في مطلع الألفية ضربت مياه جون الكويت ما بين آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر) من العام 2000، وأدت إلى نفوق ما يزيد على ثلاثة آلاف طن من الأسماك، وأكثرها من نوع الميد “البوري” Mullet، أي نحو سبعين مليون سمكة، بحسب ما تم تقديره في ذلك الوقت، وما تزال هذه الحادثة تعتبر من أشهر حالات نفوق الأسماك في المنطقة العربية.
وتزامنت هذه الكارثة وقتذاك، مع موجة نفوق جماعي مماثلة ضربت السواحل الشمالية في سلطنة عمان Sultanate of Oman، وأدت إلى خسائر باهظة للغاية في الثروة السمكية والاقتصاد الوطني العماني، خصوصا وأنه يعتمد بشكل أساسي على صيد وتصدير الأسماك البحرية.
أسباب النفوق الجماعي للأسماك
ليس ثمة وسيلة ناجعة أو إجراء ما حاسم يحول دون تكرار حالات النفوق الجماعي للأسماك Mass mortality of fish في أي منطقة من العالم، وهذا يعود في الأساس إلى تعدد أسباب النفوق وإمكانية حدوثه بسبب عوامل طبيعية تلقائية، ليس من السهل التحكم بها، فضلا عن أسباب النفوق الجماعي للأسماك تكون متعددة في الغالب، وتتراوح بين أسباب طبيعية تنتج من تغير خصائص المياه سواء كانت بيولوجية أو كيميائية أو فيزيائية بشكل كبير ومفاجىء، وأسباب بشرية تعود في الأساس إلى تأثير الأنشطة البشرية والممارسات البيئية الخاطئة التي أصبحت منتشرة على نطاق واسع ومتكرر في المناطق الساحلية وغيرها من المسطحات المائية، ولا سيما كما هو الحال في بحيرة القرعون في البقاع الغربي (لبنان).
ويحدث النفوق الجماعي للأسماك بشكل طبيعي بسبب النمو الفجائي وغير الاعتيادي لـ “العوالق” Plankton أو “الهائمات النباتية” Phytoplankton من طحالب مجهرية دقيقة، نتيجة تكاثرها في المياه السطحية، مما يتسبب باستنفاد كمية الأوكسجين المذاب بالمياه، وبالتالي هلاك الأسماك والكائنات البحرية الأخرى بشكل جماعي، نتيجة اختناقها وعدم قدرتها على التنفس، أو نتيجة انسداد خياشيمها من أثر كثافة الطحالب. وهذه الظاهرة تعرف باسم ظاهرة “الازدهار الطحلبي” Eutrophication، وفيها تنتشر الطحالب Algae المجهرية أو الهائمات بشكل كثيف للغاية، ما يتسبب باصطباغ لون المياه بلون هذه الطحالب.
رصد نفوق أسماك في الكويت
وفي جديد حوادث النفوق الجماعي للأسماك، تابعت فرق إدارة رصد تلوث المياه في الهيئة العامة للبيئة في الكويت في اليومين الماضيين، البلاغات الواردة إليها حول وجود تلوث مائي مقابل مجمع الـ “مارينا مول” Marina Mall، إضافة إلى “نادي اليخوت” Yacht Club، إلى جانب وجود بعض من الأسماك النافقة أمام “الجزيرة الخضراء” the green Island.
وقالت الهيئة إن إدارة رصد تلوث المياة قامت أمس الأول (الأحد) بإجراء مسوحات لشاطئ جون الكويت متابعة لبلاغات النفوق، حيث تم رصد بعضها، وعليه تم جمع العينات وإرسالها الى مركز المختبرات التحليلية وادارة التنوع الاحيائي، بحسب ما أشارت “القبس” الكويتية.
وأضافت “نتابع الشكاوى المتعلقة ببلاغات التلوث في الساحل المقابل للمارينا ونادي اليخوت في منطقة السالمية، حيث تمت ملاحظة تلوث مياه، وتم جمع عينات وإرسالها إلى مركز المختبرات التحليلية للوقوف على ملابسات الحادثة”.
وأشارت إلى أنها تعاملت أيضا مع بلاغات إدارة الشرطة البيئية حول نفوق محدود مقابل ميناء الشويخ Shuwaikh Port، إلا أنه لم يتبين وجود أي مؤشرات دالة على ذلك في الموقع المذكور.
تلوث هوائي
على صعيد آخر، بينت الهيئة أنها تلقت أمس الأول بلاغا من “شركة نفط الكويت” Kuwait Oil Company يفيد بحدوث انبعاثات في الهواء، وعزت ذلك إلى خلل في أحد المواقع في المنطقة الجنوبية، لافتة إلى أنها اتخذت الخطوات اللازمة، وتابعت الوضع مع الشركة المعنية.