منذ أيام، استنفرت بعض بلديات غرب بعلبك عناصر شرطتها، لـ “رصد” الشاحنات المُحمّلة بالنفايات، والآتية من قرى ومؤسسات في قضاء كسروان. هذا التدبير جاء بعد اكتشاف كميات من النفايات مرمية في سهل حزين وتل مجدلون الأثري وجرود بلدة طاريا.
في وقت متأخر من ليل أول من أمس، رصد عناصر من شرطة بلدية حدث بعلبك ست شاحنات محملة بالنفايات، سلكت طريق فاريا ـ كفرذبيان ـ عيون السيمان ـ حدث بعلبك، فتمكنوا من ضبط شاحنتين منها وتوقيف السائقيَن، فيما تمكن السائقون الباقون من العودة بعدما علموا بتوقيف زملائهم.
تُفيد المعلومات أنه جرى حجز الشاحنتين إلى حين الكشف عليهما من قبل خبيرين من وزارتي البيئة والصحة، بهدف أخذ عينات لمعرفة نوعية النفايات، بعدما تردد أنها تحوي نفايات استشفائية وطبية. في هذا الصدد، نفى السائقان في محضر أقوالهما امام الاجهزة الأمنية أن تكون النفايات المُحمّلة طبية ومصدرها مُستشفيات في كسروان.
يقول رئيس بلدية حدث بعلبك علي زعيتر لـ”الأخبار” إن حمولة الشاحنتين مصدرها فرن “مولان دور” في قضاء كسروان، وقد شحنها السائقان لقاء 400$ عن حمولة كل شاحنة، مُستغربا “تغاضي” عناصر حاجزي الجيش في كفرذبيان وحدث بعلبك، مناشدا قيادة الجيش الإيعاز بمنع مرور الشاحنات المحملة بالنفايات باتجاه القرى البقاعية.
ينوي رئيس بلدية طاريا حمزة حمية التقدّم بدعاوى قضائية بحق “المتورطين في نقل النفايات”، بما في ذلك البلديات والمؤسسات التي تدفع أموالا مقابل التخلص من نفاياتها، مُشيرا إلى أن البلديات ليس بمقدورها حراسة نطاقها الجغرافي كاملاً، وأن على الأجهزة الأمنية وفي مقدمها الجيش “تقديم المساعدة على منع مرور الشاحنات المحملة بالنفايات من جبل لبنان باتجاه البقاع”.
يحذر رؤساء بلديات المنطقة من “غضب الأهالي”، الذين يهددون باعتراض حركة الشاحنات المحملة بالنفايات “على طريقتهم”، على قاعدة أن “الجرة ما بتسلم كل مرة”.