شارك رئيس مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية “كوب 22” COP22، الذي سينظم في مدينة مراكش، في الفترة ما بين 7 و 18 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل الوزير المغربي صلاح الدين مزوار Salaheddine Mezouar، في اجتماع حول الطاقات المتجددة بأفريقيا، أقيم في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، برعاية المغرب إلى جانب فرنسا بحضور رئيسها فرانسوا هولاند ورئيسة “كوب 21” سيغولين روايال، ومصر التي حضر رئيسها عبد الفتاح السيسي فعاليات الاجتماع، إلى جانب ماكي سال رئيس السينغال، ورئيس غينيا ألفا كوندي وعدد من وزراء خارجية الدول الأفريقية.
جاء الاجتماع للبحث في سبل إيجاد مصادر تمويل مشاريع الطاقات المتجددة في أفريقيا وإنجاح محطة الانتقال الطاقوي فيها.
وأكد الدين مزوار في مداخلته، على أن إيجاد إجابات ملموسة للقضايا والتحديات التي تواجه القارة الأفريقية في المجال الطاقوي يشكل أولوية في “كوب 22″، مشددا في الوقت عينه على أن المغرب يعتبر أن أفريقيا قادرة على بناء نموذجها في التنمية، بأن تعتمد على مواردها الذاتية، داعيا إلى مواكبة دولها بالخبرة اللازمة ونقل التكنولوجيا وتقوية قدراتها مع ضرورة تحفيز المشاريع التنموية الكبرى استجابة لمتطلباتها في التنمية.
حزمة من المشاريع
ونوه مزوار أيضا بالدور الذي يلعبه “البنك الأفريقي للتنمية” وتفانيه والتزامه في تمويل مشاريع هامة بأفريقيا، مؤكدا أن “كوب 22” سيكون الإنجاز والتجسيد العملي لاتفاق باريس حول التغيرات المناخية، مع التشديد على أهمية تحديد المشاريع الملموسة التي تهم الطاقات المتجددة، إضافة إلى قضايا أخرى مرتبطة بها كالأمن الغذائي.
ودعا رئيس كوب 22 إلى وضع آليات ملموسة لتمويل المشاريع بالشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص، معتبرا أن المغرب يضع رهن إشارة أشقائه الأفارقة تجربته وخبرته في مجال الطاقات المتجددة.
وقال مزوار: “إن هناك الكثير من الثقة في الخلاصات التي سيخرج بها المؤتمر”، مضيفا أن “الاختيار تم منذ البداية، أي التوصل إلى نتائج ملموسة”، وأشار إلى أن المجتمع الدولي قام بالتزامات بباريس، لافتا إلى أن الأوان قد حان لتنفيذ هذه التعهدات بمراكش.
وفي معرض حديثه عن المبادرة الإفريقية للطاقات المتجددة، أشار مزوار إلى ضرورة المرور إلى العمل، بعد “القيام بالمعاينة وتحديد الاشكاليات”.
وتحدث عن حزمة من المشاريع على “درجات مختلفة من النضج”، مبينا أهمية وجود آليات لتسريع التمويل والمواكبة، من أجل مساعدة أفريقيا على التقدم على طريق التنمية ومكافحة التغيرات المناخية، وأكد أن المغرب يعمل وفق هذا المنظور ويضع خبرته رهن البلدان السائرة في طريق النمو في أفريقيا، خصوصا في ما يتعلق بهيكلة المشاريع في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص.
وأضاف مزوار، في السياق عينه، أن المشاريع التي أطلقها المغرب “لاقت اهتماما كبيرا من طرف المانحين”، لأن المملكة اختارت “مقاربة صحيحة وخطوة براغماتية”.