ما أن يولد الطفل، نفكر فورا باللقاح لنحصنه ونحميه من العديد من الأمراض، ولكن لا ندري في اغلب الاحيان أن بعض اللقاحات تحتاج لجرعات تذكيرية قد يستمر بعضها حتى بعد سن البلوغ، بالإضافة إلى ضرورة إعطائها لكبار السن لتزويدهم بالمناعة ضد الامراض والاوبئة السارية، إلا أن الأهم في هذه المسألة أن نبحث إن كان ثمة رقابة فعلية على جودة ونوعية اللقاحات الموجودة في لبنان، وعلى تطبيق نظام للتلقيح والإلتزام به.
الدكتور شديد: اهمية الالتزام باللقاح
في هذا السياق شدد الاخصائي في طب الاطفال الدكتور فيليب شديد على اهمية اعطاء اللقاحات، فقال لـ greenarea.info: “اللقاح هو عبارة عن الميكروب المسبب للمرض، أو جزء منه، وذلك بعد إضعافه أو قتله وفقا لتعريف منظمة الصحة العالمية “، وأضاف: “تؤدي اللقاحات مفعولها في تكوين الأجسام المضادة بعد عدة شهور، ولكن مفعولها يدوم لفترة طويلة، قد تكون مدى الحياة، أما عملية إعطاء اللقاح بقصد اكتساب مناعة ضد الإصابة بالأمراض، فتُسمى “التلقيح” أو “التطعيم” Vaccination”، وأشار إلى أن “اللقاحات الضرورية غير مرتفعة الثمن، وتقدم في معظم الأحيان بشكل مجاني، ومتوفرة في مختلف مراكز الرعاية الصحية الاولية والمستوصفات كالخانوق والشاهوق والكزاز واليرقان (B) والشلل، ولقاح جرثومة هيموفيلوس والانفلونزا، وهنا نشدد على أهمية تناول لقاح الإنفلونزا كونه يجنب مضاعفات “الكريب” الذي ينتشر بكثرة خصوصا في فصل الشتاء، حيث تمتلىء غرف العناية الفائقة بالمصابين به، وما ينتج عنه من مضاعفات قد تصل الى حد الوفاة، في حال لم تتخذ الاجراءات الضرورية للحد منها مع العلم أن لقاح الإنفلونزا رخيص الثمن ولا يتجاوز سعره عشرة دولارات”.
ولفت الدكتور شديد إلى أن “على البلدان العربية تناول لقاح السحايا خصوصا في فترة الحج، لأن جرثومة السحايا تتكاثر ليس بسبب ارتفاع الحرارة فحسب، بل بسبب الاكتظاظ في منطقة الحج، وهنا نذكر بأنه من المستحسن اعطاء لقاح السحايا كوقاية وحماية للاطفال من عمر سنتين الى 11 سنة”.
من جهة اخرى حذر الدكتور شديد “من اليرقان B حيث تزداد نسب الاصابات به والتي يمكن تفاديها عن طريق تناول اللقاح الخاص، لذلك اصبح من الضروري إعطاؤه للطفل منذ ولادته في حال كانت الام حاملة فيروس اليرقان B لان هناك احتمالا كبيرا في إمكانية انتقاله منها اليه”.
الدكتور جرباقة: لقاح سرطان الرحم ضروري
بدوره أوضح الاخصائي في طب الاطفال الدكتور برنار جرباقة لـ greenarea.info أهمية لقاح الشلل للاطفال، فقال: “طبقا للدراسات العلمية الحديثة فإن اعطاء اللقاحات للأطفال أمر ضروري، خصوصا بعدما تبين ان 15 بالمئة من الأطفال النازحين من سوريا مصابون بالشلل، ولهذا من الضروري تحصينهم باللقاحات لتجنب الإصابة بالشلل، وعمدت اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية الى حملات تلقيح للأطفال، وقامت بتوزيع اللقاحات مجانا تجنبا لانتشار الامراض، خصوصا من ذوي المناعة الضعيفة”.
بالمقابل حذر الدكتور جرباقة من تفشي سرطان عنق الرحم خصوصا عند المراهقات، نظرا لتعدد العلاقات، ونصح بوجوب تناول لقاحHPV ، وقال: “لا عجب و بكل أسف قد نجد مثل هذا المرض بين عمر 10 سنوات الى 18 سنة نظرا لغياب التوعية”.
الدكتور ابي حنا: التشديد على لقاح الكريب
الى ذلك ركز الأخصائي في الامراض الجرثومية الدكتور بيار أبي حنا على أهمية إعطاء اللقاحات عند كبار السن، خصوصا لقاح الإنفلونزا لانهم لا يملكون المناعة الكافية، وقال لـ greenarea.info :”كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالتهاب رئوي حاد وينتشر بكثرة في فصل الشتاء، وهذا بسبب الإهمال في التوعية الصحية لحث كبار السن في الحصول على لقاح الكريب (الإنفلونزا) خصوصا اذا كانوا ما فوق عمر 70 سنة”.
الدكتورة بّري: المراقبة الذاتية في علبة اللقاح
الى ذلك عرضت رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة الدكتورة عاتكة برّي لـ greenarea.info لأهمية المراقبة الذاتية للقاح من خلال تغيير لون علبة اللقاح، وقالت: “اهم ما في موضوع اللقاحات مراقبة الجودة والنوعية، وهذا ما نتابع فعله وتطبيقه في وزارة الصحة بالتعاون مع اليونسيف، وذلك من خلال حملات التوعية المكثفة، وتوجهنا نحو تثقيف الناس حول ضمان جودة اللقاح، وأن أي تغيير في لون الدائرة المدموغة على علبة اللقاح يعني ان اللقاح قد تعرض لتغيرات في الحرارة ما يستدعي عدم استعماله للتحصين، وقمنا بتعميم هذا الامر في كافة المراكز الصحية والمستوصفات لأخذ العلم والخبر وتوخي الحذر في هذا الموضوع الهام للغاية منعا لحدوث اي تداعيات صحية على صحة الاطفال، وعدم فعالية اللقاح في التحصين ضد الأمراض، بالإضافة إلى ذلك، فهناك لجنة وطنية في وزارة الصحة تقوم من وقت لآخر بالكشف على اللقاحات الموجودة والمتوفرة لإعطائها بهدف التحصين للتأكيد من صحتها مع ضرورة حفظ اللّقاح في ثلاجة على 4 درجات مئوية أثناء النقل، لأنه قد يتعرض للتلف إن تعرض لدرجات حرارة عالية كما أنه يمكن حفظه على درجة -20 مئوية، لفترة طويلة”.
