بعد مسار طويل من المفاوضات والمشاورات، تصاعد الدخان الأبيض في فضاء القارة العجوز، إيذانا بتوقيع دول الإتحاد الأوروبي على معاهدة باريس الخاصة بالمناخ، مترافقا مع تغريدة عبر “تويتر” لرئيس “المجلس الأوروبي” وهو عبارة عن قمة لرؤساء الدول ورؤساء الحكومات الثمانية والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي دونالد توسك Donald Tusk، قال فيها: أن “قمة براتيسلافا بدأت تعطي ثمارها، وما اعتقده البعض مستحيلا اصبح الآن واقعا”.
ودعي إلى القمة وزراء البيئة، وكانت استثنائية، إذ توافقوا على إجراءات لتسريع التصديق على المعاهدة، ومع مصادقة البرلمان الأوروبي اليوم الثلاثاء في الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2016 يصبح الإتفاق ساري المفعول”.
وفي السياق عينه، أشار المفوض الأوروبي المكلف بشؤون المناخ ميغيل آرياس كانيتي Miguel Arias Cañete إلى أن “المصداقية الأوروبية كانت على المحك، وقيل ان العوائق ستكون كثيرة فقلنا اننا سنتحاور، وكرسنا لاجل ذلك الجهود واليوم (أمس) بكل وضوح انجزنا الاتفاق”.
ريادة الاتحاد الاوروبي
ويعتبر الإتفاق خطوة أساسية من قبل الاتحاد الأوروبي تأتي بعد خطوتي الصين والولايات المتحدة الأميركية اللتان أعلنتا توقيع نص المعاهدة على هامش قمة “الدول العشرين”. وأعلن جيوفاني لا فيا Giovanni La Via Giovanni La Via رئيس لجنة البيئة بالمؤسسة التشريعية الأوروبية، أن البرلمان الأوروبي سيصوت يوم الثلاثاء المقبل، لإعطاء موافقته على تصديق الاتحاد الأوروبي، بعد أن أعطى مجلس الاتحاد الاوروبي الضوء الأخضر لذلك.
وبحسب لا فيا، فإن القرار المعتمد من قبل وزراء البيئة الأوروبيين، يمكن الاتحاد الأوروبي من تبوّء مكانة رائدة في العمل من أجل المناخ قبل الجولة المقبلة من المفاوضات التي ستعقد في مراكش في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وأثنى لافيا على قرار وزراء البيئة الذي اتخذ من قبلهم من أجل التصديق على الاتفاق، مشيرا الى أن هذا القرار “يشكل إشارة قوية، كما يبرز ريادة الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء فيه، وجهوده المتواصلة المبذولة لمكافحة تغير المناخ على الصعيد الدولي”.
يذكر أن اتفاقية باريس ستدخل حيز التنفيذ في اليوم الثلاثين الذي يلي التاريخ الذي سيوافق فيه ما لا يقل عن 55 دولة من بين 197.
وقد صادق على اتفاقية باريس حتى الآن 61 طرفا، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين، وهو ما يمثل 47.79 بالمئة من الانبعاثات العالمية من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.