لا نعرف كيف لوزير البيئة محمد المشنوق أن يعتلي منبرا دوليا، ويؤكد معتداً لقد “حولنا جبل النفايات الى حديقة”، في إشارة إلى جبل نفايات صيدا، وهو مشروع تابعه وواكبه وزير البيئة السابق ناظم الخوري، ولا نعرف إلى الآن ما جدوى المشاركة في مؤتمر دولي معني بالمحيطات، فيما وزارة البيئة لا تحرك ساكنا حيال الارتكابات التي تستهدف الحياة البحرية في لبنان، وفي متابعتنا لأكثر من ملف لم نلق كموقع greenarea.info أي اهتمام أو تجاوب، خصوصا مع تلوث بعض الشواطىء وقتل أنواع من الكائنات البحرية، فضلا عن ملفات متعلقة بالصرف الصحي وغيرها من الارتكابات.
وفي مشاركته باليوم الثاني في مؤتمر “محيطنا… مستقبل واحد” المنعقد في واشنطن، لم يجد المشنوق في مناقشة موضوع المبادرات الهادفة الى حماية البيئة البحرية من التلوث سوى التأكيد على التخلص من جبل النفايات في مدينة صيدا وتحويل المنطقة الى حديقة خضراء، ومعالجة التلوث النفطي الناجم عن العدوان الإسرائيلي في تموز (يوليو) 2006، والتغني بإنجازات وهمية.
لم يتطرق وزير البيئة إلى ملف النفايات الماثل كمشهد يومي في المدن والبلدات والقرى وفي الساحات، ولم يقارب “الإبداع” اللبناني في ردم البحر لصالح مشاريع مطامر يفترض أنها صحية! ولم يجد غضاضة في اعتلاء منبر سبقه إلى اعتلائه الرئيس الأميركي، وكأن لبنان ينعم ببيئة سليمة ونظيفة، وأن لا مجازر يومية تطاول الطيور المهاجرة والمقيمة، ولا جبال قضمتها المقالع والكسارات، ولا مرامل تنهش غابات وأحراج لبنان، ولا فضيحة بحجم تلوث أهم أنهر لبنان (الليطاني) وبحيرة القرعون، ولا تقاعس النيابات العامة البيئية عن دورها، وترك المعتدين على البيئة طلقاء، ولا تلوث أكثر من 80 بالمئة من المياه الجوفية بسبب عدم وجود معامل ومحطات معالجة وتكرير، ولا مشاريع السدود التي لا جدوى منها وتعرض لبنان لمشكلات هو في غنى عنها… الخ.
ما يدعو للاستغراب بداهةً، أن المشاركين في مؤتمر واشنطن غير بعيدين عن المشهد البيئي والصحي في لبنان، في زمن العولمة والاعلام الالكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي، وما يثير الفضول، نطرحه بصيغة سؤال: كيف تلقف المشاركون في المؤتمر كلمة وزير البيئة اللبناني؟!
