ما تزال السلاحف البحرية على امتداد الشاطىء اللبناني تواجه مخاطر وتعديات، إلا أننا بدأنا نلحظ وعياً يُراكم يوما بعد يوم لثقافة بيئية، من خلال الاضاءة على هذه الكائنات البحرية، وتداول صورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتبليغ عن وجودها والمطالبة بحمايتها وإنقاذها إن كانت مُصابة، فضلا عما يبذله نشطاء على امتداد الشاطئ، وضعوا امكانياتهم لحماية البيئة البحرية، إضافة إلى اهمية الارقام الساخنة التي وضعت بخدمة المواطنين بعد تزايد اكتشاف سلاحف وكائنات بحرية نافقة أو مصابة، ما ساعد الجهات المعنية من جمعيات ومؤسسات على رصد وتسجيل مشاهدات، تمكنوا من خلالها من مساعدة هذه الكائنات التي تسدي لبيئتنا البحرية خدمات كبيرة، وتحافظ على التنوع البيولوجي القائم ضمن منظومات بيئية عديدة.

في الآونة الاخيرة وصلتنا إلى موقعنا greenarea.info، وإلى “جمعية Green Area الدولية” بلاغات عدة، من رسائل وصور لتعديات على بعض السلاحف، خصوصا بعد التجربة التي خاضها الموقع والجمعية مع السلحفاة “لاكي”، ومتابعة وضعها الصحي في مرفأ الجية، من خلال الدفاع المدني – الإنقاذ البحري وجمعية Animal Lebanon ووزارة الزراعة ونقابة الغواصين اللبنانيين المحترفين، فضلا عن إيصال قضية الاعتداء عليها إلى النيابة العامة البيئية.

 

حماية السلاحف والاحياء البحرية

 

وفي هذا السياق، انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية خبر عن عثور على سلحفاة بحرية، تابعه الزميل ميشال حلاق، وقد زودناه بمعلومات عن واقع السلاحف البحرية، ونشر الخبر في “النهار” اللبنانية والوكالة الوطنية للاعلام.

وكان شبان فلسطينيون يسبحون على شاطىء مخيم نهر البارد قد عثروا على السلحفاة البحرية ذات الرأس الكبير، واستوضح حلاق موقعنا حول هذه السلحفاة، وهي من نوع “كاريتا كاريتا” ضخمة الرأس، وعادة تتوجه اناث السلاحف نحو الشواطئ لتبني اعشاشها، أو في حالات اصابتها من جراء الديناميت أو اصطدامها بالمراكب البحرية فتلجأ للشواطىء. اما الذكور فلا تتوجه نحو الشاطئ أبدا إلا في حالات الاصابة، ويمنع صيدها أو اخراجها من المياه بموجب قانون رقم 1/125 صادر عن وزارة الزراعة بتاريخ 23/9/1999، وتعتبر وزارة البيئة الجهة الرسمية المسؤولة عن وضع تشريعات وخطط عمل لحماية السلاحف والاحياء البحرية والمحميات البحرية.

وهذا النوع من السلاحف موجود على طول الشاطئ اللبناني، بالرغم من الانتهاكات التي تتعرض لها الاحياء البحرية، وتعتبر الاكياس البلاستيكية عدوها الرئيسي، فهي تتوجه نحوها ظنا منها انها قناديل بحر فتبتلعها وبالتالي تتعرض للاختناق، بالاضافة الى مخاطر اخرى تعترضها كشباك الصيادين والديناميت واصطدامها بالمراكب البحرية، وصيدها من بعض الصيادين لموروثات خاطئة بأن دمها يعطي طاقة اضافية وقوة للانسان، وكذلك تعرض بعض الناس لها واخراجها من الماء عنوة مما يعرض حياتها للخطر.

ويشار الى ان الشبان الذي عثروا على السلحفاة قدموا وصفا لها بأن رأسها ضخم ووزنها اكثر من 15 كيلوغراما ولونها مائل الى الاصفرار، وهي حية ومعافاة وتمت اعادتها الى المياه اثر نصيحة من قبل البعض، بعد ان احتفلوا بوجودها والتقطوا لها صورا.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This