جفت الزيتون من نقمة إلى نعمة… صناعات متعددة ومردود مالي كبير

دخل جفت الزيتون أو تفل الزيتون (بقايا الزيتون بعد استخراج الزيت) على نطاق واسع في العديد من الصناعات اللبنانية الهامة، وتحول بقايا عصر الزيتون، التي كانت حتى الأمس القريب مصدرا للتلوث الى مادة اولية مطلوبة بقوة في الصناعة، لتعود بمردود مادي هام على المزاعين بشكل عام، وللمعامل الصناعية والتجار بشكل خاص، وليتحول “الجفت” من نقمة إلى نعمة.

المواطن وليد الكردي، أحد العاملين في التصنيعات المتعددة لجفت الزيتون، اطلق مشروعا كاملا متكاملا، يقضي بتحويل الجفت المتناثر الى مواد استهلاكية متنوعة ومتعددة تتجاوز الحطب الصناعي، الى فحم النارجيلة، فحم المشاوي، اسمدة كيماوية ومواد لتنقية المياه الملوثة.

الكردي والذي نقل من اليونان فكرة تصنيع جفت الزيتون، عمل كما يقول على إعداد وتصنيع آلات عدة في هذا المجال بالتعاون مع عدد من الفنيين، بحيث تمكن من صنع آلة الحطب الصناعي، آلة الفحم، آلة فرم ورق الزيتون والجفت وتحويله الى سماد كيماوي، آلة لنوع جديد من وقود الجفت لم يتجاوز حجم القطعة منها حبة العدس تستعمل للتدفئة في الصوبيات بدل مادة المازوت.

يوضح الكردي لـ greenarea.info ان “كافة القطع التي استعملت لصناعة مثل هذه المعدات من تصميمي، كما وعملت في وقت لاحق على تعديل هذه المعدات وتحديثها، خلال فترة لا تتجاوز السنتين، بحيث بات في كل معصرة زيتون آلة لتصنيع الحطب، في ظل الطلب متزايد على آلة تصنيع حبوب الوقود”.

وقال: “كل قطعة صغيرة بحجم حبة العدس، لها قدرة اشتعال لفترة نصف دقيقة، بحيث يمكن لها ان تكون عالما جديدا في قوة النار، لجهة قدرة اشتعالها والتوفير في ميزانية تدفئة الشتاء، خصوصا وان صوبيات (مدافىء) بدأت تصل من تركيا الى لبنان تعمل على هذه الحبوب المصنعة”.

وعن كيفية تحويل الجفت الى اسمدة كيماوية، يشير الكردي الى ان “ذلك يتم بخلط الجفت مع ورق الزيتون الذي تقذفه المعاصر خلال عملية العصر، ونعمل بعدها على طحنها بواسطة مطحنة خاصة، لتكون بعد معالجة خاصة نتحفظ عن شرحها، اسمدة كيماوية طبيعية ممتازة لحقول الزيتون”.

آلات التصنيع هذه والتي تعمل على الطاقة الكهربائية تتراوح اسعارها حسب الكردي “بين الـ 12 ألف دولار والسبعة آلاف، وان الطلب عليها كبير، وسنضع خططا جديدة لرفع كمية التصنيع، لكن هذا دونه عقبات، ومنها بشكل اساسي التموين، ورخص تصنيع مثل هذه المعدات”.