علي عواضة – البلد

“اصطياد خفاش بحجم غريب”، اصطياد ذئب “مفترس” في الجرود، العثور على اسماك نادرة، الحيتان تغزو بحر صور… عنواين عديدة تغزو الاعلام اللبناني عن القضاء على حيوانات نادرة وغريبة عن المجتمع اللبناني بدل الاهتمام بها او تبليغ الجهات المختصة عن تلك الظاهرة، الا ان اللبناني يفاخر بالقتل وييدأ بخلق الاساطير عن الحيوان الغريب، وكأن لسان حال الحيوان يقول “عم تحكوا عني!!”.

غياب ثقافة حماية الحياة الحيوانية والحرجية في لبنان يعتبر الاخطر على حياة الانسان، فالعديد من الجرائم التي ترتكب هي السبب الرئيسي للأمراض والجراثيم، مشاريع سياحية تبنى في اماكن بيئية، كسارات تأكل الجبال من دون اي دراسة، مطامر تقام على الشواطئ رغم توقيع لبنان على اتفاقية برشلونة، مجارير تفتح بشكل عشوائي على البحر ما يهدد الحياة السمكية… اصطياد عبر الديناميت واصطياد للعصافير بشكل عشوائي رغم ان لبنان يعتبر من اهم الممرات للطيور حول العالم الا ان حجم الاصطياد يعتبر مجزرة حقيقية تحصل سنوياً.
الصحافي البيئي والمسؤول الاعلامي في “المركز اللبناني للغوص” مصطفى رعد اعتبر ان الجهل هو عدونا الاول، حيث ان الاجيال السابقة كانت تحوك العديد من الاساطير حول بعض الحيوانات كالضبع مثلاً اذا ما نظر اليك يسيطر عليك بينما في الحقيقة هو يسمى “زبال الطبيعة” فأي جثة يأكلها والهجوم على حيوان آخر أمر طبيعي فهذه طبيعة الحياة ومن المفروض على الانسان حماية الدجاج لا قتل المهاجم، معتبراً ان غياب ثقافة حماية الحياة الحيوانية هو الخطر الاكبر علينا، فالمدارس لا تعلم الاطفال اهمية تلك الثروة بل على العكس تساعد في كثير من الاحيان في تدمير تلك البيئة.

غياب الثقافة
وحول غياب الثقافة اعتبر رعد ان ابسط الامور ما حصل منذ ايام حين تم قتل الخفاش الضخم رغم انه نادر والناس يخترعون قصصًا غريبة عن الخفاش مثلاً انه يمتص الدماء بينما هو يأكل ضعف وزنه من الحشرات وهناك انواع منه تنام في فصل الشتاء، واذا ما حسبنا مثلاً اي خفاش يأكل ضعف وزنه من الحشرات يمكننا ان نتصور حجم الحشرات التي يقضي عليها في ثلاثة شهور فقط واهميته بالنسبة للأحراج بينما في لبنان يتم قتله في المغاور. وبحسب رعد ان الحروب القادمة هي حروب البعوض فهي تستطيع نقل الامراض وهلاك الانسان، ونحن نقوم بقتل من يأكل تلك الحشرات، وفي 7 آب من كل عام يحتفل العالم بيوم الوطواط نظراً لأهميته للبيئة.
اما بالنسبة للحياة البحرية فحدّث ولا حرج فحجم الجرائم التي تحصل مخيفة خصوصاً عند الاصطياد عبر الديناميت وغيرها من الوسائل المحرمة، فاصطياد السلاحف خطر جداً على الحياة البحرية وهي من الحيوانات الحساسة جداً فاذا ما تم فك اسرها تعود بعد تحريرها الى مطلق سراحها وتسمح له بلمسها وكأنها تقول له شكراً… وبسبب حماية تلك السلاحف لاحظ رواد الشاطئ اللبناني انخفاض عدد القناديل هذا الموسم لأن هناك نوعًا من السلاحف يفضل القناديل والنوع الآخر يفضل الاعشاب، ولأن سلوك الحيوانات من الاسس للتعامل معها يعطي المركز اللبناني للغوص دروسا في سلوك تلك الحيوانات. واعتبر رعد ان الخطر على الحياة البحرية مخيف فبعض الدراسات تقول ان حجم البلاستيك في المحيطات في العام 2050 سيكون اكبر من السمك، فالمحيطات تحولت الى مزابل. واثنى رعد على جهود بلدية صور الجبارة لحماية الحياة البحرية ومنع اصطياد السلاحف ومنع الصيد غير المشروع.

