تناقلت وسائل الإعلام البريطانية في اليومين الماضيين معلومات وصفت بالـ “مثيرة”، عن تقرير بعنوان “حالة الطبيعة في العام 2016” the State of Nature 2016، من المتوقع أن يصدر قريبا، وسيشمل مسحا للأنواع البرية في بريطانيا، وما تواجه هذه الكائنات من مخاطر تضعها على حافة الانقراض، لا سيما أن المعلومات الأولية تشير إلى أن 120 نوعا منها تواجه الإنقراض، وسيتضمن التقرير أيضا معلومات من 53 منظمة للأحياء البرية، أكدت أن أعدادا كبيرة من أنواع مألوفة تتناقص بشكل كبير ومتسارع.
واعتبر السير ديفيد أتينبورو Sir David Attenborough (صانع وثائقيات ومُذيع تلفزيوني وكاتب وبيئي بريطاني) وهو الذي كتب مقدمة التقرير، أن الوضع الحالي يقارب الـ “أزمة”، وسيصدر التقرير في 14 أيلول (سبتمبر) المقبل، ولفت السير أتينبورو إلى أن الممارسات الزراعية المكثفة تساهم بتفاقم هذه “الأزمة”.
العديد من المخاطر
وسينشر هذا التقرير بعد تقرير سابق صدر منذ ثلاث سنوات بعنوان State Of Nature Report 2013، وسيكون بمثابة تحديث للمعلومات التي تناولتها تقارير سابقة، وبحسب ما تم تداوله حتى الآن، فقد شدد التقرير على أن مئات من الأنواع الأخرى قد تكون معرضة للخطر أيضا بسبب عملية “تصنيع الزراعة”، المدفوع بدعم من الاتحاد الأوروبي، مع معلومات مفصلة عن هذه الأنواع المهددة بالإنقراض.
وقال رئيس قسم المراقبة والأبحاث حول الأنواع species monitoring and research في “الجمعية الملكية لحماية الطيور” the Royal Society for the Protection of Birds. ريتشارد غريغوري Richard Gregory الذي يقود المشروع “قمنا بتقييم أكثر من 4000 نوعا من الأحياء البرية، وبحثنا في التهديدات والمخاطر التي تواجهها”، وأضاف “ما يظهر في التقرير هو أن هناك العديد من المخاطر تهدد الحياة البرية في بريطانيا، ولكن حتى الآن فالتهديد الأكبر متمثل بالتكثيف المطرد للزراعة، والذي لا يترك مجالا للحياة البرية، ما يدفع العديد من الأنواع نحو الانقراض”.
ومن المتوقع أن يظهر التقرير حالة 600 نوعا كأدلة على التدهور الحاصل للأنواع في المملكة المتحدة، ويظهر التقرير على سبيل المثال، أن طيور الأراضي الزراعية، مثل القبرات skylarks، الغربان rooks، والحمام السلحفاة turtle doves، قد انخفضت أعدادها بنسبة 54 بالمئة منذ العام 1970، وقد وصل بعضها إلى حافة الانقراض.
ومن هذه الأنواع أيضا، نقار الخشب The wryneck والذي كان يتواجد في الغابات وحول المزارع، ومن المحتمل أن يكون قد انقرض، وقد شوهد آخر زوج منه في العام 2002، كما أن الصفارية الذهبية The golden oriole لم تتكاثر وما ازدادت أعدادها منذ العام 2009، كما يشير التقرير كذلك إلى انخفاض كبير في أعداد الفراشات، مع تراجع ايضا في أعداد الأنواع الموجودة في الأراضي الزراعية بنسبة 57 بالمئة منذ العام 1990.
استخدام المبيدات
وأشار غريغوري إلى أن “التقرير شمل تقييما لـ 1،118 نوعا في الأراضي الزراعية، بما في ذلك الطيور والثدييات والنباتات، وقد وجدنا أن 123 نوعا مهددا بالانقراض في المملكة المتحدة، وهي إحصائية رهيبة”.
ولام “مدير الأراضي والمناظر الطبيعية والطبيعة” director of land landscape and nature في “الصندوق الاتئماني الوطني”The National Trust، بيتر ديكسون Peter Dixon “التصنيع الزراعي مدفوعا بالدعم بدلا من المزارعين الأفراد في التدهور الحاصل”، مؤكدا أن نظام دعم جديد هدفه المحافظة على البيئة والحياة البرية هو المطلوب.
وسيشمل التقرير الجديد الحياة البرية في مناطق الغابات، المرتفعات وفي البيئة المائية في المياه العذبة والبحرية.
وأشار التقرير السابق في العام 2013 إلى انخفاض مقداره 60 بالمئة في أعداد الأنواع الحيوانية والنباتية التي لحظها التقرير خلال السنوات الـ 50 الماضية.
ومن بين النتائج أن حمام السلحفاة Turtle doves انخفض بنسبة 93 بالمئة منذ العام 1970، وانخفضت نسبة القنافذ hedgehogs بنحو الثلث منذ الألفية الثانية.
وتهدف ما يسمى بممارسات الزراعة المكثفة إلى زيادة الإنتاج من المحاصيل، ما يتسبب بآثار جانبية ضارة على الحياة البرية، خصوصا بسبب استخدام المبيدات.