ثمة مخاوف حذرت منها اليوم 29 أيلول (سبتمبر) “المنظمة العالمية للأرصاد الجوية” World Meteorological Organization، معربة عن قلقها حيال ذوبان التربة المتجمدة في القطب الشمالي الذي قد يطلق كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، فضلا انصهار الجليد البحري، والذي من شأنه أيضا أن يوقف رحلات النقل البحري بين أوروبا وشرق آسيا، مع احتمال وقوع حوادث في المياه الخطرة، وما قد تتسبب به من انسكابات نفطية، لن يكون تنظيفها بالأمر السهل.
وحذرت “المنظمة العالمية للأرصاد الجوية” والمعروفة أيضا بالــ WMO من تأثير الاحتباس الحراري، الذي وصفته بـ “الهائل وغير المسبوق” الذي تشهده المنطقة القطبية الشمالية على ارتفاع مستوى سطح البحر، وانعكاس هذا الأمر على أنماط الطقس في مختلف أنحاء العالم.
تغير بمعدل غير مسبوق
وأكدت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن “هذا التغيير قد يتسبب بالمزيد من التغيرات في نظام المناخ العالمي، في الوقت الذي لا يمكن للقدرات العلمية الحالية مراقبة معدل التغير والتنبؤ به، ذلك أنه قد أصبح غير واضح المعالم”.
وبحسب البيان، فإن المنطقة القطبية الشمالية تعد إحدى العناصر الرئيسية والعالمية الموجهة لنظام المناخ وتشهد تغيرا بمعدل غير مسبوق. وأضاف البيان أيضا، نقلا عن مدير المنظمة دافيد غريمس David Grimes، أن “العالم بحاجة إلى إنشاء مرصد متخصص للمنطقة القطبية الشمالية للمساعدة في مراقبة هذه التغيرات ومواجهتها، لا سيما وأن درجات الحرارة العالمية ترتفع نتيجة تغير المناخ”.
ويؤكد خبراء المنظمة الأممية أن “الاحتباس الحراري في المنطقة القطبية الشمالية يسير بما يتجاوز ضعف المتوسط العالمي، بل إنه يزيد على ذلك في بعض الأماكن”.
بيتيري تالاس
من جانبه قال الأمين العام للمنظمة، بيتيري تالاس Peteri Talas، في البيان ذاته، “إن انصهار الغطاء الثلجي والجليدي له عواقب بيئية كبيرة بعيدة الأثر، ويمكن أن يسهم في تغيير أنماط دوران المحيطات والغلاف الجوي، كما أن التغيرات في المنطقة القطبية الشمالية كانت إحدى العوامل في تغير أنماط الطقس الشتوي بشكل غير معتاد في أمريكا الشمالية وأوروبا”.
وأضاف تالاس أن “ذوبان التربة المتجمدة في المنطقة القطبية الشمالية يمكن أن يطلق كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وكل هذا ليس إلا جزءا من الدوائر المغلقة الناجمة عن تغير المناخ والتي تتناولها أبحاث علمية مكثفة”.
وأظهر أن “انصهار الجليد البحري من شأنه أن يوقف رحلات النقل البحري بين أوروبا وشرق آسيا، وسيزيد أيضا من احتمالات الحوادث في المياه الخطرة والانسكابات النفطية الذي سيكون تنظيفها أصعب من أي مكان آخر”.
تجدر الإشارة إلى أن “المنظمة العالمية للأرصاد الجوية” تعتبر الهيئة المرجعية الرسمية في منظومة الأمم المتحدة المعنية بالطقس والمناخ والمياه.