هل ثمة خطة ممنهجة لإفشال معامل فرز ومعالجة النفايات؟ السؤال سيظل حاضرا إلى أن يثبت العكس، خصوصا وأن هناك معامل متوقفة عن العمل، وأخرى تم بيعها كما هو الحال بالنسبة لمعمل جباع، فيما المعامل القائمة الآن تواجه عثرات قد تفضي إلى إقفالها، ما يعني أنه بدلا من أن تكون المعامل جزءا ضروريا من الإدارة المتكاملة للنفايات، هناك من يريد تظهيرها على أنها “كارثة”، لتمرير صفقات المطامر والحرق.

لا نستغرب في هذا السياق تجدد أزمة معمل النفايات في بلدة الكفور – قضاء النبطية قبل أيام عدة، عندما فوجئ الاهالي بنداء موجه من المجلس البلدي عبر موقعه الالكتروني، مفاده ان النفايات ستبقى في الحاويات بعد إقفال معمل الفرز في البلدة، ما اثار موجة استنكار وغضب، تحركت على اثره القوى السياسية والبلديات المعنية وبلدية الكفور وهيئة المتابعة للجمعيات والاندية في النبطية، وعقدت اجتماعات طارئة مع الاتحاد، استطاعت من خلالها إلزام الجميع على متابعة العمل دون توقف، مع عرض لسلسلة مطالب بهدف تحسين سير العمل وتفعيله والتصدي لأي محاولة لتفشيل ووقف معمل الفرز.

وخلال المشاهدات التي توضحها الصور والفيديوهات التي اتخذت امس للمعمل، نرى ان هناك خللا واضحا في ادارة النفايات، وفي عمل الشركة المتلزمة والاشراف من قبل الاتحاد على سير العمل، وهذا ما أدى الى تفاقم الازمة، ويبدأ هذا الخلل من نظام جمع النفايات ونقله بشاحنات كبس النفايات، مما يعيق عمليتي الفرز والتسبيخ، فضلا عن ضعف الكفاءة وغياب المشرفين المختصين ونقص في الطاقم العامل، بحيث ان هناك تراكما كبيرا للاكياس غير المفرزة وخللا واضحا في عملية الفرز وفصل المواد، كما أوضحت الصور أيضا ترك العصارة التي تنتج عن عمليات الفرز وتسبيخها لتتسرب أرضا بإهمال واضح واستهتار، بما قد تسببه من انتشار لأمراض جرثومية وتلوث بيئي، بالاضافة الى سوء التنظيم الاداري في المعمل، وانخفاض مستوى فعالية عملية الفرز التي ادت الى ارتفاع في مستوى العوادم والمتبقيات، وصولا الى انتشار الروائح وتراكمات النفايات داخل وخارج المعمل.

 

نصار: المعمل بحاجة لخبير بيئي مستقل

 

مسؤول الإعلام والناطق باسم لقاء الأندية والجمعيات المدنية في النبطية يوسف نصار قال لـ greenarea.info انه “بعد أن تلقينا خبر توقف المعمل اجتمعت اللجنة مطولا جتى منتصف الليل، وفي اليوم الثاني توجهنا صباحا إلى رئيس البلدية أحمد كحيل، كلجنة أندية وجمعيات، وعرض لنا بالتفصيل لما حصل، خصوصا لجهة وجود ثغرات على صعيد فريق العمل الذي لا يكفي، إضافة إلى أن هناك خللا في عملية الفرز، ينجم عنه زيادة في حجم العوادم”.

وتساءل: “إذا كان عقد الجهة المشغلة للمصنع مع اتحاد البلديات يتضمن (تبدأ العوادم في حدود الـ 35 و30 بالمئة وعلى تناقص) فلماذا تزداد إلى 40 و50 بالمئة؟”، وقال: “معنى ذلك أن الفرز لا يتم كما يجب، ووجه إليه إنذاران، ولكن تعرفون أن هناك تداخلا للأسف تداخلا بين السياسة والعمل العام، وبعد توقف العمل اجتمعت اللجنة، ونحن عرفنا من رئيس البلدية أن الاجتماع ضم عن حركة أمل محمد عواضة، وعن حزب الله حاتم حرب مع رئيس بلدية الكفور ورئيس الاتحاد، وفي اليوم الثاني علمنا أن الأمور حُلت وعاد المصنع الى العمل، وكان رئيس بلدية الكفور مستاء جدا من تكديس النفايات، ومن الروائح الكريهة المتصاعدة من وادي الكفور، وتتضرر منها القرى المحيطة بالمعمل”، وأشار إلى أن “اللقاء مع محمد عواضة وهو مسؤول البلديات في حركة أمل كان مفيدا جدا، وقال لنا ماذا تريديون؟ أنا مستعد للإجابة عن كل تساؤلاتكم، وسأكون شفافا جدا، ونحن قلنا له كل ما نسمعه يكون مجرد قول إلى أن نرى خطوات على الأرض”.

