انتقلت عدوى “ثقافة” المطامر التي انتهجتها الدولة إلى رجال أعمال ومواطنين أغرتهم العائدات المالية لهذا النوع من “معالجة” أكوام الزبالة المنتشرة على الطرق والمكدسة في ساحات عدد من قرى وبلدات صور والأقضية المجاورة، ما يؤكد أن ما تبرمه الدولة من صفقات في هذا المجال يمثل تجارة رابحة يسيل لها اللعاب، وهذا ما يفسر تهافت المسؤولين غير المسبوق على إنشاء المطامر، وصرف موازنات خيالية تتيح هامشا كبيرا من السمسرة والسرقة.
لكن ما هو قائم في المناطق، لا يرقى إلى مطامر صحية، فهي أشبه ما تكون بمكبات لنفايات عشوائية تردم بالأتربة دون معالجة، ما يتأتى عنها كوارث صحية وبيئية بدأت تطاول القرى والبلدات، ولا سيما في مكب البرج الشمالي في قضاء صور المتاخم لبلدتي طيردبا وشارنيه الغنية والشهيرة ببساتين الليمون.
مكبات تجارية

وثمة مخاوف من تعميم نموذج البرج الشمالي، أي لجهة استثمار أراضٍ لصالح استحداث مكبات تجارية مربحة، أو هي بمعنى أصح “تجارة الموت”، واستغلال أزمة النفايات الناشئة نتيجة إقفال معمل عين بعال، علما أن ثمة مكبا أنشىء قبل الأزمة القائمة، وما يسترعي الانتباه ما أكده مواطنون لـ greenarea.info من أن “مكب البرج الشمالي قائم غير بعيد عن عين مياه أثرية”، ولفتوا إلى “اننا كنا نعيش وسط روائح الليمون المنبعثة من البساتين المجاورة، فيما تخنقنا اليوم رائحة النفايات”.
وبحسب أحد الناشطين في طيردبا آثر عدم الكشف عن اسمه “نظرا لحساسية الوضع مع وجود تغطية غير معلنة من جهات سياسية”، فإن نتائج مثل هذه المكبات التي تسمى زورا مطامر ستكون لها نتائج صحية على المواطنين في محيط يتخطى البلدات المتضررة، فضلا عن تلوث مصادر المياه السطحية والجوفية.

تحرك عفوي وقطع طريق

وفي ظل السكوت عما هو قائم، قام منذ يومين شبان من بلدة البرج الشمالي بقطع طريق شارنيه بالاطارات المشتعلة استنكارا لوجود مكب نفايات في المنطقة، بين بساتين الليمون، وجاء هذا التصعيد العفوي بعد ان اصبح وضع هذا المكب لا يحتمل، ووصلت انبعاثات الروائح الكريهة الى قرى عدة، وعلم greenarea.info أن الكتيبة الكورية العاملة في لبنان ضمن قوات الـ UNIFIL أبدت انزعاجها واستنكارها، بحكم موقع مقرها في الجهة المقابلة للمكب مباشرة.
والجدير بالذكر ان اهالي طيردبا كانوا قد نظموا اعتصاما قبل مدة، ولكن لم يتوقف العمل في هذه المنطقة، بل قام المستثمر بتوسيع المكب واستمرت أعمال الحفر والجرف في الموقع بما يمكنه من استقدام المزيد من النفايات.

٢٥٠ دولار عن كل نقلة نفايات

وعلم موقعنا greenarea.info أن المستثمر ويدعى قاسم عيد استثمر هذه الارض بمبلغ كبير من المال من مالكها وهو الطبيب علي حديب، وقام بتحويلها الى مكب للنفايات بالاضافة الى استحداث حفر بعمق يزيد عن خمسة عشر مترا ليقوم بعدها بطمر النفايات المستقدمة من مناطق عدة، بشكل لا يراعي الأمور الصحية، ومن الصعب مراعاتها في منطقة قائمة قريبا من الأحياء السكنية. كما انه يتقاضى حوالي ٢٥٠ دولارا عن كل نقلة نفايات.
وتزامنا مع اقفال معمل عين بعال فقد زادت الكمية التي نقلت الى هذه المنطقة، ما استدعى توسيع نطاق عمله بتكبير حجم المكب، وأشار بعض المواطنين إلى أن العمل مستمر بموافقة وعلم بلدية البرج الشمالي وبتغطية من ذوي النفوذ في المنطقة.
كما وقد اشار احد الشبان الذين شاركوا في قطع الطريق مؤخرا إلى اننا سنعاود النزول الى الشارع والاستنكار خلال الايام المقبلة وبشكل اوسع، ومن المتوقع مساندة اهالي القرى المحيطة في هذا التحرك.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This