ظاهرة غريبة سيطرت على بوسطن الاسبوع الماضي، فيوم الخميس 8 ايلول (سبتمبر)، “أمطرت” سماء المنطقة عشرات الطيور النافقة، الامر الذي دفع مسؤولي الصحة إلى فتح تحقيق سريع حول هذه الظاهرة الغريبة.
سقط 47 طيرا من نوع “السوادية” على حي دورشيستر في بوسطن في ظروف غامضة، نفق منها 32 طيرا، في أثناء الحادثة أو بعدها عند محاولة البعض إنقاذها، وفقا لتصريح منظمة إنقاذ الحيوان في بوسطن. في المقابل ظل العدد الباقي من الطيور في “حالة جيدة” ما يسمح بإرسالها إلى مركز الحياة البرية في جرافتون، بماساشوستس، لفحصها.
وأرسل مسؤولو المدينة طيور “السوادية” النافقة إلى جامعة تافتس للمساعدة في تحديد سبب النفوق، ولم يتضح إلى الآن ما إذا كانت الطيور قد نفقت بسبب فيروس، أم نوع من التلوث البيئي أم التسمم المتعمد، ومن المتوقع إعلان نتائج الاختبار الأسبوع المقبل.
وقال آلان بورجال عضو منظمة إنقاذ الحيوان في بوسطن “عندما وصلت، كان باستطاعة الطيور الطيران، من منزل إلى شجرة على سبيل المثال، ثم تصطدم بالشجرة وتسقط على الأرض”، وتابع “الطيور الأضعف كانت تتساقط من السماء مباشرة”.
وقال جون مياني من الهيئة الرقابية بمدينة بوسطن “لا نعرف ما الذي يجري. لذا نحقق في جميع الاحتمالات”.
لم تقتصر تلك الظاهرة الغريبة على الطيور فحسب، بل طاولت القطط أيضا، وقالت منظمة إنقاذ الحيوان إنها قدمت “علاج حالات الطوارئ” لقطة في مكان الحادث، لكنها نفقت، كما أكد أحد السكان المحليين، ويدعى ويلين بف لجريدة “بوسطن هيرالد” أن قطته سالي عثر عليها تحتضر على الشرفة الخلفية حينما كانت الطيور تتساقط”، وهو ما جعل المنظمة تشدد على ضرورة إبقاء القطط والكلاب داخل المنازل وفحص ما تتناوله. ويظهر فيديو حجم المشكلة وغرابة تلك الظاهرة بانتظار التحقيقات.
حوادث مشابهة
هذه الحادثة ليست الاولى من نوعها، ففي العام 2011 عثر على ما بين 4 إلى 5 آلاف طائر نافق في منطقة مساحتها ميل واحد، على بعد 40 ميلاً من منطقة “ليتل روك” شمال غربي اركنساس، بدأت في التساقط على بلدة “بيبي” ليلة رأس السنة، وفق مفوضية الأسماك.
وقالت كارين رو، وهي عالم مختص بالطيور، إن الحادث ليس بالأمر الاستثنائي ويحدث في كثير من الأحيان بتأثير الصواعق أو البرد على ارتفاعات عالية. وأضافت: “من المهم أن نفهم أن الطيور المريضة لا تستطيع الطيران، لذلك كل ما حدث لهذه الطيور حصل بسرعة فائقة”.
وتابعت: “لا بد أن أسباب قاهرة دفعت بالطيور خارج الأشجار ليلاً، فعادة ما تجثم فوق رؤوس الأشجار، فهناك ما حدث أثناء التحليق وتسبب في نفوقها وتهاويها على الأرض”.
ورجح مسؤولون تعرض الطيور لضغوط ناجمة عن الألعاب النارية التي أطلقت في استقبال العام الجديد، تسببت في نفوقها.
في تلك الأثناء، حققت السلطات في نفوق ما يقدر بـ100 ألف سمكه، من فصيلة “درام” في شمال غربي الولاية. وقال متحدث باسم الحكومة الفيدرالية أن الأسماك النافقة غطت ضفتي “نهر أركنساس” الذي يمتد لمسافة عشرين ميلاً، بالقرب من منطقة أوزاك، التي تبعد نحو 125 ميلاً من منطقة “ليتل روك”.
واشتبهت الأجهزة المعنية بأن مرضا ربما تسبب في نفوق الأسماك، ولفت كيث ستيفنس من مفوضية الأسماك، إلى حوادث نفوق أسماك سنوياً، إلا أن الحجم الهائل وانحصارها في فصيلة واحدة هو الاستثناء. وأردف: “الأسماك النافقة من فصيلة واحدة، واذا السبب هو التلوث فكان قد تسبب في قتل مختلف أنواع الأسماك، وليس فصيلة (درام) بعينها”، واستبعد ستيفنس وجود رابط بين نفوق الأسماك والطيور في المنطقة.
وكان حادث مشابه قد شهده العالم في عام 2007 واجهت أسراب النحل، حيث ذكرت تقارير ان اول حالة نفوق مفاجئ لاسراب النحل كانت في اواخر عام 2006 في ولاية فلوريدا الاميركية، ثم توالت التقارير بعد ذلك من ولايات أخرى تفيد أن 27 ولاية تعاني من ظاهرة الموت الفجائي لاسراب النحل.