تعد الشفة الأرنبية من بين اكثر الحالات الوراثية المنتشرة في لبنان، وقد اصبحت تشكل عبئا ثقيلا على الاهل، سواء في العلاج أو من ناحية نظرة المجتمع غير المنفتح حولها، وقد بدأت تكثر هذه الحالات بشكل متصاعد لدى المواليد الجدد، حسب ما اشارت اليه اخر دراسة إحصائية علمية لوزارة الصحة ضمن السجل الوراثي الذي انشأته مؤخرا، وأظهرت هذه الدراسة ان معدلات الاصابة بها في لبنان إلى ارتفاع.

فوفقا لإحصاءات العام 2013، هناك حالة شفة ارنبية لكل 440 مولود جديد، أي حوالي أكثر من اثنين بالألف، ما يعادل حوالي 197 حالة شفة أرنبية في السنة، ما دفع وزارة الصحة، بالتعاون مع المركز الطبي المتخصص عن الشفة الارنبية في الجامعة الاميركية إلى إطلاق حملة توعية للحد من تزايد هذه الحالات.

 

حماية الاطفال

 

ان موضوع الشفة الأرنبية يتجاوز حدود التشوه الخلقي، إذ ان هناك مصاعب في الأكل والتنفس والاندماج الإجتماعي، في مجتمع يتعاطى بشكل بدائي مع الأوضاع الخاصة، لذلك، باتت معالجة الشفة الأرنبية ليس مسألة تجميلية فحسب، بل هي مسألة طبية، فكان لا بد من القاء الضوء عليها، في ظل حملة التوعية على الشفة الأرنبية في لبنان التي اقامتها  وزارة الصحة مع مؤسسة GSM MENA المتخصصة بتشوه الشفة الأرنبية، في المركز الطبي في الجامعة الأميركية، بهدف تسليط الضوء على حالات الشفة الأرنبية وسقف الحلق المشقوق، لرفع مستوى الوعي تجاه هذه العيوب الخلقية ومسبباتها، وإعطاء الأمل للمريض وعائلته وشرح كيفية الحصول على الدعم الطبي.

في هذا الاطار، تحدث رئيس قسم جراحة التجميل والترميم في الجامعة الاميركية  مدير برنامج الشفة الارنبية وتشوهات الوجه الدكتور غسان أبو ستا لـ greenarea.info، فقال: “ان الهدف من حملة التوعية بالتعاون مع وزارة الصحة هو الحد من ازدياد حالات الشفة الأرنبية، بعدما تبين ان نسبة حدوثها في لبنان تبلغ واحدا من كل 440 طفلا من المواليد الجدد وهو ضعف المعدل العالمي، خصوصا وان هذا المرض له تداعيات صحية واجتماعية  على المصاب من حيث الشكل الخارجي للوجه، على شكل شق يحدث في الشفة العلوية ولها  مضاعفات عدة، منها تشوه في نمو الأسنان والفك العلوي، عدا الإصابة بالتهابات الأذن المتكررة وضعف السمع، وتأثيرها على عملية الرضاعة وتغذية الطفل، لذا تم انشاء مركز جراحة الشفة الأرنبية وتشوهات الوجه في الأطفال في المركز الطبي في الجامعة الأميركية لعلاج كل الأطفال المصابين بالتشوهات الخلقية، كما انشأنا جمعية خاصة لدعم المصابين بالشفة الارنبية ماديا واجتماعيا، بعدما لمسنا تهميش المجتمع للمصابين بالشفة الارنبية، فضلا عن صعوبة تغطية تكاليف العملية الجراحية عند معظم الاهالي، فسعينا الى اجراء حوالي 120 و150 عملية جراحية للاطفال المصابين بالشفة الارنبية، خلال سنة 2015، وتتم العملية الجراحية على ثلاث مراحل، بدءا من سقف الحلق، الى اللثة، وصولا الى الشفة، ولهذا من الضروري ان تجرى في المراكز الطبية المتخصصة للتشوهات الخلقية مع فريق عمل طبي متكامل، لكن الاهم الخبرة والكفاءة لدى الطبيب المتخصص لضمان نجاح العملية”.

وأضاف ابو ستا: “على المرأة الحامل تناول حبوب الاسيد فوليك للحد من تزايد الاصابات بالشفة الارنبية، والابتعاد عن زواج القربى، مع اهمية رفع مستوى الوعي تجاه هذه العيوب الخلقية ومسبباتها، وإعطاء الأمل للمريض وعائلته، وشرح كيفية الحصول على الدعم الطبي، لان الاهم هو تعريف الناس على مشكلة الشفة الأرنبية، وضرورة تسهيل حياة أكبر عدد ممكن من الذين يعانون منها”.

 

أهمية العلاج

 

أما الاخصائية في الطب الداخلي الدكتورة ديانا عون فشرحت لـ greenarea.info  أهمية العلاج ودقته، فقالت: “ان الشفة الارنبية تكون على شكل فم الأرنب، وفي الشهر الرابع من عمر المولود تؤثر على الاكل، وفي حال لم تجرَ عملية جراحية تجميلية ترميمية فستؤثر على النطق عند الطفل، لذا نشدد على اهمية اختيار الطبيب المناسب، كون هذه العملية دقيقة للغاية، مع احتمال ان تعاد عدة مرات في حال لم تتم بنجاح في المرة الاولى”.

 

الوقاية تبدأ خلال الحمل

 

وقال الاخصائي في طب الاطفال الدكتور برنار جرباقة لـgreenarea.info : “ليس هناك اصابات مرتفعة بالشفة الارنبية، انما اكتشافها صار اسرع واكثر دقة، لذا لا بد من  الاخذ بعين الاعتبار أهمية الأعراض للتخفيف منها، الا وهي الشق في الفم، وتشوهات الأسنان ومشاكل في المضغ والبلع، عدا عن مشاكل النطق والسمع والتغذية من دون ان ننسى المشاكل النفسية والتي يعاني منها الطفل وعائلته معا، لذا نشدد على اهمية المعالجة المبكرة كي يتفادى الطفل سلسلة من المشاكل الصحية الصعبة التي يمر بها”.

أما الاخصائي في الجراحة وطب الطوارىء الدكتور رشيد رحمه فاوضح لـ greenarea.info ان “الشفة الارنبية عبارة عن خلل في الشفة والحنك، ويتطلب الامر إجراء  عملية جراحية دقيقة للغاية، ومن المستحسن اجراؤها باكرا كي تكون مضمونة النتائج، أي في  الاشهر الاولى من عمر المولود، وأن تكون باشراف فريق عمل طبي متكامل مكون من مجموعة الاطباء من ذوي الاختصاص  كطبيب أطفال، وطبيب أسنان وتقويم اسنان للاطفال، وجراح تجميلي، واخصائي انف وأذن وحنجرة، وطبيب نفسي، واخصائي نطق وتخاطب، واخصائي سمعيات، وطبيب في امراض الوراثة”.

وأضاف رحمه: “إن أهم ما في الامر هو التوعية في تجنب زواج القربى وتعزيز التثقيف الصحي عند الاهل، خصوصا عند المرأة الحامل بأهمية المتابعة عند الطبيب المختص وعدم تناول اي نوع من الأدوية الا باستشارة الطبيب، والاهتمام بالتغذية السليمة والابتعاد عن التدخين أو شرب الكحول، لانه بهذه الطرق نحمي المولود من اي تشوهات خلقية كالشفة الارنبية”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This