تتضارب المعلومات حول مصير أزمة النفايات بعد ان دخل الاعتصام المفتوح امام مكب برج حمود شهره الثاني، في حين تتكدس منذ قرابة أسبوعين آلاف الاطنان من النفايات في الطرقات.
وفي وقت توحي التصريحات السياسية لحزب الكتائب أنه ماضٍ في التصعيد ضد خطة الحكومة، أكد وزير الزراعة اكرم شهيب المكلف بملف النفايات لموقع greenarea.info ان الحكومة جادة جداً باتجاه إنفاذ الحل اللامركزي مع البلديات، لكن المعطيات تفيد ان البلديات لن تكون جاهزةً قبل سنة ونصف السنة، والى حينه يجب ان يتم استكمال تنفيذ خطة الحكومة ورفع النفايات عن الطرقات.
وكشف مصدر واسع الاطلاع ان النائب ابراهيم كنعان ووزير التربية الياس بو صعب والوزير شهيب قد اعدوا “ورقة تفاهم” سلمت الى حزب الكتائب، تضمنت خمسة بنود تلخص سلسلة المشاروات التي عقدت خلال الاسبوع الماضي. وتنص الورقة على بدء العمل فوراً بإنشاء معامل للفرز والمعالجة في قضاءي المتن وكسروان من قبل البلديات واتحادات البلديات، على ان تكون جاهزة خلال فترة ١٨ شهراً، تسريعا لتنفيذ خطة اللامركزية، وتمول هذه المشاريع من عائدات البلديات، ومن الهبات التي تحصل عليها الدول او البلديات لهذا الغرض عبر وزارة التنمية الادارية او غيرها. ويصار خلال هذه الفترة، في حال جهوز البلديات، الى وقف استقبال النفايات من هذين القضاءين في المطمر المؤقت في برج حمود – الجديدة، وبالتالي يصار الى خفض ارتفاع خلايا الطمر الصحي، قدر الامكان، عما هو محدد حالياً في العقد مع المتعهد. وتستكمل معالجة جبل النفايات القديم واعمال الردم والحماية البحرية وفقا لخطة الحكومة، حتى في حال توقف استقبال نفايات جديدة من المتن وكسروان.
وتضيف “ورقة التفاهم”: “فور بدء البلديات واتحادات البلديات بتشغيل معامل الفرز والمعالجة والاستغناء عن خدمات خطة الحكومة المركزية، يتوقف اقتطاع حصص هذه البلديات من الصندوق البلدي المستقل لصالح الشركة او الشركات المتعاقدة مع “مجلس الانماء والاعمار”. على ان يعمل جدياً وبشكل تدريجي على تطوير معامل الفرز والمعالجة المشمولة حالياً في خطة الحكومة (الكورال، العمروسية، الكرنتينا)، واستعمال الطرق البيئية الحديثة وصولاً الى تقليص نسبة الطمر قدر الامكان”.
كما تنص ورقة التفاهم على تكليف لجنة رقابة من النواب والبلديات المعنية والمجتمع المدني لمراقبة العمل في معالجة واستصلاح أرض مطمر برج حمود – الجديدة ومراكز الفرز، كما تم الاتفاق عليه في اجتماعات لجنة المال والموازنة. ويُعمل على تخفيض حجم الطمر وصولاً الى اللامركزية التامة ومن ثم الى اقفال مطمر برج حمود – الجديدة بشكل نهائي، ليصار الى استعمال الارض المستصلحة من قبل الدولة والبلديات وفق ما نصت عليه خطة الحكومة.
وللايحاء ان الحكومة جدية في انفاذ هذه الورقة، اعلن بو صعب من العاصمة البلجيكية بروكسل انه ناقش مع المسؤولين في الإتحاد الأوروبي موضوع تمويل إنشاء معامل لمعالجة النفايات في المتن وكسروان وتحويلها إلى طاقة كهربائية. واكد بوصعب ان المسؤولين في الاتحاد الاوروبي ابدوا استعدادهم لتمويل إنشاء معامل معالجة النفايات، ولديهم النية لتلبية هذه الطلبات متى وجدت. وتم الإتفاق على ان تتم متابعة نتائج البحث في هذه المواضيع بعد عودته إلى لبنان مع سفيرة الإتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن.
في المقابل، عقد النائب سامي الجميّل سلسلة اجتماعات مع رؤساء البلديات اليوم، على ان يعقد غداً اجتماعات أخرى مع فاعليات اقتصادية لاتخاذ القرار المناسب بشان الاعتصام المفتوح امام الموقع المقترح لطمر النفايات في برج حمود.
وكان لافتاً للانتباه امس سلسلة التصريحات التي اطلقها قياديون في الكتائب، اظهرت ان الحزب ليس مرتاحاً لنتائج الاجتماع الذي عقد امس في وزارة الداخلية بحضور وزير الزراعة المكلف ملف النفايات أكرم شهيب، ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق واعضاء الفريق الفني المركزي لملف النفايات وعدد من اتحادات بلديات كسروان والمتن.
وأعطى الكتائب اشارة شديدة الوضوح لجهة انه ليس بوارد فك الاعتصام في القريب العاجل، قبل ان يتبلور مشروع مستدام للنفايات، وان من تحمل النفايات لثمانية أشهر، يستطيع ان يتحمل المزيد، ولبضعة أشهر اخرى كي لا يتحمل البلد مشروعا فاشلا ومُضرا صحياً لـ 20 عاماً مقبلة.
واعلن نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ أن هناك تواصلاً مع الوزير أكرم شهيب وكل القوى السياسية المعنية مباشرة بملف النفايات، لا سيما حزب الطاشناق والتيار الوطني الحر، إلا أن الكلام الذي سمعناه بعد اجتماع الداخلية لم ينتج عنه أي شيء جديد أو ملموس، معلنا “أننا نريد التعاطي بطريقة بنّاءة مع كل الطروحات، لكن اجتماع الداخلية قرر امراً سبق ان قيل”.
وأكد مصدر كتائبي لموقع greenarea.info ان هناك نقاط اساسية يجب ان يتم بلورتها ضمن وثيقة مكتوبة تصدر عن الوزارات المعنية، وتترجم بقرار جديد في مجلس الوزراء، بما يضمن تنفيذ الاجراءات البيئية المطلوبة للمواقع الحالية المقترح ان تستقبل النفايات وتطوير آليات تطبيق اللامركزية بما يعجل استقلال البلديات عن العقود التي سيبرمها “مجلس الانماء والاعمار”.