فيما لم يتعافَ الساحل اللبناني من الكارثة النفطية التي تسبب بها الاحتلال الإسرائيلي في عدوان تموز (يوليو) 2006، والناجمة عن ضرب خزانات الوقود التابعة لمعمل الجية الحراري، نفاجأ اليوم بتلوث نفطي بين الجية والرميلة، ناجم عن “قوات صديقة”، وليس نتيجة اعتداء كما حصل قبل عشرة أعوام، إذ تبين أن البقعة النفطية الصغيرة، وبحسب ما أكد لـ greenarea.info نقيب الغواصين اللبنانيين المحترفين محمد السارجي، مصدرها معمل الجية الحراري، فيما ثمة وجهة نظر أخرى عبر عنها الخبير البيئي الدكتور ناجي قديح، وتشير إلى أن التسرب النفطي قد يكون ناجما عن باخرة قرب مرفأ الجية خلال أو بعد تفريغ حمولتها من مادة الفيول، بانتظار ما إذا كانت الجهات المعنية في الدولة ستتحرك سريعا لمعرفة سبب التلوث، واتخاذ الاجراءات والتدابير المناسبة بحق الملوثين.

وفي المحصلة، كأنه لا يكفي المواطنين ما ينفث هذا المعمل من سموم خطرة تحاصر ساحل منطقة الشوف وصيدا وقرى اقليم الخروب، وتلوث الهواء بأخطر الملوثات، ليكونوا ضحايا التلوث المائي، في منطقة تضم العديد من المنتجعات السياحية والمسابح، والمرتكب واحد! علماً أن التلوث ألحق ضررا بالأحياء البحرية، فضلا عن تهديد للنظم الايكولوجية البحرية، ما يهدد قطاع الثروة السمكية، خصوصا وأن التلوث يمتد لأبعد من المنطقة حي شوهدت البقعة النفطية، والتي “رسمت” لوحات على الرمال.

د. قديح: تلوث نفطي

 

الخبير البيئي في مجال علوم الكيمياء والسموم الدكتور ناجي قديح، قال لـ greenarea.info: “الصور التي زودتموني بها لا توضح كثيرا ما هو حاصل، لكن الاحتمال الاكبر ان هناك تسربا نفطيا مع وجود مرفأ في المنطقة بيستقبل بواخر تقوم بإفراغ مادة الفيول، ويبد أن هناك تسربا لكمية من هذه المادة إلى البحر، مع رش مواد لاحتواء هذا التسرب”.

ولفت إلى أن “هذه المواد تؤدي لمحاصرة البقعة وتشتتها، بحيث انه بتفككها لقطع صغيرة، او ذوبانها ما يسهل التحكم بها”، وأشار إلى ان “الامواج قدفتها إلى الشاطئ الرملي وظهرت بهذا الشكل، وهذا هو الاحتمال الاكثر ترجيحا، او احتمال غسل خزانات البواخر في عرض البحر بعد أن تبتعد قليلا عن الشاطىء، وطبعا هذا الأمر مخالف للقانون”.

وقال قديح أن “هذه المواد التي تستعمل للتشتيت تحدث رغوة تؤدي الى تشتيت وتفكيك والتحكم بالتسربات النفطية بالبحر”، وختم أن “هذا الحادث هو عبارة تلوث نفطي من المفترض تفاديه لما يسببه من تلوث، خصوصا وان المنطقة فيها مسابح ومنتجعات سياحية”.

السارجي لـ “تحرك سريع”

 

كما فوجىء رواد البحر نهارا بهذا التلوث الشاطئي، الممتد من بلدة الجية وصولا إلى بلدة الرميلة شمال مدينة صيدا، وتبين أنه عبارة مواد نفطية ممزوجة بمادة “الكولاس” قذفتها الامواج الى الرمال.

وأكد السارجي في اتصال مع greenarea.info أن “مصدر هذه المواد والترسبات النفطية هو معمل الجية الحراري”، لافتا إلى أنها “ليست المرة الاولى التي يقوم بها المعمل برمي تلك المواد في البحر، خصوصا عند تنظيف ماكينات المعمل كل عدة اشهر”.

وطالب وزارتي البيئة والسياحة، فضلا عن الى النيابة العامة البيئية بـ “التحرك السريع” لوقف هذه المجزرة البيئية بحق الشاطىء اللبناني”.

وتجدر الإشارة في هذا السياق الى أن هذه المجزرة البيئية من شأنها أن تهدد القطاع السياحي، وأن تلحق الضرر بالمنتجعات السياحية والمسابح الموجودة على طول الشاطىء، من بيروت جنوبا حتى صيدا، تبعا لحركة الرايح، اضافة الى التأثير على الثروة السمكية التي تشكل مصدر الرزق الوحيد للمئات من عائلات الصيادين، خصوصا مع العثور على أسماك صغيرة نافقة بالقرب من المواد النفطية.

 

7-1
11
8-1
0-1
1-8
3-6
4-4

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This