أكدت التجارب أن ثمة ضرورة للارتقاء بالتعليم نحو آفاق أوسع وأرحب، خصوصا مع ما نشهد من تطورات متسارعة في سائر العلوم، إذ بات لزاما على المعنيين والمسؤولين عن القطاعات التعليمية تحديث البرامج وتغيير آليات التعليم، بمعنى إبعادها عن التلقين، وخلق بيئة مناسبة لتفتح مواهب الطلاب، وتوظيفها في سياق العملية التربوية عينها، وهذا ما بدأنا نلحظه على مستوى بعض المؤسسات التربوية في لبنان والعالم العربي.
وفي هذا المجال، تمكنت أربع طالبات إمارتيات من ابتكار آلية لإعادة تدوير دخان المصانع، واستغلاله في زراعة النباتات، للحد من تلوث الهواء، والتقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري، إضافة إلى زراعة مساحات كبيرة من النباتات داخل البيوت الزراعية.
الطالبات: فاطمة عبدالله، روضة مراد، إيمان صالح ولطيفة حمد، في الصف الثاني عشر، حققن مسارا متقدما، في “مدرسة سكينة بنت الحسين” للتعليم الثانوي في إمارة دبي، ويقوم ابتكارهن على استخلاص غاز ثاني أوكسيد الكربون الضار من الدخان، وتحويله للنباتات لتكتمل عملية التمثيل الضوئي (الكلوروفيل)، التي تعد أساس نمو النباتات.
أهداف ثلاثة أساسية
وتتم هذه العملية – بحسب “الإمارات اليوم” ومقالة للزميل وجيه السباعي – من خلال توصيل مجموعة من الأنابيب بمخارج الدخان في المصانع، وتعزيزها بمجموعة من الفلاتر المنقية، وتوصل من الطرف الآخر بالصوبات الزجاجية، التي تحوي النباتات، حيث يتم توجيه الدخان الملوث إلى الفيلتر، وتصفيته مع وجود مادة كبريتات النحاس اللامائية، التي تسحب بخار الماء وتنتج ثاني أوكسيد الكربون، وبذلك تستفيد منه النباتات التي تنمو في بيئة مناسبة، يمكن أن تنتج المحاصيل الزراعية بمختلف أنواعها وأصنافها.
وتحقق الفكرة أهدافا ثلاثة أساسية، هي: تنقية الهواء من خلال تقليل نسبة التلوث الناتجة عن دخان المصانع، والتقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري، إضافة إلى الاستفادة من دخان المصانع، الذي ينتج بكميات كبيرة، في إعادة بناء دورة الحياة.
وأشرفت المعلمتان سونيا سامي وموزة الشامسي، المتخصصتان في الفيزياء والأحياء على المشروع، الذي تم تقديمه في معرض المشروعات الطلابية لوزارة التربية والتعليم.
من جهتها، قالت مديرة المدرسة، شريفة حزام، إن إدارة المدرسة عملت على وضع منهجية خاصة بتعزيز مهارات الابتكار والإبداع لدى طالباتها، وتوفير كل الإمكانات التي تحتاجها الطالبات المبدعات، لإنتاج مشروعات وابتكارات نوعية، تخدم المجتمع والإنسان بالدرجة الأولى.
