مخاطر التغيرات المناخية وارتباطها بالأمن الغذائي، وندرة المياه والهشاشة الاجتماعية لبناء القدرات في المنطقة العربية، عناوين أساسية لورشة عمل إقليمية تستضيفها العاصمة المصرية القاهرة يوم الأحد 25 أيلول (سبتمبر) الجاري، وينظمها “المجلس العربى للمياه” Arab Water Council، بالتعاون مع “برنامج الغذاء العالمي” World Food Program أو الـ WFP، وستكون مخصصة للبحث في موضوع “مفهوم الهشاشة الاجتماعية في المنطقة العربية”.
تستمر الورشة لثلاثة أيام متتالية، وستناقش أيضا سبل تحقيق التنمية المستدامة بشكل أفضل على المستوى الإقليمي، فضلا عن توضيح مفهوم الهشاشة الاجتماعية وتقييم مدى تأثرها بالمخاطر الرئيسية الناجمة عن النزاعات والفقر، إضافة إلى تغير المناخ وندرة المياه وصولا إلى الأمن الغذائي.
المشاركون
ومن القرر أن تبدأ الجلسة الافتتاحية التي تعقد في فندق “إنتركونتيننتال سيتي ستارز” InterContinental City stars في مدينة نصر الدكتور محمود أبو زيد، رئيس المجلس العربي للمياه، والدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري في مصر، وبحضور الدكتور جمال الدين جاب الله، مدير إدارة البيئة والإسكان والموارد المائية والتنمية المستدامة في جامعة الدول العربية، وكارلو سكاراميلا نائب المدير الإقليمي للمكتب الإقليمى لبرنامج الغذاء العالمي والفاو، واليونسكو والجامعة العربية، والوكالة الألمانية للتنمية، وممثلين عن تونس، المغرب، لبنان، الأردن، سوريا، السعودية، ووزارات الري، والزراعة، والتخطيط، الجامعات، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والزراعة، فضلا عن مشاركة مجموعة من الشخصيات العامة، من بينها الدكتور جودة عبد الخالق، وزير التضامن الاجتماعي الأسبق في مصر.
أبو زيد
وأعلن الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربي للمياه، أن ورشة العمل التي تقام تحت مظلة جامعة الدول العربية، تسعى إلى توفير الأساس العلمي لوضع سياسات الحد من الكوارث والتنبؤ المبكر بالمخاطر، من خلال تحديد مؤشرات متعددة المستويات وقابلة للقياس وخرائط قادرة على تحليل أوجه الضعف الاجتماعي، والقدرة على مواجهة المخاطر البيئية والمناخية القصوى في المنطقة العربية.
واشار إلى أن “المشاركين في الورشة سيعرضون البيانات وطرق الرصد وتحديد المؤشرات المطلوبة للمضي قدما في طريق الفهم الصحيح للضعف المجتمعي، وكيفية معالجته في المنطقة العربية، وذلك من خلال 4 جلسات فنية تتناول موضوعات الهشاشة الاجتماعية، وتبادل المعلومات المتعلقة بها على المستويين الوطني والإقليمي”.
وأكد أبو زيد أن ورشة العمل تأتي في إطار مبادرة جامعة الدول العربية حول مخاطر التغيرات المناخية وارتباطها بالأمن الغذائي وندرة المياه والهشاشة الاجتماعية، لبناء القدرات في المنطقة العربية مع الشركاء من المنظمات الإقليمية والدولية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وبرنامج الغذاء العالمي WFP، ومكتب الأمم المتحدة للحد من المخاطر UNISDR وغيرها، مبينا أهمية تلك المبادرة التي تركز على أربعة مجالات رئيسية للعمل بالتنسيق بين الشركاء.
استراتيجيات وسياسات
وحدد أبو زيد المجالات الأربعة على النحو الآتي:
أولا: توفير البيانات حول المخاطر المناخية والكوارث، وتدهور الأراضي، وانعدام الأمن الغذائي والمائي والضعف الاجتماعي أمام متخذي القرار.
ثانيا: توفير الأدوات والتقنيات لتلافي المخاطر الناجمة عن تغير المناخ والكوارث، وزيادة جفاف الأراضي، وانعدام الأمن الغذائي وندرة المياه وتأثير ذلك على التنمية البشرية في المنطقة العربية.
ثالثا: إعداد القيادة المحلية للتعامل مع تلك المخاطر المناخية، وصياغة وتنفيذ أطر السياسات التي تدعم تنمية الأراضي، والأمن الغذائي والمائي والتنمية المحلية.
رابعا: وضع استراتيجيات وسياسات تهدف إلى التغلب على الحواجز التنظيمية والمالية والمعلوماتية لزيادة الاستثمارات في تغير المناخ، والحد من مخاطر الكوارث لتحقيق التنمية القائمة على الصمود.
انعدام الأمن الغذائي والمائي
ومن جانبه، أكد الدكتور حسين العطفي الأمين العام للمجلس العربي للمياه، أهمية ورشة العمل لمناقشة ووضع أطر لمواجهة المخاطر التي تواجهها المنطقة العربية جراء التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، وتأثير ذلك بشكل كبير على الواردات الغذائية، ودور الحكومات في وضع السياسات على المستويين الوطني والمحلي، ودور المنظمات الدولية في دعم الحكومات إقليميا ودوليا وبناء القدرات لمواجهة تلك المخاطر.
وأضاف العطفي: “إن المنطقة العربية هي الأكثر معاناة من ندرة المياه في العالم، ومعرضة بشدة لخطر الجفاف، بالإضافة إلى ما تشهده من صراعات ونزاعات، ما يؤدى إلى فقدان سبل كسب العيش، وارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية وانخفاض القوة الشرائية، ولا سيما لأولئك المستضعفين والفقراء والمهمشين والنازحين”، لافتا إلى أن “النزاعات بالمنطقة أدت إلى موجات من الهجرة وتوترات اجتماعية، وساهمت في انعدام الأمن الغذائي والمائي في كثير من البلدان خصوصا في سوريا والأراضي المحتلة”.