وقال نصار: “هناك أيضا مسألة مهمة جدا، ونطالب بها رئيس الاتحاد، فهو أشار خلال افتتاح المعمل إلى دورنا كأندية وجمعيات، وقال نريد أن نتعاون مع خبير بيئي من المنطقة، وهذا لم يحصل لغاية اليوم، لا بل قال ليس شركة دنش من سيتعاقد معه، بل أنا كرئيس اتحاد اريد ان اتعاون معه”، وأكد أن “هذا المعمل بحاجة لخبير بيئي مستقل على مسافة واحدة من القوى السياسية الموجودة، وهذا لم يحصل رغم ترحيبه بالخبير الذي طرح اسمه”، واكد نصار: “كل هذه الملاحظات سجلها محمد عواضة، وأبلغنا أنه كانت هناك مشكلة لجهة فريق العمل وعدد العمال، فضلا عن المساحة التي توضع فيها العوادم، ووعد بأنه ستكون هناك إطلالات يومية للاطلاع على حسن سير العمل وسيتم التعاون مع الخبير البيئي المقترح اسمه”.

وختم حديثه لافتا إلى أن “كل ذلك وعود ونحن نتعامل كأندية وجمعيات بحسن نية”.

 

غندور: إغراق البلد بمشكلة النفايات

 

رئيس مجلس المندوبين في “حركة الشعب” أسد غندور قال لـ greenarea.info “تحرك أمس جاء بناء على دعوة من من شباب وأهالي بلدة الكفور، وشاركنا فيه كناشطين في حملة (بدنا نحاسب) و(حركة الشعب)، واضاف غندور انه “بحسب ما أفانا به اهالي الكفور، سيكون هناك تصعيد، وسنكون بمؤازرة أي تحرك أو اعتصام مستقبلي في حال لم نشهد مبادرة عملية وحقيقية من قبل اتحاد بلديات الشقيف والوزارات المعنية، من وزارة بيئة ووزارة التنمية الادارية والداخلية لمعالجة أزمة المعمل، الذي تحول عمليا إلى مكب نفايات، خصوصا وأن هذا المعمل سعينا بمجهود مضن لاقامته عندما كنت رئيس بلدية، وامينا لسر اتحاد بلديات الشقيف، كما قمنا بتنفيذه قبل اكثر من ثماني سنوات على أرض دُفع ثمنها أضعاف قيمتها تحت ضغوطات الاطراف السياسية الموجودة، كما قمنا بشق طريق للمعمل تكلف مبلغا هائلا، وانشأنا المعمل بهبة من الاتحاد الاوروبي، وعانينا الامرين لسنوات مع البلديات المتعاقبة حتى انجز المعمل بالطريقة التي انشئ بها”.

وتابع: “لقد تم تعطيل تلزيم العمل للشركة التي رست عليها المناقصة من قبل اتحاد بلديات الشقيف لاعتبارات سياسية، لنقوم لاحقا بتحرك أعقبته مناقصة ثانية، استلمت فيها الشركة الجديدة التابعة للقوى السياسية المشغلة للمعمل، ويبدو واضحا ان هذه الشركة عملت وتعمل بشكل اعتباطي وفوضوي، غير مراعية للاصول والتقنيات الحديثة للفرز والتوضيب والتسبيخ، حتى حولت المعمل الى مكب”.

وحمَّل غندور “المسؤولية للشركة التي لُزمت نقل النفايات بعد مناقصة تفضح حجم التدخل السياسي للقوى في المنطقة، من خلال عدم اقتناء هذه الشركة لآليات ومعدات وامكانيات تخولها جمع النفايات اتماما لصفقة ثانية، أو فض المناقصة، وهي بيع الشركة آليات قديمة وغير صالحة بعد طلائها بلون جديد”.

وختم: “نرفض هذا المنطق جملة وتفصيلا، ونرى ان هناك قرارا مسبقا لدى القوى الحاكمة بإغراق البلد بمشكلة النفايات، لإغراق المواطن في وحول النفايات، وإبعاده قدر الامكان عن أي محاولة للتغيير والاصلاح في الطبقة الحاكمة والفاسدة”.

 

اعتصام

 

وكان أهالي بلدة الكفور قد نفذوا اعتصاما أمس امام كنيسة البلدة بعد أزمة معمل فرز النفايات في البلدة، ومنعا لإعادة افراغ النفايات في المكب المقفل، تزامنا مع الاستياء العام على اثر البيان الذي اصدره المكتب الاعلامي لاتحاد بلديات الشقيف بإقفال المعمل، هذا وقد نفى أمس الاتحاد هذا البيان ببيان ثان، أكد فيه ان الشركة الملتزمة جمع النفايات عملت على جمعها من النبطية والبلديات المحيطة يوم الاحد كتحدٍ واصرار على العمل وفرز النفايات في الحاويات.

تقدم الاعتصام رئيس البلدية خضر سعد ونائبه انطوان سمعان وخوري البلدة ومختارها، ووفد من حملة “بدنا نحاسب” ووفد من حركة الشعب وعدد من الناشطين البيئيين والاهالي.

طالب التحرك بالتدخل السريع لاتحاد بلديات الشقيف وتحمل مسؤولياته، واعتبر رئيس بلدية الكفور ان هدا التحرك هو بمثابة انذار اخير للاتحاد، كما طالب المعتصمون برفع الاذى عن بلدة الكفور، وتدخل وزير الصحة المعني بصحة وسلامة المواطن، كما شدد التحرك على ضرورة المعالجة من المصدر وصولا الى المعامل، اضافة الى تحسين عمل واداء معمل الفرز للتخلص من العوادم التي تطمر البلدة.

 

 

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This