الغذاء الصحي يعني التنويع في تنأول المأكولات حتى يحصل الطفل على العناصر الغذائية التي يحتاجها للنمو الطبيعي. ومع بداية الموسم الدراسي تواجه الامهات مشكلة اعداد وجبة الافطار المناسبة، أو البحث عن نظام غذائي صحي، فكثيراً ما تحار الأم في اختيار نوعيات الطعام التي يفضلها الابناء من جهة، والتي تمدهم بالعناصر الغذائية الاساسية لاكسابهم النشاط اللازم لمواصلة يومهم الدراسي من جهة ثانية.
الاخصائية في علم التغذية كارين الحداد، تشدد في حديث لـ greenarea.info الى ان أفضل طريقة للتأكد من أن الأطفال يحصلون على ما يحتاجونه من مغذيات، تكون من خلال التنويع بالمأكولات المغذية والقليلة الدهون والسكر.
لا يمكن فصل النظام الغذائي في الايام المدرسية عن نظيره في كافة الايام، وفي هذا السياق اكدت الحداد على “انه نظام عيش صحي وسليم يجب تقديمه للأولاد منذ الصغر على ان يشمل البروتين، الكاربوهيدرات، الدهون، الفيتامينات والمعادن”.
وفي تفاصيل يوميات الطلاب، نوّهت الحداد إلى ضرورة استهلاك الاطفال في عمر الدراسة الأولى لكوبين على الاقل من الحليب يومياً، وشددت على اهمية تناول الفطور، الذي “يمكن تنويعه بين رقائق الذرة والحليب أو لفافة (sandwich) من مختلف انواع الالبان والاجبان الغنية بالكالسيوم التي يحتاجها الجسم لبدء اليوم بنشاط بدني وذهني، أو حتى يمكن تناول اللبن الجاهز والمنكّه بطعم الفاكهة”.
لمزيد من التنويع، “يمكن الاعتماد من وقت الى آخر على لفافة (شوكوماكس) على ان نضيف اليها الموز، أو العسل مع الزبدة، وانما ليس بصورة مستمرة لانها تفتح الشهية على الوجبات السريعة والدسمة”.
أما زوّادة المدرسة، فيجب ان تحتوي علبة الطعام على نشويات، بروتينات ونوع من انواع التحلية، وبالتالي، فإن لفافتين هما ضروريتان بالخبز المفضّل لدى الطفل، ان كان الخبز الطري أو الافرنجي أو العربي. وبينما شددت الحداد على “ضرورة التنبّه الى حالة الطفل البدنية ان كانت تميل نحو البدانة”، فقد نصحت “بالخبز المتعدد الحبوب بسبب احتوائه على نسبة زيوت وأوميغا 3 أكبر من تلك الموجودة في الخبز العادي”.
الاجبان تأتي في المرتبة الأولى، وتلك البيضاء هي المفضلة لدى الحداد، اضافة الى القشقوان والكيري أو البيكون، مع التنبيه الدائم بأن تلك الانواع الاخيرة تزيد من نسبة البدانة، وبالتالي، لا تناسب الطفل الذي يميل الى السمنة. كما تنصح الحداد باستهلاك صدر الحبش كوجبة اضافية على المدرسة. وفي سبيل التنويع، يمكن اعطاء الطفل عرنوس ذرة طبيعي غير معلّب كاملاً أو مقطعاً في علبة صغيرة.
وبينما “لا غنى عن الزعتر” كما تقول الحداد، الا انها في المقابل لا تحبّذ الانواع المختلفة من “المارتديللا” و”الجانبون” بسبب كمية الملح الكثيرة التي تحتويها، في حين ان جسم الطفل لا يستطيع تصريفها بشكل سريع، لذلك نصحت بعدم الاكثار منها.
بالنسبة للاطفال الذين تخطوا المرحلة الدراسية الأولى والمتوسطة، واذا كانت المدارس من تلك المجهّزة بـ “كانتينات” للاكل “يمكن اعطاء الأولاد لفافة روستو أو دجاج، فهذا النوع من الطعام يمكن تناوله بارداً، كما يمكن تنكيهه ببعض الخردل أو صلصة الافوكادو”.
بالنسبة الى المنقوشة المتداولة كثيراً في أكشاك المدارس، اعتبرتها الحداد “مقبولة من وقت الى آخر مع ضرورة تحضيرها في المنزل وليس شراءها من أكشاك المدارس لمعرفة الكمية التي يأكلها الطفل. وبقدر ما تكون عجينتها رقيقة بقدر ما تكون أفضل لتخفيف نسبة النشويات المستهلكة”.