لبنان ثروة بيئية
المشكلة الاساسية بحسب رعد ان لبنان لا يدرك حجم الثروة البيئية التي يملكها، فالروشة يوجد فيها مغاور تحت الماء وفي العديد من المناطق بينما يقوم الشعب اللبناني بالقضاء على تلك الثروة دون ان يدرك اهميتها، فأبسط الامور التي نقضي عليها هي النحل عبر المبيدات المحرمة دولياً بينما في لبنان يتم تهريبها وقتل اوكار النحل رغم ان العسل اللبناني يضاهي بأهميته ونوعيته افضل الانواع عالمياً، فقارة اوروبا تضم ما يقارب 700 زهرة عاسلة اما لبنان رغم صغر حجمه فيضم اكثر من 500 زهرة عاسلة، ولكن استعمال المبيدات بطريقة عشوائية يعتبر العدو الاول للنحل.

اسماك القرش الموجودة قبالة صور ودودة!
بعد تداول عدد من الاخبار والفيديوهات حول “غزو” اسماك القرش بحر صور، يهم “المركز اللبناني للغوص” أن يوضح اللغط الحاصل حول موضوع تواجد أسماك القرش في لبنان.
أسماك القرش المعروفة بكلاب البحر، هي أسماك موجودة في بحرنا اللبناني منذ مئات السنوات وليست دخيلة أو جديدة على بحرنا كما تحاول بعض وسائل الاعلام أن تروّج لهذا الموضوع، وذلك لعدم معرفتها بطبيعة وجودها.

يوجد في العالم أكثر من 500 فصيل من القروش، بعضها مهاجم، والعدد الأكبر منها ودود وغير مهاجم، وللقرش دور كبير في الحفاظ على الثروة السمكية الصحية في البحار، إضافة إلى دوره في حماية موائل الأعشاب البحرية والحيوانات المرجانية.
النوع الذي ظهر في أحد الفيديوهات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي هو من نوع tope shark وهو نوع غير مهاجم، يعيش في الأودية البحرية ما بين 100 و 800 متر، ويقتات على الأسماك الضعيفة صحياً كي يحافظ على الثروة السمكية الصحية، وفي لبنان عادة ما يهاجم الصيادين في حال استعمالهم الديناميت لصيد السمك وهي طريقة صيد ممنوعة قانوناً.

يقوم الصيادون باصطياد القرش عندما يحاول الأخير منعهم من رفع السمك من المياه، هذا مع العلم أن وزارة الزراعة كانت قد أصدرت قراراً يحمل الرقم 1045/1 في العام 2014، بناء على قرار مراقبة الصيد البحري الساحلي رقم 2775، لحماية القروش المعروف بكلاب البحر وفق عدد من المواد. وهي:
المادة الأولى: يمنع صيد أو إلتقاط أو نقل أو بيع أو استهلاك أو تخزين اسماك القرش/كلاب البحر التالية:
-tope shark -shortfin mako -porbeagle -sandy ray -maltese ray -blackchin guitarfish -common guitarfish -scalloped hammerhead -great hammerhead -smooth hammerhead
المادة الثانية: يتوجب على الصيادين في حال إلتقاطهم أيا من أسماك القرش/كلاب البحر المذكورة أعلاه حية أن يعمدوا إلى إطلاق سراحها “فوراً” بعد نزع الصنانير (في حال وجدت) منها بطريقة تمنع تعرضها للخطر. كما يتوجب عليهم رمي أسماك القرش/كلاب البحر المذكورة الميتة في البحر مباشرة.
المادة الثالثة: يتوجب على الصيادين في حال التقاطهم أياً من أسماك القرش/كلاب البحر المذكورة أعلاه، حية أو ميتة، خلال عمليات الصيد أن يعلموا دائرة الصيد المائي والبري أو مصالح وزارة الزراعة الإقليمية بنوع وعدد هذه الأسماك.
المادة الرابعة: يجب على الصيادين اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لتجنب صيد أو إلتقاط أسماك القرش/كلاب البحر المذكورة أعلاه.
المادة الخامسة: يمنع قطع أو نقل أو عرض أو بيع أو استهلاك أو تخزين زعانف كل أنواع أسماك القرش/كلاب البحر.
المادة السادسة: يمنع قطع أو نقل أو عرض أو بيع أو استهلاك او تخزين كل أنواع اسماك القرش/كلاب البحر المقطوع رأسها و/أو المسلوخ جلدها.
المادة السابعة: يعمل بهذا القرار فور صدوره، وينشر ويبلغ حيث تدعو الحاجة.
لذلك يدعو المركز اللبناني للغوص، وسائل الإعلام كافة إلى توخي الدقة في نشر المعلومات قبل إحداث أي ضرر بالتنوع البيولوجي المميز الموجود في بحرنا اللبناني، وذلك بهدف قيام كل مواطن بممارسة دوره في الحفاظ على البيئة البحرية.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This