هل تعلم أن امرأة من أصل ثماني نساء معرضة للإصابة بسرطان الثدي؟ هذه الإحصائية أوردتها مديرية التثقيف الصحي فيوزارة الصحة اللبنانية، وتبينت ان سرطان الثدي يشكل ٤١ بالمئة من مجمل الاصابات السرطانية لدى النساء في لبنان، و٢١ بالمئة من مجمل الاصابات السرطانية، وان40 بالمئة من الحالات في لبنان تصيب النساء دون سن الخمسين، وأعلنت “الجمعية اللبنانية لأطباء التورم الخبيث” أن النسبة المئوية للبقاء على قيد الحياة تقدر بأكثر من 90 بالمئة، في حال تم الكشف عن سرطان الثدي في مرحلة مبكرة.

في المقابل، تُسجل سنوياً ١٫١ مليون إصابة جديدة بسرطان الثدي في العالم، وهذا ما دفع بالحملة الوطنية للوقاية من سرطان الثدي لأن تنشط سنويا، الا ان الابرز هذا العام ما أعلنه وزير الصحة وائل ابو فاعور عن تبني الوزارة تغطية تكاليف ترميم الثدي المصاب بالسرطان.

وهنا يطرح السؤال نفسه: هل لدى وزراة الصحة الامكانيات المادية الكافية لتغطية مثل هكذا عمليات، خصوصا وأنها تعاني من عجز مادي في التغطية الاستشفائية؟ من جهة اخرى شجعت الحملة الوطنية للوقاية من سرطان الثدي على ضرورة إجراء الصورة الشعاعية للثدي في المراكز الصحية، ولكن هل من رقابة على جودة المعدات المستعملة وحسن النتائج الطبية؟

عملية الترميم والكلفة

 

في هذا السياق توقف الاخصائي في أمراض السرطان الدكتور جوزف قطان حول بعض النقاط في عملية اطلاق الحملة الوطنية لامراض الثدي فقال لـ greenarea.info: “لا شيء جديد على صعيد العلاجات الطبية لسرطان الثدي، إنما بالنسبة لما أعلن عنه وزير الصحة وائل ابو فاعور حول عملية الترميم، فلا بد من التوقف عندها، لأنه علميا، لا اعرف اذا كان سيتم التوافق عليها كليا، لان عملية ترميم الثدي غير موحدة، احيانا يستعمل اغلفة اصطناعية او الـprothese ، واحيانا اخرى يتم استعمال بعض من جزء الثدي الثاني  لاعادة ترميم الثدي الاول المصاب بالسرطان”.

وأضاف: “من هنا، فإن توحيد سعر عملية ترميم الثدي ليست بمحلها، لأن كل عملية حسب نوعها لها كلفتها، وكل مريضة مصابة بسرطان الثدي تمثل حالة خاصة في ترميم الثدي حسب حجمه، ولذلك ما يقوله الوزير فاعور حول توحيد عملية الترميم، والتكفل بتغطيتها، ربما يكون لها وقعها الإعلامي الجيد، انما التطبيق صعب”.

المعدات الطبية

بدوره علق الاخصائي في الطب النسائي والتوليد والعقم الدكتور فريد بدران لـــgreenarea.info : “ان حملة التوعية مهمة، وإنما لا بد هنا من التركيز على اهمية مراقبة نتائج الفحوصات الطبية للصور الاشعاعية للثدي، خصوصا التي تجرى في بعض المراكز الصحية والمستوصفات، والتي لا تملك المؤهلات إجراء فحص الثدي، حيث ان المعدات المستعملة قديمة، والطبيب الذي يكشف عليها لا يملك المؤهلات الكافية، بحيث تكون النتائج الصحية خاطئة، وهذا هو الخطر بحد ذاته، ويجب على وزارة الصحة اخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، انما في الوقت عينه لا يمكن ان ننكر الدور الايجابي للحملة الوطنية للوقاية من سرطان الثدي”.