بالنسبة للوجبة الخفيفة أو الـ “snack”، اعتبرت الحداد ان كل الاطفال بحاجة لها، وبالتالي فان الانسب هو “ارسال البسكوت المحشو بالشوكولا بقطع صغيرة، أو قطع من قالب حلوى ناشف محضّر في المنزل. في المقابل، تعتبر الفاكهة من اهم المحليات للطفل وهي متوافرة صيفاً وشتاء، فيمكن اعطاء موزة، تفاحة، أو اي من انواع فاكهة الموسم، فضلاً عن امكانية تحضير سلطة من الفاكهة أو استبدالها بالجزر”.
من المدرسة الى المنزل
اصبحت الساعة الثانية ظهراً وحان موعد العودة الى المنزل، في هذا المجال نصيحة قدمتها الحداد لكل الامهات، لجهة الاخذ بعين الاعتبار تناول اطفالهم للنواشف طيلة فترة المدرسة، وبالتالي، فإن اليخاني هي الخيار الافضل، بعيداً من البطاطا والهامبرغر أو البيتزا، التي يمكن تمريرها من وقت الى آخر.
وتحدثت الحداد عن “ضرورة تنوّع الاطباق اسبوعياً بين مرة الى مرتين من الحبوب، مرتين من الخضار مثل الملوخية والسبانخ، وثمار البحر مرة على الاقل مع عدم نفي ضرورة اللحوم في اليخاني”. اما السلطة، فهي من العناصر الاساسية، فتنصح بها الحداد في غالبية الأوقات تبعاً لنوع الطعام المقدّم، مع ضرورة البدء يها اذا كان الطفل يميل الى السمنة، فيستفيد منها ويقلّ تناوله بشراهة لانواع الطعام الاخرى”.
الوجبة الخفيفة في فترة بعد الظهر تختلف اهميتها مع اختلاف موعد النوم مساء، فبالنسبة لمن لا يخلدون الى النوم بين السابعة والثامنة، فهي غير ضرورية، اما بالنسبة للاطفال الاكبر عمراً وينامون عند التاسعة مساء، فيمكن ان تكون عبارة عن بوظة أو فاكهة، كاسترد أو حلوى هلامية.
بالنسبة الى العشاء “لا يجب ان يكون من انواع الطبخ ولا المعكرونة بل يمكن الاكتفاء بلفافة صغيرة من الاجبان أو طبق شوربة في فصل الشتاء، أو اي نوع من السلطة التي تحتوي على بروتيين كالسمك أو التونا، كما يمكن من وقت الى آخر تقديم البيض للاطفال كوجبة مسائية خفيفة”.
في هذا السياق، نصحت الحداد بـ “عدم تقديم التونا بالماء للاطفال لانها تحتوي على نسبة املاح عالية، ومن المحبّذ استهلاك التونا بالزيت مع ضرورة تصفية الزيت جيداً لانه يحتوي على نسبة أوميغا 6+ اكثر من نسبة الأوميغا 3”.
نصائح متفرقة
في نصائح متفرقة لاعتماد نظام غذائي سليم ومتنوّع، شددت الحداد على حاجة الطفل للأوميغا 3 لضمان نمو خلاياه بطريقة سليمة ومتوازية، وبالتالي، “فإن زيت الزيتون يحتوي على نسبة كبيرة من هذه المادة، فضلاً عن المكسرات النيئة كالجوز واللوز والتي يمكن شيّها على النار ان اقتضى الامر دون اضافة الزبدة أو الزيت، ويمكن ان تشكل هذه الانواع من المكسرات نوعاً من الوجبات الخفيفة التي تعطى للاطفال قبل الظهر أو بعده”.
تفضّل الحداد تجنب المقرمشاتships الا في المناسبات، لأن الطفل في النهاية قد يستحلي التذوّق، الا انها فضلت استبداله بما يسمى”baton sale” والكراكرز مع ضرورة تقديم الفاكهة مرتين في النهار والخضار 3 مرات في اليوم.
في النهاية، يبقى الحفاظ على نظام غذائي صحي من واجبات الاهل لضمان نمو اطفالهم بطريقة سليمة، وهذه نصائح موقعنا greenarea.info وكل عام دراسي واطفالنا في الف خير.