حدّدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة، المبعوثة الخاصة لـ “كوب 22” حكيمة الحيطي، بعض العناوين الرئيسية التي ستكون حاضرة بقوة في مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية “كوب 22” COP22، الذي سينظم في مدينة مراكش ما بين 7 و18 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، معتبرة أن المملكة المغربية ستشهد التصديق على اتفاق باريس، لجهة اعتماد وتفعيل آلياته.
وأكدت أن مؤتمر مراكش يتسم بأهمية تاريخية كونه سيشكل فرصة للتصديق على الاتفاق العالمي الأول بشأن المناخ الذي عقد بباريس العام الماضي.
جاءت مواقف الحيطي على هامش أعمال المداولات العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وقالت في حوار خاص مع إذاعة الأمم المتحدة، أن الحكومة المغربية عملت على تعبئة الدول المتقدمة وغيرها من الجهات ذات الصلة والتي شاركت في مؤتمر باريس، من أجل جعل مراكش حدثا للمبادرات والبرامج العملية في مجال التصدي للتغيرات المناخية لصالح السكان الأكثر عرضة لتأثيراتها، خصوصا في القارة الأفريقية.
وأشارت إلى أن “الرئاسة المغربية كان لديها هدف واحد ووحيد، ألا وهو التعبئة، تعبئة الدول المتقدمة، والدول التي جاءت إلى باريس وقدمت التزامات للدول الناشئة، وقدت التزامات أيضا من أجل رفع القدرات، ومن أجل التمويل ومن أجل تأمين حلول تكنولوجية”.
التفعيل ثم التفعيل
وأكدت أن مصداقية مؤتمر باريس لن تولد في باريس وإنما ستولد في مراكش، في المغرب، فوق الأرض الأفريقية التي تعرف هشاشة من التغيرات المناخية، تعرف الهجرة المكثفة من جراء هذه التغيرات، لذلك، فإن مصداقية باريس ستصنع في مراكش، وفي مراكش ننتظر التفعيل، وننتظر خارطة طريق لتظهير قمة باريس، هذه رسالة جئنا بها إلى نيويورك، وقمنا بتعبئة جميع الجهات، منها المجتمع المدني، ومنها المقاولات والقطاع الخاص، قمنا بتعبئة شاملة في هذا الأسبوع، وكانت هناك لقاءات مهمة.
وقالت الحيطي: “أنا مطمئنة على مسار ديناميكية مؤتمر باريس، لأنه كانت هناك أكثر من ثلاثين دولة قدمت التزاماتها في نيويورك، ومنها المغرب الذي سيستقبل قمة الأطرف 22، وهذه إشارة سياسية قوية جدا تعني أن الالتزام ما زال مستمرا، ولكن أكثر من الالتزام، وأكثر من الخطابات والأوراق، وأكثر من المواثيق، هو التفعيل ثم التفعيل ثم التفعيل، وهذا ما تناشد به الدول التي تختنق من جراء التغيرات المناخية، وهذا ما تناشد به قمة أطراف 22”.
ماذا يطلب منا ميثاق باريس؟
وأضافت: “الثقافة البيئية هي مدرسة، وهي ثقافة يجب أن نعمل عليها ليس في المغرب العربي وفي المنطقة العربية فحسب، وإنما على صعيد العالم، الآن ماذا يطلب منا ميثاق باريس؟ يطلب منا تحويل هذه الثقافة بطريقة شاملة، ثقافة الإنتاج، ثقافة الإستهلاك، فإذن، ميثاق باريس يتطلب تربية جديدة، مدرسة جديدة، ويجب أن نعمل على هذا الأمر، نعرف لماذا التأخر في الدول العربية، وإننا واعون إليه، ولكن هذا التأخير لدينا في الدول العربية أو في أفريقيا، لذلك، يجب أن ننظر إليه الان كفرصة، فرصة لاعتماد تكنولوجيات خضراء، تكنولوجيات مستدامة وصديقة للمناخ، هذه فرصة للدول العربية”.