واضاف: “أما بالنسبة لتكفل وزراة الصحة ترميم الثدي المصاب بالسرطان  فهذا الأمر ستواجهه مشاكل مادية، نظرا لان المستشفيات الخاصة لها سقف مالي محدد فبالكاد تغطي الاستشفاء العادي، ومن الصعب ان نجد اي طبيب يجري عملية ترميم بسعر 300 او 400 دولار، خصوصا وأن العملية تأخذ جهدا ووقتا من الطبيب الجراح، وستصطدم المريضة  المصابة بمشاكل استشفائية، لان ليس هناك من اموال كافية في الوزارة للتغطية الصحية الشاملة، رغم كل النوايا الجيدة لديها في مساعدة المرضى”.

وزارة الصحة

 

بالمقابل، تحدثت رئيسة دائرة التثقيف الصحي في وزارة الصحة الدكتورة رشا حمرا لـ greenarea.info، فقالت: “انه في إطار شهر التوعية حول سرطان الثدي، تطلق وزارة الصحّة العامّة معايير توجيهية جديدة لتحسين فعّالية وجودة الصورة الشعاعية للثدي في المستشفيات الحكومية في لبنان، كمرحلة أولى من مشروع أكثر شمولية يتعلّق بخطّة متكاملة للتقييم الصحّي التقني. كما كشفت الوزارة عن قرار وزاري تم استصداره لأول مرة في لبنان تغطي بموجبه نفقات عمليات ترميم الثدي بعد استئصاله، ابتداءً من شهر تشرين الأول (أكتوبر) الحالي وتمتد حملة التوعية الوطنية على مدى ثلاثة أشهر، ما يتيح للنساء فرصة الاستفادة من الحسم على الصورة الشعاعية للثدي حتى نهاية شهر كانون الأول (ديسمبر) 2016، وستخفّض المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة في كافة أرجاء لبنان كلفة الصورة الشعاعية إلى أربعين ألف ليرة لبنانية، بينما ستقدّم المستشفيات الحكومية الصورة الشعاعية للثدي مجاناً طوال فترة الحملة، بهدف نشر التوعية الأساسية لتبلغ جمهوراً أكثر اتساعاً، وتؤثر ايجاباً على حياة عدد أكبر من الناس، بالمزيد من المحاضرات المفتوحة للرأي العام التي يتم تنظيمها بالتعاون مع البلديات والمنظّمات النسائية غير الحكومية، وتديرها الجمعيات الطبّية ومجموعات مساندة مرضى السرطان”.

أما مستشار وزير الصحة الدكتور بهيج عربيد فاوضح لـ greenarea.info ان “هناك عدة امور لا بد من القاء الضوء عليها،  كالتوجه الى المناطق النائية لاجراء  فحوصات الكشف المبكر لسرطان الثدي، بعدما كانت حملة التوعية مركزة في عدد من المناطق في بيروت وجبل لبنان في اكثر الاحيان، عدا اننا سعينا الى تطبيق البروتوكول الصحي حول تحسين  نوعية صورة الاشعة للثدي كي يكون المستوى جيد على مستوى النتائج”، وقال: “كما وان عمليات ترميم الثدي تتركز حسب عملية الاستئصال الكلي او فقط الورم السرطاني في الثدي، وفق تطور المر،  والجديد في هذه المسألة ان وزارة الصحة بدأت تتكفل بعملية ترميم الثدي 100 بالمئة، وتعتبر الخطوة التي قامت بها وزارة صحة فريدة من نوعها على مستوى العالم ايضا”.

وعلن عربيد أن “حوالي 44,50 بالمئة من النساء يخضعون للصورة الشعاعية للثدي حسب احصاءات السنة الماضية”، لافتا إلى أن “المطلوب اكثر من ذلك، لان الصورة مجانية في المستشفى الحكومي وبسعر مخفض في المستشفى الخاص مع اهمية مراقبة جودة النتائج على المعدات المستعملة”.

الناشر: الشركة اللبنانية للاعلام والدراسات.
رئيس التحرير: حسن مقلد


استشاريون:
لبنان : د.زينب مقلد نور الدين، د. ناجي قديح
سوريا :جوزف الحلو | اسعد الخير | مازن القدسي
مصر : أحمد الدروبي
مدير التحرير: بسام القنطار

مدير اداري: ريان مقلد
العنوان : بيروت - بدارو - سامي الصلح - بناية الصنوبرة - ص.ب.: 6517/113 | تلفاكس: 01392444 - 01392555 – 01381664 | email: [email protected]

Pin It on Pinterest

Share This