فيما يشهد المغرب تحضيرات واسعة لاستضافة مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ COP22، عبر العديد من الأنشطة والفعاليات واللقاءات، ثمة ورشة عمل ضخمة متوارية متمثلة في إعداد وتحضير متطلبات استضافة الوفود في أكبر تظاهرة كونية لصالح المناخ، من أبنية تراعي الاستدامة، وقاعات ستكون مجهزة بأحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة، وهذا تحدٍّ آخر قَبِلَهُ المغرب ليكون على مستوى هذا الحدث، مستفيدا من تجربة سابقة يوم استضاف الدورة السابعة لمؤتمر الأطراف “كوب 7” COP7 في العام 2001.
وفي هذا السياق، أكد الوزير المغربي السابق، المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر عبد العظيم الحافي أن “نسبة إنجاز الأشغال المتعلقة بالبنايات التي ستحتضن مؤتمر (كوب 22)، فاقت الـ 85 بالمئة”، معلنا بصفته مندوبا أيضا لمؤتمر “كوب 22″، في كلمة ألقاها خلال لقائه وفداً من الصحفيين الأفارقة يقومون بجولة عبر المغرب، عن استكمال الأشغال في 15 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، مؤكدا أن “المشروع يجب أن يسلم في وقت مبكر تحسبا للقاءات المتعددة التي ستعقد ابتداء من أواخر تشرين الأول (أكتوبر)”، أي قبيل الانطلاقة الفعلية للمؤتمر في السابع من شهر تشرين الثاني (نوفمبر).
تنمية الوعي حول قضايا تغير المناخ
ولفت إلى أن المغرب احترم دفتر الشروط الذي يتضمن كافة التفاصيل الواجب إنجازها في ما يخص القاعات والبث والاتصالات، مشيرا إلى أنه تمت معالجة كل الجوانب، بما فيها تلك المتعلقة بالتنمية المستدامة، ورأى أن “الأولوية بالنسبة للمغرب تتمثل في ضمان الظروف الملائمة من أجل تأمين حسن سير هذا الحدث”، مشددا في الوقت عينه على “خصوصية هذه القمة التي ستسمح بإطلاق نقاش واسع بين كل الأطراف”.
وقال الحافي: “إن المفاوضات لن تجرى بين المفاوضين فحسب، بل ستشارك فيها كل الأطراف المعنية، وكل هؤلاء الفاعلين الذين سيعملون بشكل متسق في محاولة للخروج بإجراءات وسياسات ملموسة”.
وسلط الحافي الضوء على أهمية “كوب 22” على المستويين الإقليمي والدولي، نظرا لحجم ونوعية المشاركين والتحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية المطروحة والتي تتطلب، حسب رأيه، “اتخاذ إجراء عاجل من أجل الحفاظ على استمرارية اتفاق باريس”، مؤكدا “الالتزام الجاد للمملكة المغربية في المجالين الايكولوجي والبيئي”.
وفي الإطار عينه، شدد على أهمية هذا اللقاء مع ممثلي وسائل الإعلام الأفريقية، والذي يهدف إلى التعريف بحجم هذا المؤتمر ومساهمته في تنمية الوعي حول قضايا تغير المناخ، خصوصا وأن القارة الأفريقية تعاني أكثر من غيرها من آثار هذه الظاهرة دون أن تكون مسؤولة عن الانبعاث الغازية المسببة للاحتباس الحراري.