حظرت الأمم المتحدة يوم الأحد 2 تشرين الأول (أكتوبر)، الاتجار بـ “الببغاء الأفريقي الرمادي” African grey parrot، والمعروف أيضا باسم “كاسكو” Casco، وذلك خلال “قمة الحياة البرية العالمية” التي انعقدت في مدينة جوهانسبرغ في جنوب افريقيا، وقالت سوزان ليبرمان Susan Lieberman، من “جمعية حماية الحياة البرية” The Wildlife Conservation Society الـ WCS “لو كان يمكن للطيور أن تتحدث، لكان الببغاء الأفريقي الرمادي سيقول لكم شكراً”، وأضافت: بعد الآن، لن يتم إسكات صوت الببغاء الأفريقي الرمادي عبر الغابات الأفريقية الكبيرة”.
نقاش جاد وتصويت سري
وبحسب الـ WCS، فإن حوالي 3 مليون ببغاء أفريقي رمادي، واسمه العلمي Psittacus erithacus قد تم اخذها من من الغابات الأفريقية في السنوات الـ40 الماضية، ما تسبب في انخفاض أعدادها، ولا سيما في غرب ووسط وشرق أفريقيا. وكانت الدول الـ182 المجتمعة في جوهانسبرغ من أجل “اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض” Convention on International Trade in Endangered Species، والمعروفة باسم اتفاقية “سايتس” CITES قد تناولت الأزمة يوم الخميس الماضي بعد نقاش جاد وتصويت سري.
وجاءت نتيجة التصويت 95 صوت مقابل 35 لصالح منح الببغاء الأفريقي الرمادي أعلى مستوى من الحماية، وهو ما يعني عمليا حظر استغلاله في كافة أنواع التجارة الدولية، مع استثناء وحيد، بحيث يمكن الاتجار بهذا النوع من الببغاوات، إذا كانت المنشأة التي تريد امتلاكها مسَجلة في المعاهدة CITES.
الاحتيال والفساد
وكانت جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تضم أكبر عدد من الببغاء الأفريقي الرمادي، قد عارضت بشدة قرار الحظر، ولكن هذا لم يمنع من تمرير الاقتراح الذي تقدمت به الغابون وست دول أفريقية أخرى، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، وقال ممثل دولة ساحل العاج: “الطيور لا تعرف حدوداً، ولذلك يجب علينا أن نعمل معاً من أجل تحقيق ذلك”.
وقال الدكتور كولمان أوكريودان Colman O’Criodain من “الصندوق العالمي للطبيعة” World Wildlife Fund إن “فرض حظر شامل على التجارة الدولية للببغاوات الافريقية الرمادية البرية تعد خطوة هائلة إلى الأمام وسوف تساعد على حماية هذا النوع غير العادي من التجارة التي ساهمت في انخفاض اعداده في كافة أنحاء أفريقيا خلال العقود الأخيرة”.
واضاف أوكريودان أن “الاحتيال والفساد مكّنا التجار من تجاوز الحصص الحالية، لا بل واصلوا أخذ أعدا كبيرة من الببغاوات الرمادية الأفريقية من غابات الكونغو، وذلك لتغذية التجارة غير المشروعة، ولذا، فإن حظر التجارة سيجعل من السهل على وكالات إنفاذ القانون ايقاف الصيادين والمهربين”.
الببغاء أليكس
ويعد الببغاء الأفريقي الرمادي من أكثر الحيوانات الأليفة شعبية، ليس فقط لقدرته على التحدث، ولكن أيضا لطول عمره الذي يمكن أن يصل إلى 50 عاماً، وكان يوجد ببغاء أفريقي رمادي شهير يدعى أليكس Alex عاش لمدة 30 عاماً، وكان قادراً على التواصل مع الناس من خلال استخدام 100 كلمة.
وكانت دول القمة قد ناقشت ايضاً اقتراح تقدمت به كندا حول تخفيض الحماية المفروضة على “صقر الشاهين” الذي يعد أسرع مخلوق في العالم. وكان صقر الشاهين قد حصل على أعلى مستوى من الحماية، وذلك بعد انخفاض اعداده في الفترة ما بين خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي بسبب المبيدات الحشرية وعوامل اخرى. ومع ذلك، انخفضت اعداد صقور الشاهين حيث يوجد منها فقط حوالي 300 ألف في كافة أنحاء العالم.
وأيدت الدول العربية هذا الاقتراح، حيث قال ممثل دولة الامارات أن هذا الصقر يعد جزءاً من تاريخ وتراث البلاد. ولكن اعترض الاتحاد الأوروبي على هذا الاقتراح بسبب أنه سيزيد من الطلب على الصقور البرية وصيدها، كما اعترض ايضاً ممثل دولة إيران الذي قال أن 300 من صقور الشاهين قد تم الاستيلاء عليها بشكل غير قانوني في عملية واحدة في عام 2014. وجاءت نتيجة التصويت 57 مقابل 52 لصالح رفض الاقتراح.