باسكال صوما – السفير
برغم كل الصعوبات، يحاول المركز اللبناني لحفظ الطاقة جعل فسحة الضوء تتسع، فيما تزنر العتمة معظم المناطق اللبنانية، وها هو البلد يرزح تحت وطأة الفساد والصفقات والتلوث والنفايات.
«منتدى بيروت الدولي السابع للطاقة» الذي رعاه وزير الطاقة والمياه أرتور نظريان ونظمه المركز اللبناني لحفظ الطاقة ومجموعة «Group MCE» افتتح أمس بالموسيقى والأغاني الجميلة، حيث صدحت السيدة فيروز بأصوات جوقةٍ من الأطفال الصغار، غنوا من أجل البيئة ومن أجل الاهتمام بموضوع الطاقة البديلة والتنمية المستدامة ومن أجل حقوقهم وحقوق الأجيال الآتية.
في هذا الإطار، يشدد نظريان لـ «السفير» على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في موضوع الطاقة والتنمية المستدامة، فلكلّ طرفٍ دوره، منوهاً بدور مصرف لبنان في هذا السياق عبر تأمين القروض للقطاع الخاص حتى يستطيع الاستثمار ومواكبة الدولة. ويقول: «الدولة تدعم مادياً من خلال مصرف لبنان، ووزارة الطاقة تحاول بقدر إمكانياتها مواكبة القطاع الخاص وتسهيل أموره ودعمه».
وفي الافتتاح، بشر نظريان اللبنانيين بأن «لبنان شهد في العام 2016 تطوراً ملحوظاً في قطاع الطاقة المتجددة»، مشيراً إلى أن «القطاع العام أنجز ثلاث محطات شمسية بقدرة 1 ميغاوات لكل منها، في مقابل أكثر من 20 ميغاوات من المحطات الشمسية المركزية».
يذكر أن لبنان يحتاج حاليا الى حوالي 3200 ميغاوات من الكهرباء، لا ينتج منها سوى نحو 1600 ميغاوات، ويبقى ناقصاً 1600 ميغاوات أخرى. فهل 3 ميغاوات من قبل الدولة الكريمة تعتبر إنجازاً؟
ووفق حسابات بسيطة لكل ميغاوات قدرة إنتاج تساوي حوالي 4348 أمبير أي ما يؤدي الى تغذية 217 منزلاً، و3 ميغاوات تغذي 651 منزلاً تقريباً!
وتابع نظريان: «تتماهى هذه الدينامية مع محاور الخطة الوطنية للطاقة المتجددة للأعوام 2016 ـ 2020 والتي تشكل طاولة حوار لاستقطاب جميع المعنيين لتحقيق أهداف الحكومة اللبنانية المرسومة للعام 2010. وفي هذا الإطار تسعى وزارة الطاقة والمياه ليقوم القطاع العام وحده بتركيب حوالي 30 ميغاوات من الطاقة الشمسية بحلول العام 2020 وفق خطٍ تصاعديّ» (30 ميغاوات خلال أربع سنوات أي تغذية حوالي 6510 منازل)..
وأشار نظريان إلى أنه «يجري التفاوض حالياً بالتعاون مع المركز الاقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة على تحديد أسس التفاوض الموضوعية لأسعار شراء الطاقة من الشركات الثلاث المؤهلة تقنياً، لمناقصة إنتاج الطاقة من الرياح بقدرة 200 ميغاوات، بخاصة أن التفاوض يتم من خلال لجنة وزارية تضم الجهات المعنية، ولا سيما رئاسة الحكومة ووزارة المالية».
وأفاد نائب رئيس «المركز اللبناني لحفظ الطاقة» زياد الزين بأنه «في العام الماضي تم الإعلان في افتتاح المنتدى السادس عن إطلاق مناقصة مشروع بناءً على بناء محطة شمسية بقدرة واحد ميغاوات في منشآت النفط في الزهراني، واليوم وفي النسخة السابعة وبعد مرور أقل من عام نعلن عن إنجازها وافتتاحها».
وتم خلال الافتتاح في فندق «لو رويال ضبيه» توزيع جوائز سفراء الطاقة 2016: عن فئة الادارات العامة فاز مجلس الانماء والاعمار برئيسه نبيل الجسر، عن فئة المنظمات الإقليمية والدولية فاز المركز الاقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وتسلم الجائزة المدير التنفيذي أحمد بدر، عن فئة الفرد اللبناني الناشط في مجال التنمية المستدامة فاز الزميل مارسيل غانم، وعن فئة الشركات اللبنانية الرائدة فاز «فرنسبنك» وتسلم الجائزة مديره العام الوزير السابق عدنان القصار. كذلك وزعت الجوائز على 20 طالبا وطالبة من مدارس مختلفة، اختيرت رسومهم كأفضل رسوم حول موضوع الطاقة.
وبمحاذاة المنتدى يقام معرض كبير وتنظم ورش عمل واجتماعات مركزية كما توقع اتفاقيات حول موضوع الطاقة.