تؤكد تقارير العلماء أن المنطقة العربية ستكون أكثر تضررا من تبعات تغير المناخ، فضلا عن منطقة الشرق الأوسط عموما وشمال أفريقيا، باعتبارهما من المناطق الأكثر هشاشة تجاه التغيرات المناخية، ولن تكون لهما القدرة على التكيف مع هذه الظاهرة بالمقارنة مع سائر دول العالم، وهذه واحدة من الإشكاليات التي ستكون حاضرة في مؤتمر مراكش “كوب 22”.

ما استوقفنا في هذا المجال، أن خبيرا سوريا في مجال الاقتصاد الزراعي في “جامعة فلورنسا” University of Florence، وضع نماذج للآثار المالية المترتبة على ظاهرة الإحتباس الحراري لأربعة دول عربية هي: المغرب، الأردن، لبنان ومصر.

ما يدعو للاستغراب أن الخبير أحمد سعد الدين لم نجد له بحثا واحدا على الشبكة العنكبوتية، باستثناء موقع “الفنار للإعلام” Al-Fanar Media، وهو موقع تربوي أكاديمي متخصص في جوانب الحياة الأكاديمية في العالم العربي، ويهدف إلى خلق منصة للحوار داخل وخارج الوطن العربي، بعيدا من القضايا السياسية أو الدينية.

 

باحث متمكن

 

يتعاون سعد الدين مع الباحث المغربي عزيز البحري، أحد كبار الخبراء الإقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة Food and Agriculture Organization “الفاو” FAO التابعة للأمم المتحدة في العاصمة الإيطالية روما.

أكد الباحث سعد الدين أن “لدينا تحليلا متعمقا بخصوص تغير المناخ، من خلال جمع كل البيانات المتاحة أياً كانت”، لافتا إلى أن “معدلات سقوط الأمطار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولا سيما في بلدان حوض البحر المتوسط، تشهد إنخفاضاً مستمراً، وتستهلك الزراعة ما يقرُب من 80 بالمئة من المياه في المنطقة”.

ويهدف سعد الدين والبحري إلى تقييم كفاءة الزراعة خلال رؤية إذا ما كانت تنتج أفضل المحاصيل اعتماداً على المياه المتوفرة أو لا، فضلاً عما يرغب المستهلكون هناك في تناوله.

وفي هذا المجال، نوه البحري إلى أن العمل مع سعد الدين يعني بأن المشروع قد حقق نجاحاً “إنه باحث جيد للغاية وشخص متمكن. إنه مفكر جيد”.

 

إقتصاد الغش الغذائي

 

ويسعى سعد الدين إلى تقديم توصيات حول الكيفية التي يتوجب على كل بلد أن يستخدم مياهه وفقاً لها، إلى جانب السبل التي يمكنه من خلالها التكيف مع ظاهرة التغير المناخي، خصوصا وأن أعداد السكان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا آخذة في الإرتفاع، وهذا يعني بأن الطلب على الغذاء والمياه يمكن أن يتضاعف، وهنا يأتي بحث سعد الدين والبحري مواكبا لمعطيات مؤكدة وقريبة جدا من أرض الواقع.

ورأى البحري أنه “على مدى السنوات القليلة الماضية، أصبحت ندرة المياه في منطقة الشرق الأوسط أولوية. هنالك العديد من المناطق التي تعاني من ندرة المياه. لكن، ليست هنالك منطقة فقيرة بالمياه على قدر ما هو عليه الحال في منطقة الشرق الأوسط”.

وضعت العديد من البلدان في كافة أرجاء المنطقة الممتدة من المغرب وحتى قطر البحث عن مصادر جديدة للمياه كأولوية، ومن شأن عمل سعد الدين أن يكون مهماً بالنسبة للحكومات العربية في مختلف أنحاء المنطقة.

إلا أن سعد الدين لم يهمل القضايا المحلية الإيطالية في الوقت عينه، حيث يعمل مع دوناتو رومانو Donato Romano، المشرف عليه في جامعة فلورنسا، بالتعاون مع وزارة الزراعة الإيطالية، فهم يعملون على قياس حجم ما يعرف بـ “إقتصاد الغش الغذائي” في إيطاليا.

 

رومانو: ذكي للغاية

 

وكان سعد الدين قد أكمل شهادة الدكتوراه في إيطاليا، ولذلك كانت لديه رغبة للبحث عن وظيفة هناك، وبعد مرور بضعة أشهر، وبمساعدة من صندوق إنقاذ العلماء في نيويورك، تمكن من الحصول على مكان له في جامعة فلورنسا. وفي النهاية، أصدرت السفارة الإيطالية له جواز سفر إيطالي خاص باللاجئين ليتمكن وأسرته من السفر دولياً.

وقال رومانو، الذي يعرف سعد الدين منذ عام 2005، يجب أن أقول لك بأنه ذكي للغاية ويعرف كيف يدير ليس القضايا الأكاديمية فحسب، بل شؤون الحياة اليومية أيضاً. لذلك، فليس من الغريب كيف تمكن من النفاذ من خلال البيروقراطية الإيطالية واستقدام عائلته إلى هنا”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This