تنتهج دولة الكويت سياسة صارمة للحفاظ على الطيور المهاجرة، خلافا لما هو قائم في لبنان والعديد من دول الشرق الأوسط وأوروبا، كاليونان وقبرص وإيطاليا وغيرها، وسط إجراءات حماية مكثفة ترسخ مفهوم الاستدامة، والتحول من قتل واصطياد الطيور إلى تبني رصدها في هجرتها الموسمية كنوع من السياحة البيئية.
وفي سياق متابعة موقعنا greenarea.info للظروف البيئية في المنطقة العربية ودول حوض البحر الأبيض المتوسط، ولا سيما في مجال الممارسات المستدامة والحفاظ على التنوع البيولوجي، نلقي في ما يلي الضوء على فريق “رصد وحماية الطيور” في “جمعية حماية البيئة الكويتية” Kuwait Environment Protection Society، الذي رصد يوم الثلاثاء 27 أيلول (سبتمبر) أعدادا كبيرة من الطيور الجارحة، وهي تعبر أجواء دولة الكويت، وذلك في خلال رحلتها الخريفية المعتادة في هذه الفترة من كل عام.
قاعدة بيانات
وبحسب موقع “القبس” الالكتروني، فقد رصد فريق حماية الطيور يعمل على إعداد قاعدة بيانات وتقارير لمتابعة أعداد الجوارح لمعرفة التغيرات في أعداد الجوارح التي تمر على الكويت سنوياً.
وأشار عضو فريق حماية الطيور في جمعية حماية البيئة الكويتية محمد خورشيد إلى أن “فريق الرصد من من خلال الطلعات اليومية والانتشار في الأماكن المهمة لعبور الجوارح، رصد أعدادا كبيرة من طيور الجوارح خصوصا في الأيام الثلاثة الماضية”، لافتاً إلى أن “ذروة العبور كانت بسبب الرياح الشمالية”.
وأظهر خورشيد بعض الإحصائيات لأكبر الأعداد التي تم رصدها الأيام الماضية اعتبارا من تاريخ 23 إلى 25 أيلول (سبتمبر)، منوها إلى أن أعدادها قدرت بالمئات، وذكر أنه تم رصد طائر “حوام السهول” بعدد 1500، و”عقاب البادية” بعدد 180، وبلغت أعداد “حوام العسل الأوروبي” نحو 43، فيما كانت أعداد “حوام العسل المقنزع” 11، ولفت إلى أن “طائر السبر” تم رصده بعدد 14 طائرا، و”العقاب الملكي” 6، فيما بلغت أعداد “عقاب الحيات” 19، و”النسر المصري” 9 طيور، كما أنه تم رصد 37 طائرا من “الحدأة سوداء الأذن”.
تنظيف البيئة
وقال خورشيد: “ان هذه الجوارح تبدأ بالهبوط في المناطق المفتوحة والمزارع قبل غروب الشمس “حيث انها لا تقوم بالهجرة ليلا وتبيت حتى النهار وتبدأ بالطيران عند الساعة الثامنة والنصف صباحا، وتبدأ تيارات الهواء الساخن بالارتفاع وهي تستخدمها مثل المصعد للارتقاء لارتفاعات شاهقة”، لافتا إلى أنها تشكل أسرابا كبيرة تتراوح ما بين 20 إلى 60 طائرا في السرب وأحيانا يصل إلى الـ100 طائر، منوها إلى أن السرب لا يقتصر على نوع واحد من العقبان، قائلا: “أحيانا نجد أكثر من خمسة أنواع تجتمع في سرب واحد، وتنطلق في نفس الاتجاه لأنها تعتمد نفس طريقة الطيران (الحوم) وهدفها واتجاهها واحد”.
ولوحظ في السنوات الأخيرة ارتفاع عدد مشاهدات “حوام العسل الشرقي”، وهو الأندر والأقل عددا بين العقبان، وعزا الأمر إلى “الانتشار الجيد لأعضاء الفريق والتخطيط المسبق والتوقع الجيد لأماكن العبور ومتابعة حالة الطقس”.
وشدد خورشيد على أن الفريق يدعو إلى الاهتمام ولفت الانتباه إلى أهمية هذه المخلوقات التي لها أهمية في حياة الإنسان، قائلا “تسهم في تنظيف البيئة من الأمراض الناتجة عن الجيف والقضاء على الكثير من الأمراض عن طريق نظامها الغذائي»، كما يدعو الفريق المواطنين إلى عدم التعرض لهذه المخلوقات الجميلة وعدم صيدها وتركها تكمل رحلتها بسلام لننتظر مشاهداتها في كل سنة بأعداد متزايدة ولا نفقدها في يوم من الأيام.
14 نوعا من الجوارح
وذكر أن مراقبة ورصد عبور الجوارح إلى دولة الكويت من أهم مهام الفريق “حيث يقوم بالتجهيز والإعداد لهذه المناسبة في كل سنة، ويقوم الفريق بتوزيع المهام وتقسيم افراد الفريق إلى مجموعات تتوزع في اماكن العبور المتوقعه، بناءً على معلومات سابقه استطاع الفريق جمعها من خلال سنوات من الرصد والتوثيق والتواصل مع خبراء الجوارح”، مبينا أن الكويت من اهم المواقع والنقاط الرئيسية لعبور الجوارح من حيث الموقع الجغرافي في الإقليم الغربي.
وتابع: “تمر في أجواء الكويت في هذه الفتره أنواع عدة من الجوارح تصل إلى 14 نوعا، منها الكبير والصغير أثناء رحلتها من أوروبا وآسيا الوسطى إلى أفريقيا لقضاء فصل الشتاء في الأماكن المعتدلة، ومن خلال المراقبة والرصد في السنوات السابقة توصل الفريق إلى أن بعض الجوارح الكبيرة كانت تأتي من روسيا وكازاختستان”.