للمرة الأولى بدأ ينتشر القراد القاتل الذي يقتل 30 بالمئة من الناس المصابين به في غرب أوروبا، هذا ما نشرته الصحافية المتخصصة في علم الحيوان فيونا ماكدونالدFiona Macdonald في التاسع عشر من أيلول (سبتمبر) الجاري 2016، وبشكل عام، وحتى هذا التاريخ، تم تسجيل حادثتين كانتا قاتلتين في إسبانيا، إلا أن المركز الاوربي للوقاية ومراقبة الأمراض European Center Of Disease Prevention And Control المعروف اختصارا بـ ECDC بدأ بتحذير المسافرين إلى غرب أوروبا ومتسلقي الجبال والممرضين والعمال الزراعيين للابتعاد والحذر من أماكن تواجد القراد والحيوانات المصابة.
يقول هيرفي زيللرHerve Zeller من مركز الوقاية الاوروبي للسيدAndy Coghlan من موقع العلماء الجددNew scientist “لقد حددنا الخطر الذي يمكن أن تتعرض له المجموعات الانسانية مثل مربي الحيوانات والصيادين الذين يكونون متواصلين مع الحيوانات بشكل دائم”، وأضاف أنه “يمكن أن يكون القراد على أجسامهم وعند محاولة قتله أو سحقه ومسحه من على الجلد، يخشى من أن يبقى جزء من الحشرة داخل الجلد ويتعرض الجسم للإصابة”.
المرض معروف تحت اسم CCHF، وهو ناتج عن جنس القراد Hyalomma الذي يعيش داخل مزارع تربية الحيوانات عبر آسيا وأوروبا وأفريقيا، لكن من حسن حظ الحيوانات أنه نادراً ما تظهر تأثيراته بعد الاصابة، إلا أنه عندما يصاب به الانسان فيمكن أن تظهر أعراض خطيرة (حرارة مرتفعة، إقياء، نزيف من الأنف وبراز أسود)، وخلال أسبوعين فقط، فإن 30 بالمئة من المصابين يتعرضون للموت. حالياً لا يتوفر لقاح ضد CCHF، وبالرغم من أنه ينتشر نتيجة عضة قرادة، إلا أنها يمكن أن تنتقل نتيجة الوصول إلى الدم، وهذا ما يخشى منه لعمال المسالخ الذين يتواصلون مع دم الحيوانات.
خلال هذا العام فقط توفي أكثر من 20 مواطناً في باكستان نتيجة الاصابة بالـCCHF ، وأول شخص أصيب في أوروبا كان بعمر 62 سنة، وهو متسلق جبال سابق بالقرب من Avila في اسبانيا، وقد توفي في 25 آب (أغسطي) من العام الحالي، ولكن ليس قبل أن ينقل الفيروس إلى ممرضه الذي كان بعمر 50 سنة، والذي كان يشرف على علاجه في مدريد، الواضح أنه تم انتقال العدوى من خلال الدم. قام الاطباء بوضع أكثر من 200 ممرضا تحت المراقبة، كي لا ينتشر المرض، وتدل المؤشرات الآن على استعادة عافيتهم.
من خلال مراجعة التقرير عن الحالتين، أكد المركز الاوروبي ECDC أن الفيروس جلب إلى اسبانيا عن طريق الطيور المهاجرة من المغرب ومناطق أخرى من شمال أفريقيا، حتى أن القراد قد انتقل من الطيور إلى حيوانات المزرعة وانتشر نتيجة تنقلاتهم.
الخبر السار يقول زيللر Zeller، هو أن الفيروس قد تم اكتشافه على الحيوانات بالقرب من الحدود الاسبانية البرتغالية منذ عام 2010، لكنه أخذ هذا الوقت الطويل لينتشر، ولذلك أغلب الدراسات كانت تقول أن المخاطر قليلة، والدليل على ذلك أنه خلال السنوات السابقة لم تظهر إلا إصابة واحدة، لذلك نقول أنها نادرة.
جنس القراد HYALOMMA وجد في جنوب فرنسا واسبانيا، لكن يخشى كثيراً على الموائل الحيوانية الموجودة، مثل السلاحف والسحالي والابقار والحمير والارانب البرية والثعالب، هذا ما أضافهCheryl whitehorn من مدرسة لندن للصحة والطب المداري، لكن خطرا قليلا لا يعني صفر خطر، لذلك ينصح المركز الاوروبي ECDC السياح والمسافرين إلى غرب أوروبا بارتداء بنطال طويل وقميص كم طويل، بالإضافة إلى طارد للحشرات، لكي يتجنبوا أي عضة من القراد. وختم التقرير بأن “نسبة الاصابة منخفضة حاليا في اسبانيا، لكن وجود حالات متزايدة ممكنة”.
يقدر عدد أنواع القراد Ticks بالعالم بأكثر من 800 نوعا، وهي كائنات مفصلية الأرجل صغيرة الحجم تعود لصف العناكب فهي ذات ثمانية أرجل، تتواجد أغلب أنوع هذه الحشرة بشكل عام في افريقيا وأميركا، حتى أنه في هاتين القارتين هناك تواجد لأكبر نوعين من القراد، وهي تمتص دماء الحيوانات وتنقل الأمراض من خلال الدم الذي تحمله في فمها من مخلوق لآخر، الحشرة تمتص دم الانسان أيضاً إذا تواجد في بيئتها.
قرأت تحذيرا للاخوة المهاجرين في ألمانيا من أحد المواقع العربية بعدم ترك الأولاد يلعبون على المرج الأخضر والحدائق وأشجار الغابات دون مراقبة، لأن هذه الحشرة تنشط خلال فصلي الربيع والصيف، وأكثر تواجد لها خلال شهر حزيران (يونيو)، تسمى في ألمانيا ZECKE، وقد حذر الكثيرون منه حتى أن لقاحه موجود ويسمى FSME.