الإتجار بأنياب الفيلة ووحيد القرن لتمويل الإرهاب… والمجتمع الدولي عاجز!

إذا ما تصرف المجتمع الدولي في مواجهة تعرض الكثير من الكائنات المعرضة للانقراض على النحو الذي يواجه فيه الإرهاب، فلن يُقدر لهذه الجهود النجاح، وحتى الآن هذا ما نتلمسه حيال ما هو قائم في أفريقيا خصوصا، علما أن مواجهة الإرهاب وحماية الحياة البرية غير منفصلين في حدود معينة، خصوصا وأن ثمة تقارير سابقة أكدت أن بعضا من عائدات تجارة العاج، تمول بعض التنظيمات الإرهابية في السودان والصومال، وأن ثمة مافيات تقايض قرون العاج ووحيد القرن (الخرتيت) بالسلاح، علما أن المجتمع الدولي لم يتحرك حتى الآن إلى مستوى يرقى إلى حجم التحديات الماثلة، لجهة وضع حد لهذا التجارة التي تمول حركات إرهابية في أفريقيا ومناطق عديدة من العالم، من ضمن التوجه القاضي بتجفيف مصادر تمويل الارهاب.

ولا نستغرب ما صدر يوم الأحد 25 أيلول (سبتمبر) الجاري 2016 عن “الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة” International Union for Conservation of Nature الـ IUCN من أن اعداد الفيلة في أفريقيا بلغت ادنى مستوى لها منذ 25 عاما، في ما يفسر بشكل أساسي بالصيد غير الشرعي الذي تقف وراءه عصابات منظمة تحظى بدعم جهات من خارج القارة السمراء.

تجدر الإشارة إلى أنه يعيش في أفريقيا حاليا نحو 415 ألف فيل، أي 111 الفا اقل مما كان الحال عليه في العقد الماضي، بحسب تقرير “الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة” الأخير.

اتفاقية “سايتس”

 

وقال الاتحاد في بيان صدر مؤخرا أن “الارتفاع الكبير في الصيد غير الشرعي للفيلة، في القارة الأفريقية، الذي يسجل منذ نحو عشر سنوات، هو السبب الاساسي في مثل هذا الانحسار”.

ويضاف الى هذا السبب عوامل اخرى، ولا سيما منها انحسار المواطن والموائل الطبيعية للفيلة. وتقتل الفيلة الافريقية طمعا بأنيابها العاجية التي تباع بأسعار باهظة، وخصوصا في الاسواق الآسيوية، حيث ما تزال تسود معتقدات شعبية تفيد بأن أنياب الفيل ووحيد القرن وأعضاء أخرى من الحيوانات المفترسة كالنمور والأسود، يمكن أن تعالج أمراضا مستعصية، وأنها تزيد القدرة الجنسية، بالرغم من أن دراسات عديدة دحضت مثل هذه الادعاءات.

وصدر هذا التقرير في الوقت الذي تعقد فيه قمة “اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض “Convention on International Trade in Endangered Species of Wild Fauna and Flora المعروفة باتفاقية “سايتس” CITES، التي افتتحت السبت في مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، وستناقش اجراءات جديدة لحماية الانواع المهددة.