لن تقتصر تداعيات التغير المناخي على محاصيل البن فحسب، وإنما ستطاول مختلف الزراعات الأساسية في العالم، فارتفاع درجات الحرارة نتيجة الاحتباس الحراري لا يستهدف نوعا من الزراعات بعينه، وبات من المؤكد أن تحديات ومخاطر جمة تواجه الأمن الغذائي بسبب التبدلات المناخية، وهذا ما سبق وحذرت منه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الـ “فاو” FAO، لجهة تأثير تغير المناخ على الأمن الغذائي العالمي وانعكاساته على الإنتاج الغذائي المستدام.
والجديد في هذا المجال، ما أكدته وزارة الزراعة الأميركية، إذ حذرت من أن الولايات المتحدة، المنتج الأكبر للفستق السوداني على مستوى العالم، من انخفاض إنتاجها هذا العام (2016) من الفستق إلى النصف، وعزت ذلك إلى موجة الجفاف التي أصابت ولاية كاليفورنيا.
فيما حذرت إيران، التي أنتجت مزارعها 250 ألف طنا من الفستق العام الماضي، من تدمير مزارعها بسبب الطقس والظروف المناخية.

انخفاض الإنتاج العالمي

وبحسب وزارة الزراعة الأميركية، فمن “المتوقع أن ينخفض الإنتاج العالمي 86 ألف طن متري من مجموع إنتاح العام الماضي البالغ 529 ألف طنا”.
وأضافت أنه “من المقدر أن ينخفض إنتاج الولايات المتحدة إلى النصف مقارنة بالعام الماضي، ليصل إلى 122 ألف طن فقط، وهو المحصول الأصغر خلال خلال السنوات العشر الماضية.
أما بالنسبة للإنتاج الإيراني فتشير التقديرات إلى انخفاضه “بحوالي 20 ألف طن عن إنتاج العام الماضي البالغ 210 ألف كحد أدنى في مقاطعة كرمان، وهي أكثر المقاطعات الإيرانية إنتاجاً للفستق مع ثبات الرقعة الزراعية في البلاد”. ونجمت الأضرار التي شهدتها إيران عن ظروف المناخ أيضا.
ويعد إنتاج الفستق من أكبر صادرات إيران بعد النفط الخام، إذ بلغ إنتاج العام الماضي 250 ألف طنا، وهو الرقم الذي لم تتخطَّه سوى الولايات المتحدة مؤخراً. وفي كرمان الواقعة جنوب إيران، ازداد ثراء المدن بسبب الفستق، لكن الوقت ينفذ بينما تواجه الصناعة الأضرار الناجمة عن تغير المناخ والزراعة غير المقيدة.

الجفاف في إيران

وبجوار مدينة سيرجان، ثمة خط طويل من حفر المجاري المائية التي تشبه آثار القنابل، والتي تشير للنقاط التي جفت فيها المياه الجوفية تماماً، لتنهار الأرض ببساطة. ويقول حسن علي فيروز أبادي، الذي عاش بالقرب من قرية إزاد أباد لما يزيد على نصف قرن “الزراعة تُدمَر حالياً”.
تواجه إيران تحديين رئيسين، التعامل مع الجفاف الذي أصاب البلاد منذ سنوات طوال وما من علامة لتراجعه، ومحاولة إقناع المزارعين بالكف عن الضخ العشوائي للمياه.
يبلغ عدد مضخات المياه غير القانونية في إيران حوالي 300 ألف من إجمالي 750 ألف مضخة، وهو ما دفع الأمم المتحدة للقول بأن إيران تتحول رسمياً من دولة تعاني من الإجهاد المائي إلى دولة تعاني من ندرة المياه.
في عام 2013، أجرت غرفة التجارة الإيرانية مسحاً لمقاطعة كرمان أظهر فقدانها لحوالي 20 ألف هكتار من مزراع الفستق سنوياً بسبب التصحر، واعتمدت إيران لقرون على واحد من أكثر نظم الري تقدما، والمتمثل في شبكة من القنوات الموجودة تحت الأرض والتي حملت المياه من أسفل الجبال إلى السهول القاحلة، ثم أتت المضخات الكهربائية والسياسات العشوائية التي شهدها القرن الماضي.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This