علّق حزب الكتائب والجمعيات البيئية الاعتصام المفتوح الذي استمر قرابة شهر ونصف الشهر، وأدى الى وقف أعمال إنشاء وتجهيز مطمر برج حمود، الذي يفترض ان يستقبل يومياً ما ينتج عن معالجة ١٢٠٠ طن من نفايات اقضية المتن وكسروان وبعبدا وجزء من بيروت، ومن تجدد اعمال التخزين المؤقت في برج حمود فور سماح بلدية برج حمود بهذا الامر، بعد ان ردت على اعتصام الكتائب بإغلاق الطريق أمام شاحنات النفايات، ما أدى الى تجدد ازمة النفايات التي بدأت منذ اغلاق مطمر الناعمة – عين درافيل في تموز (يوليو) ٢٠١٥، ويفترض ان يتم تجميع آلاف الاطنان التي تكدست في الطرقات، فأرقت أو رميت في مجاري الانهر والاودية وحفريات الابنية قيد الانشاء.
واعلن الناشط البيئي مارك ضو، باسم المعتصمين، تعليق الاعتصام مؤقتا من باب مسؤوليتنا على صحة الناس. واضاف ضو: “ندعو اهالينا للفرز من المصدر ونؤكد على دور البلديات لفرز النفايات ومعالجتها، وما زالت الطاولة التي يجلس عليها المواطن أقوى من كل طاولات الصفقات”، موجهاً “التحية لشباب الكتائب الذين دخلوا المستشفيات وقدموا صحتهم للدفاع عن اهل المتن في وجه الحلول غير البيئية”.
بدوره أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أن قطار اللامركزية في معالجة النفايات انطلق ولن يوقفه أحد، وهو أقوى من الفاسدين.
الجميّل ومن مكب برج حمود شكر شباب الحراك، آملا استكمال “هذه الجَمعة” بإطار اوسع من الذي كان موجودا، مشيرا الى “اننا نؤكد يوما بعد يوم تصميمنا على متابعة المعركة ضد الفساد، ونحن نعتبر ان هذه المعركة ليست معركة اجتماعية او معركة درجة ثانية، بل تأتي في اعلى سلم الاولويات لأنها تطاول حياتنا اليومية وحياة المواطن الذي يُسرق كل يوم من قبل السلطة الفاسدة، والتي تتمكن في كل الملفات من أن تضع مصلحتها قبل مصلحة الناس وعلى حساب الناس ومستقبلنا في هذا البلد”.
أضاف الجميّل: “ما أقوله لكل الشباب الذين صمدوا خلال الاسابيع الماضية في برج حمود هو: ان اكبر انجاز تحقق، ان قطار اللامركزية انطلق ولن يقف”، موجها التحية “لكل البلديات واتحاد بلديات كسروان ولـ30 بلدية في المتن الشمالي الذين وضعوا الأسس في خلال الاسابيع الاربعة وبدأوا بحملات التوعية ووجدوا الاراضي وبدأوا التحضير لانشاء معامل فرز وتسبيخ”، وأردف: “قطار اللامركزية انطلق من خلال التحرك الذي قمنا به”، معتبرا “أننا كنا نواجه منفردين سلطة سياسية بأكملها ونواجه كمية أموال هائلة تدفع في الاعلام لتجييش الرأي العام ضد التحرك الذي قمنا به”، مضيفا: “ما أريد قوله وما يجب ان يعرفه الناس أن عقد النقل والجمع فيه فساد، وعقد الفرز والمعالجة فيه فساد، وإنشاء المطمرين وعمل الحاجز البحري فيه فساد، وعقد طمر النفايات غير المفرزة فيه فساد”، معتبرا “انهم ولهذا السبب مصرون على ضرب اللامركزية لأنها توقف الصفقات على المستويات كافة”، شارحا انه “وبمجرد انطلاق اللامركزية تقف كل أعمالهم وصفقاتهم”، وأردف: “لهذا السبب حوربنا وما نزال نُحارب وتُحارَب اللامركزية منذ سنوات لغاية اليوم بسبب حجم الصفقات في هذا الملف، وهذا الحجم ظهر في الحملة الاعلامية التي شُنت علينا طيلة الفترة الماضية”.
وتابع الجميّل: “من خلال التحرك الذي قمنا به، كسرنا الطوق وبدأت البلديات بالفرز”، موجها نداء وكلاما واضحا لكل البلديات مفاده “سنقف والحراك المدني بالمرصاد بوجه كل من يحاول منعكم من إنشاء معامل فرز ومعالجة بالمناطق”، واردف: “من ليس مستعدا لوضع أثر بيئي لأي مشروع من هذا النوع، لا يذهب الى البلديات لطلب الاثر البيئي منها، ومن ليس مستعدا للتخطيط والدراسة بالحد الأدنى قبل أن يقوم بمشروع من هذا النوع، فلا يقترب من البلديات”.
واضاف: “سنواجه هذا المشروع من خلال اللامركزية وتقوية البلديات”، منوها “بعمل الوزير الياس بو صعب الذي تواصل مع الاتحاد الاوروبي وقد تبين من خلال اتصالاته أن أحدا لم يطلب في أي مرة من الاتحاد الاوروبي مساعدة جبل لبنان لاقامة معامل، لأنهم يريدون استمرار الصفقات”، كاشفا أن “الدولة اللبنانية قالت للاتحاد الاوروبي اننا لسنا بحاجة لكم في جبل لبنان لأن نظام الفساد (راكب)”.
وتابع: “اليوم طلبنا من الاتحاد الاوروبي تمويل البلديات والمشاريع ستنطلق، وقطار اللامركزية اقوى من الفاسدين وارادة الشعب والبلديات أقوى من ارادة الفاسدين، وعلينا برهنة ذلك كل يوم من خلال عملنا ومثابرتنا ومن خلال العمل مع الجميع”.
وشكر الجميّل كل شباب الحراك الذين شاركوا بهذا الاجتماع، مشيرا إلى أن “الفضل في ما تحقق اليوم يعود لكل شاب وشابة كتابيا أم غير كتائبي، ولرفيقنا أجود ولكل الشباب الذين وقفوا في برج حمود، ولبول ابي راشد ورجا نجيم لأنهم تحملوا المسؤولية ورفضوا القبول بالأمر الواقع”.
وختم الجميّل: “المعركة بوجه الفساد مستمرة، وهي معركة مصيرية ان كنا نريد بناء بلد حضاري، وهي لن نقف هنا”، مشيرا الى ان “ما جرى كان جولة أولى في حرب طويلة وستأتي جولات اخرى، ولكننا لن ندعهم يرتاحون وسنكون بالمرصد بوجه الفساد والصفقات”.
بدوره لفت وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، في حديث تلفزيوني، الى ان “أزمة النفايات عمرها أكثر من 20 عاما”، مشيرا الى “اننا طلبنا بتسريع موضوع اللامركزية في ملف النفايات”، واكد ان “اللامركزية ما كانت لتحل لولا تحرك حزب الكتائب”، معتبرا ان “الضمانة في تنفيذ اللامركزية هي نحن وكل الأحزاب والبلديات”، مضيفا “متجهون الى اللامركزية والفرز في الأقضية”.
بو صعب اشار الى انه وفي خلال زيارته الى بروكسل تبين له أن “هناك إمكانية لتمويل اللامركزية”. وختم قائلا “لا نستطيع الإتكال على الدولة نحن نضمن أفعالنا واتحاداتنا وبلدياتنا”.