شهدت العلوم البحرية في السنوات الاخيرة الماضية تقدما متسارعا، ولا سيما من خلال البرامج العلمية الدولية وإنشاء شبكات معرفية بين العلماء، تهدف الى تبادل المعلومات ومراكمة قاعدة بيانات بعد مراقبة المحيطات، وتعداد الكائنات الحية ودراستها علميا، كل ذلك ساعد على نشر ثقافة علمية على مستوى التنوع البيولوجي لقاع المحيطات والبحار، حتى بات بالامكان على سبيل المثال تبادل معلومات بين العلماء في كافة أقطار العالم حول العديد من الأنواع البحرية، ولا سيما الأنواع الوافدة أو الغازية.
كما وساهمت عمليات المراقبة وإنشاء صفحات علمية متخصصة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما تلك الني انشأها بعض العلماء المتخصصين في أنواع الأحياء البحرية والأنواع الغازية، من تكريس وعي بيئي، ساهم في التصدي لثقافة التسطيح بعيدا من أية معايير علمية، خصوصا وأن هذه الصفحات ساهمت في تطوير الدراسات العلمية وتصويب بعض المفاهيم الخاطئة عن طريق نشر المعرفة لتطاول أكبر عدد من المتابعين.
وما يهمنا في هذا المجال، ما تم رصده الإثنين الماضي وتوثيقه في فيديو على موقع فايسبوك sea Lebanon في “فيسبوك”، لحوت عبر بحر لبنان، لا سيما وأن عبور هذا النوع من النوادر من الحيتان في منطقتنا يعتبر موضع اهتمام الدارسين والعلماء، وقد علمنا انه المرور الثاني لهذا النوع خلال مدة تقل عن شهرين.
باريش: تواجده نادر في منطقتنا
أخصائي البيولوجيا البحرية والحيوانات الغازية البروفسور ميشال باريش أوضح لـ Greenarea.me أن هذا النوع هو من عائلة الحيتان المؤنفة والمنقارية Ziphiidae يطلق عليه بالعربية اسم (حوت ابو سن) ويعرف بالانكليزية باسم Cuvier’s beaked whale يترواح طوله بين خمسة وسبعة امتار، يتميز من حيث الشكل بلونه الرمادي القاتم، أما رأسه فهو شاحب ذو انحدار لطيف، له سِنان كبيرتان واضحتان على الفك السفلي، وزعنفتان مطويتان في انضغاطين عند الخاصرتين وعند ظهره زعنفة صغيرة عقفاء”.
يعيش بعيدا عن الشاطئ يفضل المنحدرات العميقة، يُشاهد وحيدا أو في أزواج ونادرا في أكثر من ذلك ، سُجل وجوده على أعماق تصل حتى ٢٦٠٠ متر، يتغذى على الحبار ونادرا على الأسماك والقشريات.
لا أهمية له في الصيد يقع فريسة الشباك المشربكة او المبطنة، لا سيما الشباك الانسيابية، وهو عرضة لتهديدها اضافة الى اطلاق النار عليه عمدا .
وبحسب البروفسور باريش “يتأثر هذا النوع من الحيتان بالأصوات تحت الماء (السونار وعمليات رصد الزلازل)”، لافتا إلى أن الحوت المؤنف أو المنقاري عالمي الانتشار، ولكن تواجده نادر في منطقتنا.