لا تزال التحركات السياسية لحل عقدة انشاء مطمر برج حمود – الجديدة البوشرية – السد ناشطة على اكثر من صعيد، في حين عاد مشهد حرق النفايات المتكدسة في شوارع قضاءي المتن وكسروان منذرا بمخاطر انتشار الامراض السرطانية الناتجة عن انبعاث العديد من الغازات المصنفة مسرطنة، فيما عمدت بعض البلديات الى رش المبيدات والكلس على النفايات المتكدسة، الامر الذي يعطل أي عملية معالجة أو فرزها بعد رفعها.
وفي وقت يستمر الاعتصام الذي ينفذه حزب الكتائب امام الطريق المؤدية الى موقع انشاء المطمر، تستمر بلدية برج حمود على موقفها الرافض لدخول شاحانات النفايات الى موقع التخزين المؤقت في برج حمود، ومطلبها الوحيد تطبيق خطة النفايات التي اقرتها الحكومة دون اي تعديل.
ودخلت شركات النفط على خطة المواجهة بشكل مفضوح، معلنة رفضها تعديل خط أنابيب نقل النفط من السفن الى الخزانات التي تملكها في الجديدة وبرج حمود، حيث تقدمت بدعاوى امام مجلس شورى الدولة لوقف تنفيذ قرار مجلس الوزراء.
وعلم موقع greenarea.info ان الوزيرين اكرم شهيب ونهاد المشنوق اتفقا على ان تكون الدعوة الموجهة الى بلديات كسروان والمتن يوم الثلاثاء المقبل في وزارة الداخلية، بمثابة خطوة عملية باتجاه تفعيل عمل الفريق الفني المركزي لادارة النفايات، وتقديم ضمانات مع جدول زمني للتنفيذ باتجاه استقلال البلديات واتحادات البلديات الراغبة باطلاق مناقصات مستقلة لادارة النفايات في القضاءين، ومساعدتها من الناحية الادارية والتقنية لتحديد المنطقة الخدماتية ومواقع انشاء مراكز الفرز والمعالجة والطمر. ومن شأن هذه الضمانات بحسب المعنيين ان تشكل مبادرة تدفع الى القبول بانطلاق موقع الطمر في برج حمود – الجديدة بأسرع وقت، على ان يتم تعديل كمية الطمر المقدر ان تطمر فيه بالاستناد الى انخفاض الكمية التي ستصل اليها بعد عام، في حال انسحبت البلديات من العقد الحالي الذي يشملها.
وليس معلوماً ما اذا كان حزب الكتائب سيعتبر هذه المبادرة بمثابة خطوة كافية لقبول فض اعتصامه. وفي نفس الاتجاه عقد امس اجتماع تنسيقي بين وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب ورئيس لجنة المال والموازنة ابراهيم كنعان. وفي خلال الاجتماع، وضع الوزير بو صعب النائب كنعان في اجواء نتائج الاتصالات التي قام بها مع المعنيين بملف النفايات والتي قد تؤدي الى بوادر حلول. وتم الاتفاق على متابعة التنسيق لحين ايجاد الحل النهائي لرفع النفايات من الشارع ولتأمين لامركزية الحل الدائم، مؤكدين على تشكيل هيئة رقابية في أسرع وقت ممكن، وفق ما تم مناقشته في اجتماع لجنة المال والموازنة. واعلن بو صعب وكنعان انهما سيواصلان اتصالاتهما في شكل مكثف لاستعجال عملية التنفيذ.
ولا توحي التصريحات التي ادلى بها قياديون في حزب الكتائب، ان الاخير منفتح على صيغة الحل، وفق الصيغة التي تم الاتفاق عليها بين شهيب والمشنوق والتي سوق لها كنعان وبو صعب.
وعلّق نائب رئيس حزب الكتائب الدكتور سليم الصايغ على قول وزير الزراعة اكرم شهيب ان “كارتيل النفط” يعرقل تنفيذ خطة النفايات، قائلاً: “فليسمِّ الوزير شهيب من هم اعضاء كارتيل النفط والسياسيين المنغمسين معهم؟ اتمنى فتح موضوع كل “الكارتيلات” لنواجه نحن وشهيب الفساد كما يجب”.
وعن موقف القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ من هذا الملف، لفت الصايغ الى ان القوات لديها مواقف متعارضة، فبعد اصدار جهاز التنمية المحلية في القوات بياناً متقدماً في هذا المجال عادوا وسحبوه ليلاً ليتضامنوا مع موقف النائب المعلوف الذي يدعو الى المضي بخطة الحكومة، اما التيار فيقولون اننا محقون، لكن في المقابل لا نرى مواقف واضحة وحاسمة من قبلهم.
واكد ان حزب الكتائب لم يستعمل بعد كل قوته الشعبية، وهو يحضّر نفسه لمواجهة طويلة الامد، وقال: “هناك الكثير من الاصوات التي تتواصل معنا وتعبّر عن رفضها للمشروع، حتى النواب افرادياً كالنائب غسان مخيبر الذي يقول ان المشروع لا يمكن ان يستمر”.
وختم:” لا جديد في هذا الملف لكن هناك نوايا يمكن البناء عليها، انما لا نريد ان نقول ان المشكلة ستنتهي غدا، وعلى الحكومة ان تبدي استعدادها لاعادة فتح النقاش حول الخطة”.