بد ان نذكر رئيس بلدية عاليه الاخ وجدي مراد على كل النشاطات التي يقوم بها لهذه المدينة وعندما نتكلم تصويرا ومسابقات لا بد ان نذكر شركة جرير ونشكر جميع الشباب الذين ينظمون هذه المسابقة منذ خمسة أعوام”.
وقال: “عندما تحدث الاستاذ ميشال الاسطا انه يجب التوجه الى اماكن جديدة للتصوير فيها، نقول في لبنان هناك اماكن كثيرة للتصوير، لدينا 15 محمية طبيعية وعشرات الغابات والمواقع المحمية والتي تعبر عن جمال طبيعة لبنان”.
واضاف: “آخر التقارير التي صدرت هذا العام لاتفاق التنوع البيولوجي يلفت الى ان لبنان يشكل 0,007 بالمئة من مساحة اليابسة من مساحة البر في العالم، ولكنه يحتوي على 0,8 بالمئة في التنوع البيولوجي في العالم، هذا يعني أن لدينا في لبنان 9116 نوعا من طيور وحيوانات ونباتات وكل الكائنات الحية الموجودة في طبيعتنا، لدينا 4486 نوعا من الحيوانات والطيور، ولدينا 4630 نوعا من النباتات، و1,8 بالمئة من هذه النباتات غير موجودة في اي مكان من العالم غير لبنان، وهذا امر مهم جدا نعتز به في هذا البلد الذي اسمه لبنان”، ورأى ان “أهمية هذه المسابقة انها تبرز اهمية هذا البلد وتراه من منظار مختلف، فيه الكثير من الامل والرؤية الى المستقبل بالرغم من كل الازمات التي نعيشها”.
بعد ذلك جرى عرض فيديو بعنوان: “نسمة هنا”.
رامي مراد
وتلاه رامي مراد بكلمة شرح فيها مضمون الفيديو، فقال: “بطلته طفلة اسمها حلا وهي بطلة من 300 بطل في مركز سرطان الاطفال، هذا المركز رسالته معالجة الاطفال المصابين بهذا المرض من دون مقابل. وبعد تعرفنا الى هذا المركز وإلى حلا، تعلمنا أشياء كبيرة عن براءة الاطفال ومعنى الحياة، وأهم شيء تعلمناه هو معنى الامل”.
شهيب
وألقى الوزير شهيب كلمة استهلها بالقول: “هناك صور كثيرة انما اجملها هي صورة الطفلة حلا التي نتمنى لها الصحة وان نراها معنا السنة المقبلة”.
وأضاف: “أحيي جهد مجموعة شبابية تلتقط الجمال بالعيون والعدسات وما احوجنا الى من يحافظ على الجمال في قرانا وبلداتنا ومدننا. وأحيي، في المناسبة، اهالينا في عين دارة الذين وقفوا ووقف معهم كل اهل المنطقة مع البيئة من قب الياس والسهل مع ضد معامل الاسمنت والخطر حفظا لمياه الجبل ولأرز لبنان”.
وتابع: “في صوركم جمالات تحملها لو ان العمل يستوحيها، عل الذين يمارسون السياسة الخاطئة وما اكثرهم اليوم يتعظون وينقذون البلد من المكبات العشوائية المزمنة او لا سمح الله جديدة”.
وختم شهيب: “مع جرير نلتقي كل عام، نحيي الجمال والابداع، الطبيعة والتراث والبيئة ومحمية ارز الشوف على اخضر لبنان، ومع البلدية نلتقي على العمل والتنمية ومعكم على الخير والمحبة”.
وجدي مراد
وألقى وجدي مراد كلمة قال فيها: “عندما اتينا الى البلدية منذ 18 عاما، قطعت وعدا انه وبخلال ثلاث سنوات سوف نزيل غبار الحرب المشؤومة عن مدينة عاليه وليس هذا الحلم الذي تحقق انما وضعنا عاليه في مصاف اهم المدن العشرين في العالم، واستمرت نشاطاتنا واعمالنا الى يومنا هذا من خلال النشاطات الثقافية والفنية والتراثية والجمالية، واعدنا اليها رونقها وموقعها المميز السياحي والتجاري والمالي والانمائي والبيئي والرياضي، وما هذا النشاط المميز اليوم الا استكمال لكل النشاطات التي قمنا بها والتي سنقوم بها من اجل تعزيز هذا الموقع والذي يزيد عروس المصايف عاليه تألقا”.
وحيا “هذا النشاط المميز الذي تقوم به شركة جرير للسنة الخامسة والذي يهدف ليس الى الفوز بجائزة فحسب، وانما إلى اشراك اعداد كبيرة من المواطنين في هذه المسابقة الجمالية الابداعية لتعريف المواطنين الى جمال طبيعة لبنان والتي لا يعرفها الكثيرون”.
بعد ذلك، قدم فريق العمل المنظم للمسابقة درعا تقديرية الى الطفلة حلا تسلمته والدتها كارن خوري نظرا الى وضعها الصحي. ونوهت خوري بـ “ما يقدمه مركز سرطان الاطفال الى المصابين بهذا المرض بحيث شفي منه زهاء 200 مريض”.
وثم قدم كل من شهيب ومراد وجابر وهاني دروعا تقديرية وجوائز عبارة عن كاميرا حديثة الى الفائزين الاوائل عن كل الفئات وفاز كل من: ايهاب فياض (الصورة في منطقة انفة) وكذلك سركيس فرنجيه ووسام تلحوق.
وقدمت دروع الى الوزير شهيب وممثل الوزير المشنوق والفنان برنار رنو.